رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: السودان… نصر مؤزر رغم الكيد والتآمر

كل دول العالم تنصلت عن مسئولياتها الأخلاقية عن إدانة مليشيا الدعم السريع حين تمردت على الدولة السودانية؛ وصمت اذانها واعينها عن كل الإنتهاكات التي حدثت على مرأى ومسمع من العالم؛ ليس ذلك فحسب بل ساوت بين الجيش الوطني الذي يقاتل الأعداء ويدافع عن أرضه كما يجب ان تفعل جيوش اي دولة محترمة في العالم حينما يهاجمها أي عدو كان على سطح الأرض.

ونحن نتابع في الفضائيات الإخبارية ابان اندلاع الحرب في 15 أبريل شعرنا بأن السودان يعيش في غربة وعزلة وتنكرت له كل دول العالم الا القليل من الأصدقاء؛ وكأنهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة التي رأوا فيها- بجهلهم- أنها المناسبة للانقضاض على البلاد وفق توفر مناخ معين ” ثورة أطاحت بنظام الرئيس البشير؛ وفوضى خلقتها حكومة حمدوك لتلهي الناس عما يتم طبخه على نار هادئة لنسف استقرار السودان ” .

صاحب هذا التخطيط الخبيث والتوقيت الاخبث من قبل دول البغي والاستعمار بمشاركة الخونة والمأجورين يقين تام للمنفذين والداعمين ” المليشيا والدول الداعمة ” بأن ما خطط له سيتم بلا ريب ودونكم تصريحات حميدتي في اليوم الأول من الحرب والثقة بالنفس التي كان يتحدث بها عن السيطرة على البلاد.

ولكن لم يتخيل العالم لحظة أن السحر يمكن أن ينقلب على الساحر؛ وتصبح مافعلته دول البغي والعدوان الداعمة والصامتة عن الحق والادانة بل حتى التي أظهرت انحيازها للمليشيا بشكل صارخ ومخجل متخطية كل حدود الأخلاق وحسن الحوار ومتناسية للتاريخ الناصع للسودان معها؛ تفاجأت كل تلك الدول وكل العالم بأن القوات المسلحة السودانية لها من الخبرة والتأهيل لأكثر من مائة عام ما يجعلها قادرة بلا أدنى شك في التغلب أخيرا على أي عدوان كان.

ظهر هذا جليا في الانتصارات التي يحقق فيها الجيش والقوات المساندة له في كل لحظة وحين ومكان في المحاور المختلفة ماجعل العالم مصدوم من هذه العبقرية القتالية العالية التي أثبتها الجيش برغم الظروف آنفة الذكر “ثورة وفوضى” .

كل إنجازات الجيش والدولة في الانتصار في معركة الكرامة جعلت دولا كثيرة ومؤسسات دولية وإقليمية وعالمية تتراجع عن غيها ودعمها المبطن والعلني للمليشيا وتعلن بشكل صريح دعم الحكومة السودانية وجيشها؛ ولكن نقول لها كنا نعول أن يكون ذلك من اليوم الأول للحرب وليس الآن.

على حكومتنا ووزارة الخارجية السودانية أن تعي الدرس وتتعامل مع الكل بالمثل ليس لدينا مانخسره بعد الحرب؛ كذلك هي فرصة سانحة للسودان في أن يعيد ترتيب أوراقه الدبلوماسية والسياسية وفق واقع جديد يتماشى مع السيادة الوطنية أولا وغزة أهل السودان وكرامته وعلى الباغي تدور الدوائر.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى