د. بابكر عبد الله محمد يكتب: شركة السودان للحبوب الزيتية الي اين ؟ كيفية نقل الراسمالية الوطنية من محور التنافسية الى حضن التعاونية الذي سينهض بالامة السودانية ومنتجاتها ؟ مستقبل السودان في زراعة الحبوب الزيتية و الاقطان ….؛؛؛؛؛ (( 3 من 5 ))

بسم الله الرحمن الرحيم
شركة السودان للحبوب الزيتية الي اين ؟ كيفية نقل الراسمالية الوطنية من محور التنافسية الي حضن التعاونية الذي سينهض بالامة السودانية ومنتجاتها ؟ مستقبل السودان في زراعة الحبوب الزيتية و الاقطان ….؛؛؛؛؛
(( 3 من 5 ))
فبراير 2025م
تناولت في المنشورين الأول والثاني تساؤلات مشروعة وقانونية حول مستقبل هذه الشركة الكبري ودورها في الاقتصاد القومي والامن الغذائي للامة السودانية ذلك أنها تعمل في قطاع استراتيجي و هو توسيع إنتاج الحبوب الزيتية وتسويق منتجاتها اقليميا ودوليا.
كما كنت قد فرقت ضمنيا بين الراسمالية الوطنية المؤمنة بقضايا نهضة الوطن الغالي وبعض اصحاب روؤس الاموال الذين تماهوا مع اعداء الوطن وتامروا علي البلاد ورهنوا ارادته بمصالح واهية وضعيفة وذاتية لتحقيف مصالح ذاتية ..
ان الزبون صاحب راس المال او المستثمر في اغلب الاحيان لا يتخيل شكل المنتج او الالة او الادوات التي تعينه في اداء مهامه بكل بسر وسهولة ليحقق الربحية بايسر الطرق فالمستثمر وصاحب راس المال لا يخطط لكي يخسر ..
لقد ادرك العالم المتقدم سر نهضة الحضارة من باب التعاون والتعاضد لا التنافس منذ انشائه لمنظمة التعاون الاقتصادية والتنمية بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا في عام ١٩٦١ م حيث قام بانشاء المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية .
[[ The Organization for Economic Co-operation and Development (OECD) is a unique forum where the governments of 37 democracies with market-based economies collaborate to develop policy standards to promote sustainable economic growth.]] .
وذلك بعد.انتهاء الحرب العالمية الثانية وانضمت الدول الخمسة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي…… وانضمت اليهم عدد من الدول الاخري التي تتبني الديمقراطية حسب زعم الحلف والتضامن والتعاون الاقتصادي الجديد ممن يطبقون الديمقراطية حتي بلغ مجموع الدول 37 دولة .ثم تداعي للانضمام عدد من الدول الاخري التي تتماهي وتنسجم وتؤمن بسياسات الدول الغربية الاستعمارية وانضم إليها ووكلاؤهم من الدول المساندة والمتامهية مع سياسة الغرب …وبعد توجس وتخوف من دول اخري لم يشملها الضم لهذا الحلف ..تداعت دول اخري لتاسيس حلف مشابه لهذا التحالف اخذ نفس المسمي وهو منظمة التعاون الاقتصادي [[ .E.C.D ]] و منظمة التعاون الاقتصادي ، منظمة دولية تنظم حكومات سبع دول آسيوية وثلاث أوروبية عبر مساحة 8٬620٬697 كم²؛ هي أذربيجان وأفغانستان وأوزبكستان وإيران وباكستان وتركيا وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان؛ كي تتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري؛ مثل جعل سوق الخدمات والبضائع المشتركة. وهي احلاف من شانها ان تقوي من فرص التعاون الاقتصادي من شعوب تلك الدول وهي الوسيلة المناسبة جدا. لتوليد افكار وتجارب تلك الدول علي مستوي القطاعين العام والخاص.وهي تتوافق مع فكرة الفيلسوف مالك بن نبي والذي دعا لإنشاء سوق مشتركة للدول العربية والاسلامية وضمنها في كتابه [[ شروط النهضة ]] الصادر عام 1948م …… وفي مؤتمر باندونق [ اندونيسيا ] في ابريل من عام 1955م القرن الماضي. والتي طرحت فيها افكار قريبة لفكرة مالك بن نبي …تتناسب مع سياسة الدول في بناء تكتلات اقتصادية او ما عرف بدول عدم الانحياز ..اما المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية فقد ارتبطت سياساتها بسياسات دول الهيمنة الامبريالية والتي تستند علي وضع كوابح لنقل التكنولوجيا والابداع وتسكينها في بعض الدول دون غيرها …فالابداع احد اجندتها الرئيسة [[ Innovation ]] ويعني نقل التكنولوجيا وإنتاج سلع جديدة حسب متطلبات السوق العالمي لان الإبداع يعني عندهم إنتاج سلع جديدة منافسة في الأسواق العالمية ويعني التعاون بين الدول المنضوية تحت المنظمة والتعاون فيما بينهم فقط ويعني التشاركية والتعاون في امتلاك التقنية التكنولوجية ولقد انضمت بالفعل لهذا الحلف الاقتصادي دول مثل السعودية وجنوب افريقيا ومصر وتركيا وتونس والمغرب وغيرها حتي بلغت عدد الدول اكثر من 50 دولة من مختلف دول العالم ..
غير ان ما يميز تطوير هذا القطاع الحيوي هو البحوث العلمية الزراعية في مجال تطوير تقاوي البذور من الحبوب الزيتية. وتتمثل في البحث العلمي وتنتج في السودان من خلال القطاعين المروي والمطري ..والذي يحسن من ارتفاع الإنتاجية لهذه البذور الزيتية لاحتوائها علي بروتين غذائي للانسان زيوت طعام غير مهدرجة ومخلفات إنتاج الزيوت لإنتاج علف طبيعي كغذاء رئيس للثروة الحيوانية …
والضلع الثالث هو استيراد.جيل جديد من المصانع لإنتاج وعصر الزيوت ..وفي إطار البحوث للإنتاج أبلغني السيد / محمد عثمان الحاج كاخر مدير تجاري في عهد شركة السودان للحبوب الزيتية في عهدها الذهبي ان شركة السودان لمنتجات الحبوب الزيتية كانت لها بحوث لتطوير البذور الزيتية …ولكن بحثت عن ذلك ولم اجد الا جهودا للشركة العربية لإنتاج الزيوت النباتية وتمثلت مجهوداتها فقط في الاتي :
• زيت زهرة شمس عالي التكرير (العلامة التجارية يارا).
• زيت بذرة قطن عالي التكرير (العلامة التجارية الفهد).
• زيت فول سوداني عالي التكرير (العلامة التجارية الوليمة).
• زيت فول سوداني وزهرة شمس بنكهة الفول السوداني (العلامة التجارية الدكان).
• زيت الأولين عالي التكرير (العلامة التجارية العائلة).
– مخلفات عصر الحبوب الزيتية (امباز فول سوداني – أمباز زهرة شمس – أمباز بذرة قطن)
– صابون غسيل عادي (العلامة التجارية أبوقطا)، صابون غسيل محسن (العلامات التجارية: الغزالتين وبينو)، صابون تواليت (العلامة التجارية لورد)، وجلسرين نقي..هذه بعضا من جهود الشركة العربية للزيوت النباتية .
اما في مجال المصانع المتواجده حاليا معظمها ماكينات عصر للزيوت قديمة ومتخلفة نوعا ما و مصدرها الهند .واخيرا دخلت مصانع تركية للبلاد في عام 2016م .ابرزها دخلت بواسطة مستثمرين سوريين.
وباستثناء مصنع صافولا بسوبا.المنطقة الصناعية ومصدره من ايطاليا المتقدمة في الصناعات الغذائية …وصافولا مصنع حديث يستخدم بعض المواد.الكيميائية في تكرير وتنقية الزيوت مثل الصودا الكاويا وغيرها من المذيبات الكيماوية والنكهات الكيميائية التي تعطي الزيت المصنع الوانا كوسيلة جذب تستهدف المستهلك البسيط تحت ظل ضعف الرقابة القانونية وضعف جمعية حماية المستهلك و المواصفات والمقاييس وغياب الهيئة الصحية لسلامة الغذاء من وزارة الصحة واعتمادها فقط علي الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس.
ان هذا النداء الذي اوجهه للدولة والراسمالية الوطنية إنما اوجهه بغرض إصلاح هذا القطاع الهام .وذلك من خلال خمسة [5] محاور علي النحو التالي :
1/ محور إنتاج الحبوب الزيتية وكيفية تطويرها من خلال الاهتمام بمراكز البحوث الزراعية والدفع بانتاج حبوب زيتية بعيدا عن إنتاج حبوب معالجة بالهندسة الوراثية.
2/ الاهتمام بشركة السودان للحبوب الزيتية والتي يلفها الاهمال وسوء التقدير من جانب الحكومة كقطاع عام ومن جانب الراسمالية الوطنية والتي يجب أن تضطلع بدورها في هذه الشركة العملاقة.
3/ الاهتمام بقطاع زراعة القطن والذي يعتبر اهم مصدر لإنتاج الزيوت من بذرة القطن .
4/ مراجعة حركة أسهم هذه الشركة ووضع مؤشرات وزن معدلات للشركاء المساهمين ومخاطبتهم بصورة جماعية وفردية للاقبال عليها.
5/ اهتمام الدولة بادارة هذه المنشأة برؤية تتوام مع الاقتصاد الحر والذي يتطلب ضخ راسمال ضخم لمعالجة الشركة بصورة جذرية ولا يتم ذلك الا بزيادة أسهم المستثمرين وطنيين او اجانب حسب قانون الاستثمار .
…والي اللقاء في المنشورين القادمين حول شركة السودان للحبوب الزيتية والذي سالقي فيه الضوء علي قرارات الايلولة الأخيرة والتي تم اتخاذها في عام 2020م ونتطرق في ذلك الي الخسائر الأكبر المتوقعة لهذه للشركة والأكبر تاثيرا في مجالات الاستثمار والتجارة والصناعة . وذلك حتي لاتضيع أصولها الضخمة كما ال عمودها الفقري الي مجموعة دال المملوكة لمالك واحد …
والله الموفق .
د.بابكر عبدالله محمد