أحمد الجبراوي يكتب: الإخْلَاصُ رُوحُ العبَادَةِ

بِسمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
*الإخْلَاصُ رُوحُ العبَادَةِ*
الإخلاصُ روح الطّاعة وهو عمادُها (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) ٥ البيّنة واتّصاله بالصّيام أقوى فهو ثمرته (كلّ عملِ ابْنِ آدمَ لَه إلّا الصّيام؛ فإنّه لي وأنا أجزي به) البخاري ومسلم
والإخلاص هو إفرادُ الحقِّ سبحانه في الطّاعة بالقصدِ ويكتمل باستواء الحمد والذّمّ عند المسلم وروحه تصفية العمل من الرّؤية والتّسميع وهو سِرٌّ بين العبد وربِّه و يتأكّد بنسيان رؤية الخلق بدوام نظره إلى الخالق والعبد يتخلّص من الرّياء بمعرفة ربه وعظمته واستحقاقه للعبوديّة الكاملة ومعرفته بنفسه وعيوبها وفقرها لمولاها عندها يظفر بالإخلاص فتستوي عنده أعمال الظّاهر والباطن والمخلص لايرى عمله ولا يطلب عليه العوض ولا يرضى عن عبوديته وطاعته فمتى ما استقرّ الإخلاص أثمر قبولَ العمل وتوفيق صاحبه ونجاته من الشّرور وزاد واتّصل سيره ولم ينقطع وازداد عزمه متانةً وتخلّص من الرّياء والعجب وازدراء الغير وازداد من الطاعات ورُبط على قلبه فيمضي في عمله إلى مبتغاه وغيرها من الثمرات فالإخلاص روضة السالكين وبهجة العابدين والله الموفّق والمستعان.
أحمد حامد الجبراوي
رمضان ١٤٤٦هـ