رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: الجنجا في المتاهة.. والجيش يمسك بالخيوط!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

الجنجا في المتاهة.. والجيش يمسك بالخيوط!

في قلب الخرطوم، تواصل القوات المسلحة السودانية إحكام قبضتها على بقايا المليشيا التي عاثت فسادًا في البلاد، مستخدمة تكتيكات عسكرية متطورة أربكت العدو وأفقدته زمام المبادرة، لم تعد المعارك تُخاض بأساليب تقليدية، بل أصبحت قائمة على عنصر المفاجأة، و إستغلال نقاط الضعف، وضرب العدو في مقتل دون أن يمنح فرصة للتعافي أو إعادة التموضع ، ما يحدث في الخرطوم اليوم ليس مجرد تضييق، بل هو محاصرة إستراتيجية محكمة، تعتمد على عزل العدو عن مصادر قوته وحرمانه من القدرة على الحركة الفعالة، حتى يصبح مجرد مجموعات مشتتة تتلقى الضربات دون أن تستطيع الرد

اليوم، أظهرت القوات الجوية السودانية مستوى جديدًا من الاحترافية، حيث تمكن نسور الجو من تنفيذ ضربة قاصمة في الضعين دون أن يكون للمليشيا أدنى معرفة بها، بعدما خذلتهم تقنيات التشويش التي اعتقدوا أنها ستحميهم، هذا النوع من الضربات يعكس تطور الفكر العسكري لدى الجيش السوداني، الذي لم يعد يعتمد على أسلوب التحرير التقليدي للمدن، بل انتقل إلى تكتيكات أكثر ذكاءً، تجعل العدو في حالة من الرعب والارتباك المستمر، إنه تكتيك جديد، يقوم على استدراج العدو إلى مواقف ضعف قاتلة، ثم توجيه الضربات إليه في اللحظة التي لا يتوقعها، بحيث لا يجد أي فرصة للهروب أو المناورة

ما يميز القوات المسلحة السودانية اليوم هو قدرتها على الابتكار والتطوير في أساليب القتال، بما يتناسب مع طبيعة الحرب الحديثة، لم يعد الأمر مجرد مواجهات مباشرة، بل أصبحت العمليات العسكرية قائمة على خليط من الحرب النفسية، والاستخبارات الدقيقة، والضربات المفاجئة التي تترك العدو في حيرة من أمره وهذا ما جعل المليشيا تفقد توازنها تمامًا، فهي لم تعرف قط فنون الالتحام الجيشي، ولم تسمع عن هذه الأساليب التي تعتمدها الجيوش النظامية المحترفة، ظلت تعتمد على تكتيكات قديمة، تعتمد على الهجمات العشوائية والتمركز في الأحياء المدنية، غير مدركة أن الجيش قد تجاوز كل ذلك وأصبح يقاتل بأساليب تجعله دائمًا في موقف القوة

إني من منصتي أنظر…. حيث اري…. فرقا كبيرا بين القوات المسلحة والمليشيا هو كالفرق بين التنظيم والعشوائية، بين العقيدة والانتهازية، بين القوة المدروسة والفوضى العمياء. الجيش السوداني جيش دولة، له استراتيجياته وأهدافه الواضحة، بينما المليشيا مجرد عصابات تحركها المصالح الضيقة وتفتقر إلى أي فهم عسكري حقيقي واليوم، بعد أن تطورت أساليب الجيش، لم يعد للمليشيا سوى الهروب أو الفناء، فالمعركة لم تعد في صالحهم، والمستقبل ليس لهم فيه مكان البتة !.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى