رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: الطبازون !!

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

الطبازون !!

الهالك حميدتي، هبنقة زمانه ، لم يوفق يومًا في إختيار مستشاريه، وكأن لعنته الخاصة كانت تقوده إلى إنتقاء الأسوأ دومًا، فالرجل، بين غفوة سُكر ولحظة (فكي) ! أتاهم بقنينة رقصوا علي طعمها رقصة مشاترة في نيروبي علي أغنيه (البرهان دقس) ! ولايدورن أن (البرهان كبس) ! ينسجون أحلامهم ، الهالك أغرق جيبه بجيش من المستشارين الذين لم يكونوا له عونًا، بل كانوا كحبل مشنقة التفّ حول رقبته دون أن يدري

من يراقب هؤلاء المستشارين، ويرصد تصريحاتهم التي تتفوق على نصوص المسرحيات الهزلية، يُدرك فورًا أن منهجية الإتصال بينهم وبين حميدتي كانت مجرد هراء منمق ، لا يدرون كيف يتحدثون، ولا يفقهون كيف يقنعون، ولا حتى يمتلكون الحد الأدنى من الذكاء للحفاظ على ما تبقى من ماء وجه قائدهم المفقود

عندما كانوا يظهرون في القنوات الفضائية، كانوا يعتقدون أن المشاهدين يتابعونهم بانبهار، بينما الحقيقة أنهم كانوا بمثابة فرقة كوميدية سمجة يقدمون عرضًا يثير السخرية والاستهجان في آن واحد ، فالشعب السوداني الذي بات يملك من الفطنة ما يجعله يميز بين الجد والهزل، كان يشاهدهم كما يشاهد المرء مهرجًا يظن نفسه خطيبًا مفوهًا، بينما هو مجرد مسخرة بائسة

ولأن الدراما السودانية الواقعية تكتب نهاياتها وفقًا لمشيئة الشعب، جاءت خاتمة مليشيا الدعم السريع كنهاية مسلسل رديء الإنتاج، تراجيديا حزينة للكفيل وأحبابه الطنبارة، لكنها سعيدة لشعب كره هذه الجماعة كراهية التحريم، إنتهى العرض، طُويت المسرحية، وغادر الممثلون المسرح، بينما بقي الجيش السوداني يسير بثبات فوق أنقاض الوهم، نحو الخرطوم التي ستعود شامخة، سوف تتلاقي جيوشها عند مقرن النيلين …ياسمرا

أما الطباز، الذي ظل يوزع الأكاذيب كما يوزع الفكي مافي برمته ، فلن يطيل الانتظار حتى يخرج علينا بآخر كذبة له، حيث سيخبرنا أن الجيش هجم على “الفكي إياه” ودفقوا ماعنده علي الأرض في دارفور!! ، يا لسخرية القدر، فالجيش لم يكتفِ بإسقاط الأوهام، بل أعاد الحسابات، وإذا بالأعداد في نقصان والميدان يتسع للمنتصرين فقط

إني من منصتي أنظر…حيث أري…. أن الأيام دول، و”السكرة بتفوت”، سيأتي اليوم الذي سيجلس فيه من تبقى من الطبازين أمام الحقيقة عراةً من كل تزييف، ينظرون في مرآة الهزيمة، فلا يرون إلا أنفسهم… مشوهين ومهزومين، كأنهم ما كانوا يومًا شيئًا يُذكر ، ونراهم (كالحمير العايرة المِدِنَها سوط) ! .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى