ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: فاروق الزاهر.. شهيد الضوء والبطولة

ياسر الفادني يكتب ….
فاروق الزاهر.. شهيد الضوء والبطولة
رحل فاروق الزاهر، لكنه لم يرحل، بل بقي في ذاكرة البطولة، محفورًا في صفحات المجد ،مضى وهو يوثق الحقيقة، كان شهيدًا للصورة كما كان فارسًا للسلاح، سقط بنيران العدو وهو يحمل الكاميرا، في قلب المعركة، حيث لا مكان للخوف ولا وقت للتردد، كان هناك، في ملحمة القصر، حيث ظن الأوباش أنه عصي على القوات المسلحة، لكنهم لم يدركوا أن الأبطال لا يعرفون المستحيل
فاروق لم يكن مجرد مخرج، بل كان جنديًا في ساحة الإعلام، ومحاربًا في ميدان القتال، لم يتراجع يومًا عن أداء رسالته، تارة يحمل الكاميرا ليكشف الحقيقة، وتارة يوجه بوصلة التصوير ليحكي للعالم ملحمة الوطن، لم يكن يومًا محايدًا أمام الظلم، بل كان دائمًا في صف الحق، بعدسته الثاقبة وكلماته القوية، يصوغ رسائل إعلامية تهز القلوب وتحرك العزائم
كان قويًا حين حمل السلاح، وكان أبلغ من ألف خطاب حين وثّق النضال، رجلٌ جمع بين الشجاعة والإبداع، وبين الحرب والفن، وبين الرصاصة والمشهد الحيّ، لم يكن فارسًا في الميدان فقط، بل كان روحًا متوهجة داخل الاستديو، يرسم الصورة بالكلمة والإحساس، ويتدفق خلقًا وأخلاقًا، لا تفارق البسمة محيّاه حتى في أحلك اللحظات
دخل القصر مع الأبطال، كان فرحًا، كان مبتسمًا، وحين ارتقى، ارتقى وهو يبتسم، فهي سمة الشهداء، الذين باعوا الدنيا واشتروا الخلود ،فاروق، يا صديقي العزيز، رحلت جسدًا، لكن روحك بقيت بيننا، صدى لصوت الحق، ونورًا يهتدي به الأحرار، لن نقول إلا ما يرضي الله، وندعو لك أن تكون مع الخالدين، حيث لا خوف ولا حزن، فقط سكينة الشهداء وعظمة الموقف.