هاشم عمر يكتب في مدارات للناس: فاروق الزاهد … الدموع ذات الرجع

مدارات للناس
هاشم عمر
فاروق الزاهد
الدموع ذات الرجع
الدود البقرقر فوق جروف السار
مالو الليلة غاب خلا المضنب سار
المشرع فضا وإتكاترو الجسار
وإنهدَّ الركن وإتشتت الكسار
بهذة الكلمات الموغلة في الحزن استهل الإعلامي المطبوع عبد العزيز الربيع مقاله عن الراحل المقيم في حنايا القلب المخرج التلفزيوني الصحافي فاروق الزاهر . وعلاقتي بالراحل تمتد إلى أكثر من ثلاثين عاماً .لم نفترق، فهو زميل وأخ حباه الله بروح وثابتة شجاعة أكدها برحيله يوم أمس في أشرف معركة من حرب الكرامة وهو يوثق مع زملائه اللحظات الأولى من استعادة السيطرة على القصر من الأوباش وبقايا الشتات . فاروق ارتحل رحيلاً يشبه في لحظة مفصلية من تاريخ السودان ونصراً عظيماً، فأكرمه الله بالشهادة مع صحبه من زمرة الشهداء في يوم الجمعة في العشر الأواخر من رمضان في لحظة فارقة من المكان (القصر الجمهوري ) وفي خواتيم رمضان .نعم، إن البكاء على الفوراس عار . وعلى مثل فاروق فلتبك البواكي .
فاروق رجل شجاع وكريم وهي خصال مترادفة، فهو نصير الضعفاء عاش لغيره بأدبه الجم َوخصاله الحميدة. عاصرته في أحلك المواقف كمراسل حربي ضمنا خندق واحد في( أبو علقة ) بكسلا وفي (باندقيو ) في القضارف وجُبت معه البلاد بطولها وعرضها، فكان نعم الأخ الوفي كنا نسميه (الكولمبي) أي الخارق حلال المشبوك، فهو ممن أرسوا ووضعوا اللبنات الأولى للتوجيه المعنوي بالشرطة الشعبية وأسس فرقة أضواء الرباط الوترية و النحاسية. وأول مدير تحرير لصحيفة المرابط ولمجلة المرابط. وهو ملحن ومغنٍّ ولديه ألبوم غنائي وجد رواجا كبيرا في غرب السودان وغرب أفريقيا .ومن مؤسسي فرقه ملوك النيل وهو عضو اتحاد الصحفين السودانيين . وهو منتج برنامج ساهرون التلفزيوني وأنتج خلال عامين من الحرب أكثر من (٦٤)حلقة من البرنامج أشرف عليها إشرافاً وإنتاجا، إضافة إلى إنتاجه عدداً من البرامج التوعوية ذات الخدمات المجتمعية. وكان الشهيد مهتماً بالتطوير والتدريب وقبل أيام من رحيله كان من ضمن الدارسين لدورة صحافه السلام التي نظمها اتحاد الصحفيين الأفارقة ببورتسودان، مع العلم بأنه حائز على درجة الماجستير في الإخراج التلفزيوني . نعم فاروق كان زاهداً في الحياة .
واختم بكلمات :عكير الدامر
ﻣﺘﻮﺍﺿـــﻊ ﻛﺮﻳﻢ ﺷﻴﻢ البرامكة صفاتك
ﻭﺍﺿﺢ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺗﺎﺝ الصـــدق ما فاتك
ﻣﺴﺎﻣﺢ ﺟـــــــﺪ ﻋﻈﻴﻢ ومباركات كفاتك
ﻭﺍﺳﻊ جاه رحيم اتوفوا ناس بي وفاتك
مدار أخير :
يا وجعي على فراقكم زملائي عريس الجنة الشهيد ابراهيم مضوي ولا تزال كلمات اتصالك الأخير وأنت في أم درمان . سأفتقدك كثيراً ..كلماتك وونستك ( فنجان) قهوتك
و جي الخلوق صاحب القلب الطيب . والمصور التلفزيوني مجدي لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم تقبلهم شهداء وأكرم نزلهم .
ﺍﻟﻮﺩﻋﻮﺍ ﺇﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﺷﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻬﻨﺎ ﻭﺭﺣﻠﻮﺍ
ﻟﻴﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻠﻮﻧﺎ ﻭﻣﺎ ﺭﺳﻠﻮ ﻭﺳﺄﻟﻮﺍ
ﺇﻥ ﻗﻠﻨﺎ ﻧﻄﺮﺍﻫﻢ ﺗﺄﻟﻤﻨﺎ ﺫﻛﺮﺍﻫﻢ
ﺇﻥ ﻗﻠﻨﺎ ﻧﻨﺴﺎﻫﻢ ﻛﻴﻔﻦ ﺑﻨﻨﺴﺎﻫﻢ
ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﻃﺒﺎﻳﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﺷﻠﻨﺎﻫﻢ.
ختاما لا نقول إلا ما يرضي الله (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰجِعُونَ )
اللهم أنت الحق فحقق فيهم قولك:
{ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَن یُقۡتَلُ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءࣱ وَلَـٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ (١٥٤) وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ (١٥٥) ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰجِعُونَ (١٥٦) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ ]