محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: سجدة في المطار وقدلة في القصر

محمد عبدالله الشيخ
*نصف راي*
سجدة في المطار وقدلة في القصر
كان يوم سعيدا ولحظة فارقة لحظة وصول الفريق اول البرهان رئيس مجلس السيادة الي مطار الخرطوم وسجوده شكرا لله لم يسجد البرهان وحده سجدت ملايين جباه الصائمين
جاء البرهان وحضر ومشا وتبختر مشي تلك المشية التي يبغضها الله إلاّ في هذا الموطن مشا البرهان كمشية الصحابي ابو دجانه المشيه المهيبة وتطأ اقدامه علي قلوب الأعداء مشية العز بنصر الله بتحرير الخرطوم ونظافتها في أيام الطهر من شهر الطهر والصيام والقيام تحري الناس ظهور البرهان في القصر وترغبوه كما يترغبون في هذه الليلة ليلة خير من ألف شهر ترتعش اليوم أيادي من القائمين وتخر دموعهم يصافحهم جبريل وترتفع دعواتهم للبلاد في القيام والتهجد ما أجمل الصدف ان يتصادف رفع العلم علي سارية القصر واعلان رئيس مجلس السيادة نظافة الخرطوم وخلوها من روس وغزورات الجنجويد ارتفع العلم علي سارية القصر في هذه الليلة المباركة من الشهر المبارك ولن ينكس مرة اخري بعد ان ارتفع علم السودان علي قصر الشعب ورمز سيادته في معركة اصطف فيها كل الشعب السوداني ووقف بكل فئاته العمرية وألوان طيفه لم يتخلف إلا المطرودين من رحمة الله الذين لفظهم الشعب ورماهم كاعقاب الكبريت التي تنظف بها الأسنان لايلقي صاحبها لها بال سقطوا ليرتفع العلم علي السارية يتبختر البرهان يدوس علي رؤس الصلف والكبرياء لدول الشر والكيد ومكرهم السي ببلادنا وقد عافها الله وشفاها من عللهم كان هبوط طائرة البرهان وسجدته علي ارض مطار الخرطوم وتحليقها مشهد منقول يفجع كل خائن ويخرس كل لسان تطاول علي هذا الجيش واستهان بابطال القوات المشاركة معه الذين امسكوا بالزمام الان وأصبحت الكلمه لهم يصطادون جرزان المليشيا ويفر الناجون منهم لاتقوي ارجلهم علي حملهم هكذا الثأر ورد الاعتبار لكل من شرد وطرد وهجر قسرا من داره هكذا الفرحة ورد الاعتبار لكل ام سكلت وكل طفل يُتّم وكل امرأة ترملت وكل حرة أُغتصبت اليوم هو يوم القيمة الحقيقة لدماء الشهداء التي لم ترح هدرا وبهذا الحجم والقدر يأتي صدق المشاعر وقيمة التعبير عن الفرحة كما غالبت دموع الفرح وخنقت العبرة بنتي منيرة ((معقول يا ابوي مطار الخرطوم عدييل)) هكذا علي خلفية معناتها في السفر الي بورتسودان ثم الي مصر بعد سقوط مدني وما سافرت به من خوف ووجلل علي الاهل والبلد وما ترتب عليها وعلي كل أبناء السودان وبناته الدارسين بالخارج لأنهم الأكثر معاناة وقد سمعت من خلال مهاتفة منيرة ردة الفعل والفرح والزقاريد والبكاء من زميلاتها وما حدث بين منيرة وشقيقها (منيب ) من تبادل تهاني وأفراح هو نقلة جيل الي ظل الوطن والاحساس بعظمة جيشهم من جيل لماح دقيق لا يقاد بسهوله ولايروض عاد كل من تردد او تشكك من هذا الجيل وازداد ثقته في القوات المسلحة كحال ابنائي حيث كانوا يحارون من ثقتي العالية في القوات المسلحة وتحيق النصر كما اعترفوا لي الان ((والله يا ابوي ثقتك في الجيش كانت في محلها)) معزور هذا الجيل فلم تتاح لهم فرص للإطلاع علي تاريخ الجيش السوداني وبطولاته صمدوا ولم يخذوا علي حين غرة بالالة الاعلامين وتأثير الطرق العالي وتفخيم الجنجويد والعمل الدعائي للغرف الاعلامية عالية الامكانات التي ملكت كل الفضاء الاسفيري كل هذا السحر ابطله الجيش السوداني وتعافت البلاد وتعافا شبابها من مس المليشيا وكذبها وأصبحت مكان سخرية وتندر وأصبح الجيش ايغونتهم هكذا هي مكاسب تتحقق لتامن البلد وتحصن شبابها وتبني فيهم ثقة وولاء وحب واستعداد للتصدي بكل اشكاله وحسبي به من مكسب ، فماذا كانت تعني ارض محررة بشعب بلا ثقة ولا يقين لم تكسب الخرطوم قصرها ومطارها ووزاراتها السياديه لكن كسبت البلاد كل شعبها بكل فئاته العمرية وألوان طيفه واستفتت واستوفت قناعاتهم فتباينت ردة الفعل في قوتها وشكل التعبير عنها بين السجود والتكبير والتهليل و عناق الرجال ودموعهم وزقاريد النساء وفرح الشباب وتعابيرهم بوسائلهم وطرقهم الخاصه فكانت سجدة البرهان علي ارض مطار الخرطوم التي عادت طاهرة هي خلاصة لكل المشهد مشهد لايقابل إلاّ بالحمد والسجود ومشية العز والتبختر اظهارا للقوة وارهابا العدو بدلالات القوة في هذه المعركة التي هي غير .
وكانت مشية القائد علي الاقدام مكشوف الصدر بسلاحه الشخصي هي الإرهاب وإظهار القوة والرعب الحقيقي للعدو وقد يكون ذلك بالإعلام او بالسلاح وجحافل القوات لتتكامل كل المشاهد في سودان اليوم تخرس كل لسان تطاول ويفاخر بها كل غيور وتلجم السنة ((لا للحرب)) ويعرف مرددوها ضعف مفعولها وإغراقها في المثالية حتي ولو سبحواا بها وردا راتبا فلن تقتل ذبابة ناهيك ان يسمعها او يستجيب جنجويدي متعطش دماء
هذا مالدي
والرأي لكم