واصلة عباس تكتب في رؤى: هل عرفت الخرطوم حقت منو يادقلو؟

رؤي
واصله عباس
*هل عرفت الخرطوم حقت منو يادقلو؟
في مقال سابق ، ردا علي مقولته ( *الخرطوم ده ماحقت زول ؟)* كان ردي علي نائب رئيس الدعم السريع عبدالرحيم دقلو ، ولانه لايعرف عن تاريخ الخرطوم شيئا كان ردي له عبر مقالي *( للخرطوم صاحب يادقلو )* ،، وهانذا عقب الإنتصارات التي حققها أبطال السودان من *القوات المسلحة ، والقوات المشتركة ، والمستنفرين ولواء البراء بن مالك ، وقوات العمل الخاص ، والقوات الأمنية والفدائيين ، والأداريين والمواطنين* وكل من سطر أسمه في هذه الملحمة البطولية ، أسأله ( *هل عرفت الان الخرطوم حقت منو يا دقلو ؟)* ، إنها الخرطوم الممهورة بالقوة والصلابة ، هي *خرطوم اللاءت الثلاث* ، هي الخرطوم التي يمتد تاريخها ما قبل *دولة 56* ، التي جئتم لتهدموها ، وما علمتم أن دولة 56 التي أرعبتكم ماهي إلا إمتدادا لتاريخ حافل بالعطاء والقوة والبسالة ، وأن دولة 56 ليست كيزانية كما زعتم بل هي دولة جاءت بعد جهاد وصبر من كل الشعب السوداني بكل مكوناته ، وكم من ارواح ذهبت في سبيل نيل الحرية والإستقلال من حكم المستعمر ، إنها الخرطوم التي تنازل عنها سكانها الأصليين لتكون البيت الكبير الذي يسع الجميع ، علي الُرغم من أنهم يملكون صكوكا تاريخية تؤكد أحقيتهم فيها ، وأنها أرضهم ومهد آجدادهم وآبائهم ، وخير شاهد علي أحقيتهم فيها أن أهل الخرطوم ظلوا طوال الحرب الملعونة التي أشعلتموها صامدين في بيوتهم رغم المخاطر التي تحيط بهم ،، ورغم الموت الذي يتربص بهم كل حين ، ظلوا صامدين وأفئدتهم إكتوت بنيران فقد أحبائهم فقد متكرر مفجع وموجع ، وعاشوا اياما من المسغبة والظلم بسببكم , لم يكن لهم قبلة أو وجهه يديرون اليها وجوههم ، ولم تكن في ديارهم حقائب السفر الكبيرة ليحملوا فيها متاعهم ، أهل الخرطوم يادقلو هم الذين حملوا ارواحهم علي اياديهم وهبوا لنصرتها ،، ليحكي التاريخ عن صمودهم ، وبسالتهم ، وشجاعتهم ، التي أبادت كل الكلاب الضالة التي جئتم بها لتنهش لحمها وعرضها ، إلا أنها ظلت عصية علي كل قوي الشر والبغي التي قوامها اللصوص وسفاكي الدم واللقطاء ، ومترددي السجون ، الذين تجمعوا لينهو *حضارة النيلين و ابوعنجة* ، وليحولوا مجري *المقرن* الي غير وجهته ، جئتم بهم ليهدموا حضارة *سوبا* ويحرقوا *(ككر)* المانجلك في تخوم بحري ليطهو به لحم ماعز منهوب ، إحتشدوا وهم لايعرفون مكونات الولاية السياسية والاجتماعية والرياضية ، حاولوا أن يخرسوا صوت *(هنا امدرمان )* ، ومنعه من معانقة الأسماع وحجبه عن الأثير ،، ولكنها ظلت تقاوم حتي عادت وهي أكثر قوة وعلا صوتها لتحكي حقائق إنتهاكاتكم وبربريتكم الي كل الاسماع .
يادقلو هل أدركت الآن وبشائر النصر تحط رحالها علي كل تخوم الولاية ، أنه ليس من السهل أن تتقطع أوصالها ؟ ، هل عرفت لماذا ؟ لانها الخرطوم التي تغني لها *الخليل وكرومة وام بلينة السنوسي ،* هي الخرطوم التي لعب علي أرضها *يور والدحيش وتنقا تنقا* ، هي الخرطوم التي مزجت شمالها بجنوبها ، وجمعت شتات ناسها ، هي الخرطوم التي خرجت منها *وحدة إفريقيا* ، هي الخرطوم التي تمترس فيها قائدها *الفريق ياسر العطا* وهو يواصل في *(إستراتيجية حفر الإبرة)* الاستراتيجية التي صارت المنهج الاقوي في كل الاكاديميات العالمية، وصوته الجهور لايخشي في الحق لومة لائم ، هي الخرطوم التي وقف حادي ركبها *الاستاذ احمد عثمان حمزة ، وأركان سلمه* ليل نهار تحت قصف المدافع والبنادق معرضين حياتهم للموت ، وهم يتوشحون رداء المسئولية ، دون النظر الي المتربصين والنطيحة والمتردية منكم ، يجوبون أرضها ، ويسدون الثغرات بلا كلل ولاملل ولا وجل ، أهل الخرطوم هم الذين روت دماءهم الطاهرة ارضها ، وقدموا ارواحهم مهرا لعزتها وكرامتها دون مغنم أو مكسب ، الخرطوم التي إتسعت لتكون وعاءا جامعا يسع الجميع في تعايش متكامل يحكي عنه *الأقباط والهنود في أمدرمان* ، أهل الخرطوم يادقلو هم الفداءيين من *الحرس الرئاسي* الذين أرُقتم دماءهم الزكية الطاهرة ، وهم يشكلون درعا واقيا لحماية رأس الدولة وقيادتها حتي لاتسقُط هيبة الدولة وينفك رسنها ، وقفوا في بسالة تٌحكي وتُدرس للاجيال القادمة ، وهم بصنيعهم أدهشوا العالم ، وقدموا للأكاديميات العسكرية العالمية أعظم الدروس في التكتيك والفداء ، يادقلو يبدوا أنك بعد هزيمتكم الساحقة أدركت متأخرا أن الخرطوم عاصمة الصمود والكبرياء ،، جهلك بالتاريخ يادقلو جعلك تظن أن إمتلاكك لمفاتيح القصر الجمهوري ،، أنكم ملكتم الخرطوم ،، ولكنك لاتعرف أقبية ودهاليز القصر ،، ولو كنت تعرف لأدركت ماذا حدث لرأس *غردون باشا* الحاكم الإنجليزي المتسلط الذي تحصن بالقصر وهو المبني المنيع الأوحد في الخرطوم .. ؟ ، الأتعلم ان رأسه قطعه درويشا بسيطا ، و حمله في جوالا باليا وهو بصنيعه هذا مرغ أنف بريطانيا بكل عنفوانها وكبرياءها في مزبلة التاريخ ، وكسر إدعاءتها بأنها الأمبراطورية العظمي التي لاتهزم ،، ولكن ماحدث اصبح وصمة عار في جبينها الي يوم يبعثون،، ؟ إنها الخرطوم يادقلو .. الخرطوم التي تدافع شبابها حولها تاركين أحلامهم ، وداسوا علي أمانيهم وطموحاتهم وهم يرددون رائعة التني ( *نبقي حكمة كفانا المهازل ..نبقي درقة وطني العزيز )* ليمنحونا الفخر بهم ،، فمثلي ارتديت الكثير من الأوسمة والشهادات ولكن أعظم وشاح أرتديته أنني عمة *الشهيد أنس إبراهيم عباس* ،، وزاد فخري أن كل شباب عائلتي يتقدمون الدفاعات الأمامية حتي الذين لم يبلغوا الحلم منهم هم بين الصفوف ،، فهل بعد ذلك ستسقط الخرطوم في آياديكم النجسة يادقلو ؟ إنها الخرطوم التي حمل قائد *البراءون* لواءها وداء السكري ينهش في أوصاله ،، ولكنهم عازمون علي مواصلة ( *الفتك والمتك وتتك وأبنص .. )* ، يادقلو قد أزفت الآزفة وليس لها من دون الله كاشفة ،، وحتما سندون أسمكم في قائمة الذين تكسرت نصالهم علي أبواب الخرطوم ، التي أشرقت شمسها بعد عامين من ظلمكم وخيانتكم التي تناسيتم فيها الملح والملاح ، لتعود أكثر منعة وقوة ولا مكان للعملاء والمأجورين المتكسبين من دماء الوطن ولامكان لكل من ( *عرد* ) عندما حمي الوطيس .. وسنغني حتما :
*يالخرطوم يالعندك جمالك جنة رضوان ..*
*وطول عمري ماشفت مثالك في أي مكان ..*
*أنا هنا شبيت ياوطني*
*رؤي أخيرة :*
وددت لو أصافح كل من سكب العرق لأجل الوطن .. وتمنيت لو أملك لأضع تاجا علي جبين كل من شارك في معركة الكرامة ..