رأي

محجوب أبو القاسم يكتب: شهادة حية على وحشية المليشيا وصمت المجتمع الدولي

*محجوب ابوالقاسم*
*يكتب*

*شهادة حية على وحشية المليشيا وصمت المجتمع الدولي*

لم أتمالك نفسي من ذرف الدموع عندما سألني ابني محمد بعد أن شاهد مقطع فيديو على الهاتف يظهر فيه الأسرى الذين أخرجهم الجيش من الحبس وهم في حالة مزرية أجسادهم هزيلة أقرب إلى الهيكل العظمي وعلامات التعذيب والحرمان بادية عليهم نظر إلي بحيرة وسألني يا بابا لماذا هؤلاء بهذا الشكل؟ مابياكلوا؟ وعندما قبضوك هل عانيت زيهم؟ هل تعرضت للتعذيب برضوا؟كانت كلماته كالخنجر في صدري أوجعتني مرتين الأولى على هؤلاء الأسرى الذين عانوا أهوالا لا توصف والثانية لأنني مررت بتجربة مريرة كانت الأسوأ في حياتي التفت إلى ابني محاولا أن أشرح له بمرارة هؤلاء هم الذين أرادوا أن يحكموا بلادنا لكن الله فضحهم سريعا وكشف نواياهم وقد كنتم أنتم شهودا على ذلك الحمد لله أن جيشنا استطاع هزيمتهم وإنقاذ من تبقى من ضحاياهم.
ما تعرض له هؤلاء الأسرى تجاوز حدود التصور الإنساني حيث تم انتزاع كرامتهم وإهانتهم بأسوأ الصور وتحدثوا عن انتهاكات يشيب لها الرأس كان يتم اعتقالهم في غرف صغيرة يقضون حاجتهم في المكان ذاته ويتناولون طعامهم القليل إن وجد وسط هذه الأجواء القاتمة.
كان هناك مرضى حرموا من الدواء حتى فارقوا الحياة وأسرى تعرضوا للتعذيب حتى الموت، واخرون تم حرقهم داخل حاويات كما أظهرت المقاطع المتداولة ، لم تتوقف الجرائم عند ذلك بل امتدت إلى قتل البعض ورميهم في الآبار وتم اكتشاف مقابر جماعية ومدافن سرية في عدة مناطق.
وسط كل هذه الفظائع والانتهاكات يقف ما يسمى بالمجتمع الدولي والمنظمات متفرجا دون أن ينطق بكلمة إدانة واحدة رغم أنه لا يكف عن الحديث عن حماية المدنيين في الحروب أين هي المنظمات الحقوقية؟ أين بيانات الإدانة والاستنكار؟ لماذا لم يتحرك أحد لإنصاف هؤلاء الضحايا الذين عذبوا حتى الموت؟
الفرصة ما زالت سانحة أمام المنظمات الدولية لتتحرك وتكشف هذه الجرائم قبل أن يكتب التاريخ أن صمتها كان تواطؤا بعكس ماتظهره.
رغم كل هذه الجرائم يبقى الأمل قائم في عدالة السماء وفي جيشينا الذي يواصل في معركة الكرامة لتطهير السودان من هذه المليشيا الظالمة أما الأسرى المحررون فنسأل الله لهم الشفاء والمختفون قسرا ندعو أن يعودوا إلى ذويهم سالمين .
والرحمة والمغفرة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر العاجل لوطننا الحبيب.

ولنا عودة.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى