رأي

بروفسور صلاح عمر حاج أحمودي يكتب: عودة الخرطوم

عودة الخرطوم
بروفيسور صلاح عمر حاج أحمودي
بغداد 30/3/2025

عادتْ وعادَ النورُ بعدَ ظلامِ
وتبسَّمتْ في النيلِ ألفُ غمامِ
عادتْ، كأنَّ الشمسَ تشرقُ فجأةً
في الأرضِ، بعدَ تلاشيَ الإظلامِ
عادتْ، وأرواحُ الشهيدِ هديرُها
نغمٌ يرنُّ بنشوةٍ وحسامِ
ما أطفأوا النيرانَ إلَّا أنَّهُ
في قلبِهم قد شعَّ ألفُ ضرامِ
قد واجهوا العادينَ لا وهنٌ بهم
والرَّوحُ قد عانقَتْ خطى الإقدامِ
وقفوا كأشجارِ النخيلِ بعزِّهم
وتساقطتْ في الريحِ كلُّ هشامِ
وثبوا إلى العليا، وساروا للعلا
كالنجمِ، لا يثنيهِ أيُّ ظلامِ
باعوا الحياةَ رخيصةً، وكأنَّما
قد باعَها الأحرارُ قبلُ بدامي
ساروا، ولم يثنِ العزيمةَ سيفُهم
بل كانَ يمضي في العدوِّ الدامي
يا نيلُ هل عادتْ سناكَ كما بدتْ؟
هل لا زَفَتْكَ الطيرُ في الأنغامِ؟
هل ضحكةُ الأطفالِ في (بحري) بدتْ؟
هل عادتِ الطرقاتُ بالإلمامِ؟
يا أمَّ درمانَ المجدِ عُدْتِ فأشرقي
وتوهَّجي بعزيمةِ المقدامِ
عادتْ ورفَّرفَ في الدُّنا علمُ الهدى
وتعانقتْ راياتُنا بسلامِ
عادتْ فأرضُ اللهِ تُنبتُ عزَّها
والنخلُ يبقى شامخَ الإقدامِ
قل للخرطومِ تجمَّلي وتألَّقي
قد عادَ مجدُكِ، وانجلى الإجرامِ
قل للذين تآمروا: خسئوا فقد
خابوا، وجاء النصرُ بالإبرامِ
تبقى، ويكبرُ في الحياةِ لواؤُنا
وتظلُّ في العليا مدى الأعوامِ

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى