ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: الفاشلون … سيناريو قادم !

من أعلى المنصة
ياسر الفادني
الفاشلون … سيناريو قادم !
لم يعد للمليشيا ومن والاها سوى أوهام يطاردونها في ظلمة الهزيمة، بعد أن تكسرت أحلامهم على صخور الواقع الصلبة، ميادين القتال كانت الشاهد الأكبر على سقوطهم المدوي، حيث لم يتركوا خلفهم سوى جثث هامدة وأسلحة أصبحت غنائم حلال للقوات المسلحة، دون الحاجة إلى تمويل أو عناء، ليُحكم الأبطال قبضتهم على الأرض دون أن يتكلفوا سوى عزيمتهم التي لا تلين
أما محاولاتهم اليائسة، فهي إما طائرات مسيّرة تسقط محترقة قبل أن تبلغ أهدافها، أو تدوين عشوائي من مكان تكشفه القوات المسلحة بسهولة وتحيده ،أو بيانات جوفاء تُنشر هنا وهناك دون أثر حقيقي لكن القوات المسلحة، بذكائها وحنكتها، تعرف كيف تجتث أي نشاط مشبوه وتحوله إلى رماد ،لم يتبقَ إلا مجموعة من المستشارين البائسين، يصرخون كالثيران الهائجة، يضربون قرونهم في جدار الواقع الصلب، ليجدوا أنفسهم في النهاية يتألمون دون جدوى
الانشقاقات تعصف بصفوفهم، والخلافات تتسع بين الحواضن السياسية، لينكشف المستور وتظهر على السطح صراعات داخلية لا حل لها، بعضهم يسعى للهرب، وبعضهم يريد فك ارتباطه الهش، وآخرون يلوذون بالصمت الخجول، في انتظار مصير محتوم ، دويلة الشر التي خططت ومولت وجدت نفسها في ورطة، إذ لم تعد حساباتها تصب في صالحها، خاصة بعد التحركات الدبلوماسية والقانونية القوية التي قادتها القيادة السودانية على طاولة مجلس الأمن الدولي ومراكز صنع القرار القانوني ، لتضع الجميع أمام الأمر الواقع
أما ذاك المهزوز (كاكا ) ، الذي كان يمني نفسه بأن يبقى على كرسيه، فلا يهنأ له نوم، يتحسس مقعده كل يوم خشية أن تقتلع العاصفة القادمة جذوره الهشة حليفه الذي يعاني من نيران الحرب، يتراجع يومًا بعد يوم، بينما الجنوب يغلي على صفيح ساخن، اتفاقية السلام تتهاوى أمام الضغوط المتزايدة
كلما تقدمت القوات المسلحة، تتلاشى المليشيا، ليس إلى إعادة التمركز كما يدّعون، بل نحو النهاية المحتومة،لقد إختلفت المعادلة تمامًا، ولم يعد لهم موطئ قدم في الخرطوم، ولا في مدني، ولا سنجة، ولا الدندر، أحلامهم بالعودة صارت سرابًا، وأوهامهم تتلاشى كالدخان في الريح
الآن، يحاولون بكل السبل إختلاق وهم جديد، صناعة خدعة تعيدهم إلى المشهد، لكن الشعب السوداني قال كلمته: لا مكان للخونة، ولا موطئ قدم للمارقين. المكان اليوم للوطن وأبنائه الأوفياء، لمن قدّم روحه فداء لهذا التراب، ولمن حمل راية العزة دون أن يبيع شرفه للغرباء
إني من منصتي أنظر…حيث أري…. أنه لن يكون للفاشلين من بعد اليوم إلا الذكرى المشؤومة، ولن يُذكروا إلا في صفحات التاريخ كخونة جُرفوا في سيل العدالة ، أما السودان فماضٍ بثبات راياته ترفرف عاليًا وأبطاله يصنعون الغد بدمائهم، ولا مكان فيه إلا للوطنيين الخُلّص.