رأي

خالد الجريف يكتب: الابتزاز و الادعاءات الكذوب لن ترفع جهة للقمم

الابتزاز و الادعاءات الكذوب لن ترفع جهة للقمم

خالد الجريف

قد تسوق أقدار الله و مشيئته للإنسان معلومات و معارف و مشاهد لم يبحث عنها و لم يكن يتوقعها.

بلا مقدمات و شرح يطول أود أن احكى بعض ما عايشت و شاهدت و كنت مشاركا فيه من موقعى النقابى فى إجتماع بمكتب الأمم المتحدة بسويسرا حينئذ عام ٢٠٠٥م.

َ الواقع الراهن الآن الذى يفرض نفسه بهذه الحرب اللعينة المشؤومة و ارتباط الأحداث و تداعياتها فى تسلسل آخد بعضه برقاب بعض بين الماضى و الحاضر و المستقبل يدعونى لإظهار بعض ما فى أرشيف الذاكرة.

هبطت بنا الطائرة بمطار جنيف بسويسرا و نحن وفد من المنظمات غير الحكومية السودانية و على راسها إتحاد عام نقابات عمال السودان الذى قام بالتنسيق و الترتيب لحضور هذا الاجتماع الذى ستعقده المنظمات غير الحكومية على مستوى العالم بمكتب الأمم المتحدة بسويسرا لادانة السودان فى ما يسمونه بمشكل دارفور و ما يزعمون من حيثيات يدعونها مثل حقوق الإنسان و الإبادة الجماعية و الحرائق للقرى و الفرقان و ما إلى ذلك من تلك المزاعم.

استنفر إتحاد العمال حينها عضويته المتمثلة فى رؤساء النقابات العامة و رؤساء اتحادات العمال بالولايات َو بعض المنظمات التى رأت ان تشارك بهذا الاجتماع حتى لا تتم إدانة السودان بهكذا هرطقة و ادعاءات.
كان الاعداد المسبق قبل السفر جيدا.

هناك فى جنيف استقبلنا موظفو السفارة ووزعونا على الفنادق، كان الوفد كبيرا وصل إلى هناك على دفعات ثلاث.
قبل يوم الاجتماع حضر لنا بعض موظفي السفارة و دعونا لحضور اجتماع بمكتب الأمم المتحدة يتعلق موضوعه بذوى الاحتياجات الخاصة و كيف توفر لهم الدول معينات تيسر لهم اسباب الحياة الكريمة و سهولة العيش.
كان غرض السفارة من حضورنا تلك الفعالية أن نأخذ فكرة عن كيف تتم الإدارة و النقاشات فى اروقة الأمم المتحدة لمثل هذه الاجتماعات لنكون على استعداد ليوم الغد.
الاجتماع كان يتم التداول فيه باللغات العالمية المعروفة بالأمم المتحدة و ما على الفرد إلا ان يضغط على زر جهاز الترجمة ليتحدث باللغة التى يريد.

يوم الاجتماع حضرنا قبل وقت مبكر و جلسنا فى الكفتيريا فإذا بسيدة (خواجية) كانت تجلس بالقرب منى تضربنى على فخذى للفت انتباهى و سألتنى باللغة الإنجليزية هل ستدان الصين فى هذا الاجتماع لأنها تقف مع السودان!!!؟ اجبتها الاجتماع لم يبدأ بعد و عليه لا أعرف ما سيتمخض عنه. ثم تحدثت إلينا باللغة العربية و سألناها من اي دولة هي؟ فاجابت انها يهودية فلسطينية.( تلك كانت من المشاهد و المناظر قبل الفلم).

دخلنا القاعة و بدأ الاجتماع كان يجلس على المنصة أربعة خواجات و خامستهم خواجية. تحدث رئيس الجلسة موجها أن الحديث سيكون باللغة الإنجليزية فقط متجاوزا لوائح المنظمة الاممية و اللغات المعترفة بها، ظنا منه أنه بهكذا إجراء يحرم بعض من لا يجيدون الإنجليزية من المشاركة؛ ثم قدم سودانيا إسمه سليمان (من المعارضة) و كان على منصة أدنى من التى عليها إدارة الاجتماع ليلقي بيانا يحوي حيثيات اوضاع دارفور وقتها التى يرون انه بموجبها يجب أن يتم قرار الادانة، البيان كله كان كذبا و افكا و تدليسا.
. الخواجية التى كانت بالمنصة العليا أثناء سرد و قراءة البيان اخذت تبكى و تجهش بالبكاء بصوت مسموع استدرارا لعواطف الحضور و تعاطفا تدعيه لأهل دارفور و هي ليست لها عمة او خالة هناك من ذات لونها او جنسها (هذا مشهد آخر من التمثيل والنفاق السياسى عالميا و الاستخفاف بعقول المجتمعين)

انتهى سليمان من رواية بيانه الملفق ثم فتحت الفرص للنقاش و حسب ترتيب وفدنا المسبق ان ينتشر اعضاء الوفد داخل القاعة بحيث لا يجلس أكثر من اثنين جنب بعض ليكون نصيبنا فى النقاش اوفر لأن الأفارقة الذين معنا بالقاعة معظمهم تتقارب الوان بشرتهم معنا بحيث لا يستطيع مدير الجلسة ان يعرف طالب الفرصة للنقاش إلى اي دولة ينتمى. كل الفرص التى اتيحت كانت للوفد السودانى الذى لم يرحم سليمان هذا و طرحت عليه عدة اسئلة تلجلج و تلعثم فى الإجابة عليها مثل متى حضرت إلى هنا من السودان؟ هل انت شاهد عيان على ما قلت؟ من أي منطقة فى السودان انت؟
رئيس الجلسة بفطرته الخبيثة يبدو حسب قراءته لسير الاجتماع و النقاش الدائر فيه و الذى استغرق ما يزيد على ساعتين ادرك أن الأمور لا تسير كما يشتهى و يريد من إدانة، فما كان منه إلا أن يرفع الاجتماع فى استراحة لمدة ربع ساعة. ثم عاد مسرعا فى اقل من دقيقتين ليرفع الاجتماع نهائيا بدون اتخاذ أي قرار سالب او موجب…
على ذاك الحال يكون وفدنا أنجز مهمته بنجاح باهر.

بعدها احطنا بسليمان و رفاقه من المعارضين و ضربنا عليهم حصارا بالأسئلة. كان من ضمن اعضاء وفدنا الأخ عبد الرحمن التجانى على دينار رئيس إتحاد عمال ولاية شمال دارفور، وجه اسئلة لسليمان قائلا انا ود على دينار أعرف دارفور قبيلة قبيلة و منطقة منطقة و جغرافيتها السكانية و البشرية بصورة تامة من أي القبائل انت و إلى قرية او مدينة تنتمى؟ فحاول التهرب من الإجابة على الأسئلة المطروحة. و اخيرا اعترف إنه ليس من دارفور. كان معنا فى الوفد الأخوين محمد شمس الدين بحر الدين رئيس إتحاد عمال غرب دارفور و الأخ ايدام رئيس إتحاد عمال جنوب دارفور.
الخواجة رئيس الجلسة لما رأنا فى حالة حوار مع سليمان و من معه من ممثلى المعارضة قدم إلينا و قال باللغة الإنجليزية مناديا على سليمان و رفقائه ان يتبعوه. رد عليه الأخ عبد الرحمن التجانى على دينار بتلقائية و بالدارجية السودانية يا خواجة الزول دا زولنا.. فإذا بالخواجة الذى منع النقاش بغير اللغة الإنجليزية فى الاجتماع و بنفس اللهجة السودانية يرد على ود على دينار، يا زول الزول دا زولنا نحن.
فما كان من شرزمة المعارضة إلا أن يتركونا و يسيروا خلف الخواجة فى مشهد يرسم للإنسان صورة الكلاب التى تجرى وراء سيدها. (مشهد ثالث يحكى عن نفسه) أن الاغراءات و الترغيب باليورو و الدولار و — حاجات تانية حاميانى — كان لها دورها.
هذا بعض ما شهدت عيانا بيانا.
هؤلاء الخواجات كانت لهم تقديرات قبل الاجتماع و اثنائه و بعده.
لا شك أن الأمر كله وراءه اليهود أصحاب برتكولات ال صهيون الذين يمثلون حكومة العالم الخفية و يعرفون كيف يديرون و يوظفون المنظمات العالمية فى لعبة الأمم بإتخاذهم لمكاتبها مسرحا لاهدافهم الخبيثة حسب تخطيطهم الماكر منذ أمد بعيد. (و يعتبرون انهم هم المجتمع الدولى الذى يعاقب الدول كما يشاء)

بعدها اتضح لنا جليا ان الخواجات الذين كانوا على المنصة كلهم يهود و يعرفون اللغة العربية.
عودا على بدء للعنوان.
الابتزاز و الادعاءات الكذوب لن ترفع جهة للقمم، عليه مهما تعالت الأصوات بأن هناك تهميش لبعض الجهات مطالبة بتميز إيجابى لتلك المناطق هذا ما يجب أن يرفض لأن الناس قانونا سواء فى الحقوق و الواجبات.
ختاما قد نختلف مع الحكومة فى بعض تقديرتها السياسية اما فيما يتعلق بالدفاع عن عقيدة الأمة و هوية البلاد فإننا نترك كل شيء خلفنا و ننحاز بذواتنا و كلياتنا لديننا و تراب ارضنا من أجل العزة و الكرامة والله اكبر على كل من طغى و تجبر….
خالد الجريف
٢٠٢٥/٤/٥م

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى