رأي

محجوب أبو القاسم يكتب: توحدوا وأجلوا المعركة

*محجوب ابوالقاسم*

*يكتب*

*توحدوا وأجلوا المعركة*

في لحظة فارقة من تاريخ السودان وبينما تخوض البلاد أعظم معركة في مواجهة مليشيا آل دقلو الإرهابية خرج إلى العلن ما لم يكن في الحسبان انقسام حزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان لثلاثة عقود إلى جناحين متصارعين إحدهما بقيادة المهندس إبراهيم محمود والاخر بقيادة مولانا أحمد هارون ، هذا الانقسام لم يكن متوقعا بل شكل صدمة مدوية في الأوساط السياسية، ليس بسبب طبيعة الخلافات ولكن بسبب توقيته، فأن يشهد الحزب الأكبر في البلاد انقساما بينما تخوض الأمة حرب الكرامة ضد مشروع خارجي دموي يهدد بقاء السودان هو أمر يثير الاستفهام والدهشة.
إن هذا الاختلاف مهما كان عميقا ليس في وقته وأن الوطنية تقتضي أن تؤجل الصراعات الداخلية ويلتفت إلى الأولويات الوطنية، وفي مقدمتها دعم القوات المسلحة وتوحيد الصف الداخلي في مواجهة العدو.
وفي ظل هذا الانقسام يبرز دور لجنة “رأب الصدع” برئاسة شيخ إبراهيم أحمد عمر والتي تعكف على إعداد تقرير نهائي حول إمكانية التوافق بين المجموعتين ويعلق كثيرون آمالهم على هذه اللجنة لتقديم توصيات تجنب الحزب مزيدا من الانقسام وتعالج الإشكالات بروح وطنية مسؤولة.

المؤتمر الوطني ومعه بقية الأحزاب الإسلامية يمكن أن يشكلوا قاعدة صلبة وموحدة، ليس فقط لمواجهة المليشيات بل أيضا لاستعادة التوازن السياسي في البلاد وإذا تحقق هذا التوافق وإمكانية تجاوز الخلافات فإن هذه الكتلة يمكن أن ترعب أعداء الوطن وتكون ركيزة أساسية لأي مشروع وطني مستقبلي.

اليوم تتوجه الأنظار إلى قيادات الحزب من كلا الجناحين والمطلوب منهم الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية وترك الخلافات جانبا والامتثال لصوت العقل والحكمة عبر لجنة شيخ إبراهيم فتوصيات اللجنة المرتقبة قد تكون مفتاحا لحل دائم ونقطة انطلاق نحو وحدة حقيقية.

الكل ينتظر أن يتوحد المؤتمر الوطني ويترك الخلاف جانبا وان يقوم بدور مجتمعي كبير في فترة مابعد الحرب فالسودانيين ينتظرون الكثير في مرحلة مابعد الحرب ، وأن يتفرغ الحزب لمراجعة صفوفه ونهجه وأن يتفرغ لخوض الانتخابات وبعدها لكل حدث حديث.

إن معركة الكرامة لا تحتمل التشتت وأي انقسام في هذا التوقيت هو خنجر في ظهر الوطن فلنترك الخلافات السياسية جانبا ولنلتف جميعا حول مشروع السودان الحر المستقل الآمن الواعد بإذن الله

ولنا عودة

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى