ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: الذهب لا يصدأ… وديوان الزكاة بالجزيرة لا ينكسر

من أعلى المنصة
ياسر الفادني
الذهب لا يصدأ… وديوان الزكاة بالجزيرة لا ينكسر
حين ضاعت البوصلة وتكاثفت غيوم الفوضى، وحين سقطت المكاتب وتبعثرت الأوراق تحت أقدام الخونة، وقف ديوان الزكاة بولاية الجزيرة شامخاً لا يلين، ثابتاً لا يتزحزح، لم ينتظر إستقراراً، لم يطلب تأميناً، بل خاض المعركة بوجه مكشوف، حاملاً على عاتقه همّ المحتاجين، كاسراً جدار الخوف بالعطاء، ومطرزاً جراح الوطن بخيوط من رحمة وسخاء
الوثبة الأولى لم تكن مجرد قافلة، بل كانت تحدياً مستحيلاً واجهه الديوان بقلوب لا تعرف التراجع ، إذ إنطلقت قافلة الإغاثة بـ٢٠ ألف جوال ذرة و٢٠٠٠ سلة غذائية، رغم أن مكاتب الزكاة في معظم المحليات قد تم إستباحتها تماما من قبل الأوباش ، إلا أن القافلة مضت… لأن الجوع لا ينتظر، ولأن ديوان الزكاة لا يتوقف
الوثبة الثانية كانت في ملف العودة الطوعية، حين كان البعض يلتقط صور وداع أحبة من بعيد أو قريب ، كان ديوان الزكاة على الأرض، يُشرف وينفذ، ويعيد الكرامة للنازحين، مرحّلاً الأسر من ولاية كسلا إلى حضن الجزيرة، لا بالكلام… بل بالفعل
الوثبة الثالثة كانت زلزلة للركود ومفخرة في زمن العجز، برنامج رمضان الضخم الذي بلغت تكلفته ملياراً وخمسمائة مليون جنيه، واحتوى على ٢٠ ألف سلة غذائية غمرت بها كل محليات الولاية، كأنما الديوان يقول: “إن جاع الناس في رمضان، فأنتم المسؤولون ونحن الحاضرون
الوثبة الرابعة جاءت بـ٣٥٠٠ جوال ذرة تحت مسمى فرحة العيد، رغم أن ديوان الزكاة كان يعاني من توقف معظم محلياته، إلا أن العيد كان لا بد أن يأتي، وكان لا بد أن تضحك الوجوه التي طالها الحزن… والزكاة كانت هناك
الوثبة الخامسة لم تكن سوى عنوان لإنسانية متجذّرة، برنامج الراعي والرعية بتكلفة بلغت ٤٥٠ مليون جنيه، ليسرق الأنظار بعطائه وينقذ مئات الأسر التي لا تملك حتى صوت الشكوى
لكن كل هذا المجد، كل هذه الوثبات، كانت خلفها قلوب مؤمنة، وسواعد لا تعرف الوهن… فالتحية للوالي الذي حمل السهم الأول في ظهر العطاء، وللأمين العام الذي كان حاضراً بالمتابعة والإشراف، ولأمين ديوان الزكاة بولاية الجزيرة، صاحب اليد الذهبية، الذي لم يكتفِ بالتخطيط، بل كان قائداً في ميدان التنفيذ ، وكان العاملون عليها في محليات القرشي والمناقل هم القلب النابض الذي كان يضخ في زمن صعب ولم يتوقف
وإن كان لكل نصر أبطاله، فإن محليتي جنوب الجزيرة وأم القرى يجب أن يُكتب اسمهما بماء الذهب ، هناك في قلب الجحيم، بين رصاص المليشيات وصوت المدافع، واصل العاملون أداء الواجب، لم يتراجعوا، لم يهربوا، لم يساوموا، كانوا مثل جنود في الخنادق، يزرعون الرحمة في أرض أُريد لها أن تموت ، لم يبالوا بالخطر، بل واجهوه بكل ما أوتوا من إيمان
هؤلاء لا تكفيهم تحية، بل وسام على صدر الوطن. لأنهم علّمونا كيف يكون الصمود، كيف يكون الشرف، كيف يكون الإنتماء الحقيقي ، في زمن تهرب فيه كثير من المؤسسات من أداء واجبها، كان ديوان الزكاة ولاية الجزيرة يتقدم الجبهة، لا بالكلمات… بل بالفعل.
إني من منصتي ….انظر حيث أرى …. أن ديوان الزكاة بالجزيرةيكتب المجد، ويصنع الأسطورة برغم الإحن، وهكذا يظل الذهب ذهباً… مهما حاول غبار المليشيا أن يغطيه .