محجوب ابو القاسم يكتب: أَعتَذِر

*محجوب أبو القاسم*
*يكتب*
*أَعتَذِر*
منذ اندلاع الحرب التي شنتها مليشيا آل دقلو على وطننا وجيشنا في منتصف أبريل 2023م تتواصل فصول الصراع الدموي الذي زرعت بذوره دويلة الإمارات بقيادة محمد بن زايد الذي بات يعرف في الشارع السوداني بـ”شيطان العرب” ورغم هذا العدوان السافر فإن السودان لم ينحنِ بل نهض بكل قواه جيشا وشعبا ليرد الصاع صاعين ويقدم للعالم دروس خالدة في الصمود والتضحية والدفاع عن الأرض والعرض.
منذ الساعات الاولى لهذه الحرب امتص الجيش صدمة الهجوم المباغت ووقف الشعب خلفه وقفة عز قل أن تتكرر في تاريخ الشعوب هب الجميع رجال ونساء شباب وشيوخ للدفاع عن تراب الوطن رافعين شعار “جيش واحد.. شعب واحد” الذي لم يبق حبرا على ورق بل أصبح واقع معاش في ميادين المعارك حيث اختلطت دماء المدنيين والعسكريين في ملحمة وحدة وطنية نادرة.
السؤال الذي يطرح اليوم لماذا هذه الدويلة التي شارك السودانيون في بنائها ونهضتها تنقلب فجأة لتغرس خنجرها في خاصرة السودان وترد الدين بهذا القبح؟ لماذا تُغدق المال والسلاح والمرتزقة على مليشيا إرهابية تعبث بأمن شعب شريف؟ ما الذي يريده محمد بن زايد من هذا الوطن الجريح وشعبه؟
من المؤكد أن المواطن الإماراتي لا علاقة له بهذه الحرب ولكن رئيس دولته هو من يقودها ويؤججها بدعم مباشر وغير مشروط رغم كل ما خسره من رصيد سياسي وأخلاقي،وإذا كان بن زايد يظن أن السودان سيكون سهل المنال فإن أرض النيل أثبتت أنها عصية على الطامعين وأن جيشها القومي وأبطالها المستنفرين لن يسمحوا لأي مغامر أن يعبث بسيادتها فالأسلحة التي ترسلها الإمارات تتحول لغنائم بأيدي قواتنا الباسلة وأحلام السيطرة تتهاوى تحت ضربات المجاهدين كما يقول المقاتلين الاسود الامارات ترسل ونحن نغنم”.
المستندات التي عثر عليها والوقائع على الأرض كلها تشير إلى أن محمد بن زايد هو الممول الرئيسي لهذه الحرب وهو المسؤول الأول عن مآسيها عليه أن يتحلى بالشجاعة ويعترف بمسؤوليته ويعتذر رسميا لشعب السودان ويبدأ بإعادة إعمار ما دمرته مليشيته، إن كان حقا يريد علاقة طيبة أو استثمارا في المستقبل ، أما إن أصر على مواصلة مغامرته الخاسرة فإن جيشنا الوطني والمستنفرين والشرفاء في ربوع السودان سيكونون له بالمرصاد، ولن يبقوا لمليشيا آل دقلو وراعيها من أثر وسيظل السودان شامخا مهما اشتدت العواصف.
اقول لشيطان العرب محمد بن زايد راجع حساباتك قبل فوات الأوان مليشيتك تنهار ومشروعك في السودان يتهاوى وعليك أن تأمر بوقف العدوان وسحب أدواتك الإجرامية وتقدم اعتذارا علنيا لشعب لم يعتدِ على أحد، بل طالما كان سند وشريك في البناء فالتاريخ لا يرحم ودعوات المستضعفين لن تُرد وما دُفع من مال وسلاح سيكتب في سجل الخسران المبين
ولنا عودة