رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: الروس يكسرون حاجز الصمت !

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

الروس يكسرون حاجز الصمت !

بيان الخارجية الروسية الأخير بشأن السودان ليس مجرد موقف دبلوماسي عابر، بل هو رسالة سياسية مزدوجة تُخاطب بها موسكو خصومها الغربيين بقدر ما تُخاطب بها الداخل السوداني ، روسيا التي تُجيد فن اللعب على التناقضات الدولية، أظهرت في هذا البيان معارضة صريحة لمحاولات الغرب فرض آليات تقول إنها : (استعمارية جديدة)! وهو وصف لم يأتِ عبثًا، بل يُترجم موقفًا روسيًا متجذرًا من الصراعات التي تحاول واشنطن وحلفاؤها إستثمارها لفرض وصايتهم تحت غطاء “الديمقراطية” أو “الانتقال المدني

دعوة موسكو إلى حوار سوداني شامل لا تخلو من براغماتية واضحة؛ فهي تشدد على أهمية مشاركة القوى التي تحظى بدعم شعبي واسع، في تلميح ذكي إلى أن بعض من تُزكّيهم العواصم الغربية لا يملكون قاعدة حقيقية داخل البلاد، هذا الموقف يحمل إنتقادًا غير مباشر لنهج الإقصاء الذي ساد بعض المبادرات الغربية التي تحاول أن تصنع حلفاءها المحليين على المقاس آخرها مسرحية لندن !

كما تؤكد روسيا عبر البيان أن أي حل لا بد أن يكون سودانيًا خالصًا، وهو ما يتقاطع مع خطاب رفض التدخلات الخارجية التي بدأت تتكاثر وتتنوع أشكالها في المشهد السوداني، لكن في ذات الوقت، تُظهر موسكو حرصها على دور للأمم المتحدة، ليس من باب المثالية، بل من باب ضبط توازن القوى في أي طاولة مقبلة، لأن موسكو تدرك أن وجودها في الساحة السودانية لن يكتمل إلا إذا تم تدويل المسار بشكل لا يسمح باحتكار التأثير من طرف واحد

إني من منصتي انظر …حيث أري…أنه في المجمل ، البيان يحمل بصمة روسيا الواضحة: خطاب ضد الهيمنة، وموقف محسوب بعناية، ربما يراعي مصالحها، ويستثمر الوضع لتعزيز نفوذها في لحظة تراجع غربي وتخبط دولي في التعاطي مع الملف السوداني.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى