رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: بعد الحرب…. كيف نبدأ من جديد؟

لابد بعد أن تنجلي هذه الحرب ان نكون استفدنا منها الاستفادة القصوى؛ فلا يكون الشعب السوداني هو ذاك الشعب الذي كان قبل الحرب؛ بمعنى أن نستفيد من كل الأخطاء التي أدت إلى الحرب والتي ذات من اشتعالها؛ كيف يكون ذلك أقرأ المقال أدناه لتعرف:
أولا في مجال الخدمة المدنية التي تعقد لها الندوات والسمنارات هذه الأيام في السودان لابد من تعيين الكفاءات والكفاءات فقط لأنهم هم الذين يمكن أن يقدموا للبلد أكثر من غيرهم؛ الكفاءات في كل المستويات في الهرم الوظيفي من أعلاه إلى أدناه؛ فعندما يكون الوالي والحاكم هو من أهل الدراية والفطنة وملم بتفاصيل ماتحتاجه ولايته يقلل الوقت للوصول للإنجاز المطلوب بلوغا للغاية التي تم تعيينه لأجلها وهي خدمة الناس.
يجب ان يخضع كل من يتولى منصب عام إلى التدريب الكافي في كيفية إدارة هذا الموقع بحنكة ودراية؛ وإن يعلم تمام العلم أن هذا الموقع هو لخدمة الناس والمواطنين وليس تشريفا له ولاهله.

يجب أن تتأصل فيها قيم العمل العام وأن تكون لنا الشجاعة الكافية لتقديم الاستقالة في حالة العجز عن تقديم ماهو مطلوب؛ وتكون الاستقالة هنا أشرف من الإقالة لأنها تحفظ كرامة المسئول.
ثانيا يجب محاسبة أي مسئول أخفق في أداء واجبه علنا أمام الناس والمجتمع ليعلم أن هذا المنصب هو ملك للشعب السوداني وليس ملكه هو ولا اي جهة أخرى وأن الشعب هو صاحب الكلمة الفصل في بقاء المسئول وذهابه.

وفي هذا السياق يجب أن تتضافر جهود المجتمع في عملية المراقبة التامة لأداء أي مسئول لإظهار إشراقاته وإظهار عيوبه أو عبوب أداءه؛ وفي هذا تلعب الصحافة دورا كبيرا في عملية المراقبة لأنها المرآة الني تعكس مايدور في المجتمع ومن أداء كل مسئول.
يجب ان تنهض الصحافة والاعلام بدورها كاملا في هذا المجال حتى نخلق مجتمعا معافاة من العيوب.
الشى الآخر الذي يجب القيام به هو عمليه التشديد في حفظ حقوق الإنسان السوداني وسن القوانين والتشريعات الكفيلة بذلك والرادعة لكل من تسول له نفسه أن يأخذ حقا ليس له.

ثم يجب ان نتعلم من الأيام الصعبة التي عايشناها في ظل وطأة الحرب اللعينة التي أجبرت أعداد كبيرة من النزوح أن يكون المواطن هو شريك الأجهزة الأمنية في ظبط الظواهر السالبة والا يترك كل شي للسلطات؛ وفي هذا السياق يجب أن نقول كلمة للشرطة السودانية التي بدأت تستأنف عملها الأمني بولاية الخرطوم من انتشار للقوات وفتح اقسامها للمواطن نقول يجب على شرطة السودان أن تستفد من الحرب وما جرى أيضا بأن تعمل بلا تهاون وان تبسط العدل وأن تضرب بيد من حديد كل أوكار الفساد والجريمة حتى يرعوي كل من حمل ظلما تجاه البلد والمواطن والناس أجمعين.

واهم قرار يجب أن تتخذه الدولة قبل كل شيء هو محاسبة الذين تورطوا وتعاونوا مع الغاصبين ولا نقول عفا الله عما سلف؛ يجب أن يكونوا عبره لغيرهم لأن بسببهم ضاعت حقوق كثيرة للشعب السوداني.

الحرب يا سادة غيرت مفاهيم كثيرة لدى أغلب الناس فجعلت التفكير مختلف والحياة مختلفة والنظرة إلى المستقبل أيضا مختلفة.

كذلك من ضمن ما يحب أن نتعلمه من الحرب أن يكون مأكلنا حلالا لأن الحرام يذهب ولو بعد حين؛ لا اتهم شخصا بعينه لكن حدثت في الحرب معجزات ربانية تجد بعض المواطنين لم يتأثر بسرقة أو نهب أو كسر لمنزله وحين تتبعنا أولئك الأشخاص وجدناهم كانوا حريصين بأن تكون أموالهم حلال لم تجمع من باطل ولا سرقة شعب ولا مواطن .

لذلك يجب أن نخرج بهذه الجزئية من الفائدة بأن الله سبحانه ينمي المال الحلال ويذيده ولا ينقصه بعكس مال السحت الذي يذهب هباءا ولا ينفع صاحبه.

بالطبع لا أقول بأن كل من فقد ماله كان من حرام؛ وبالتالي كل من حفظ الله سبحانه ماله كان من خلال ولكن العبرة بإتباع الحق والدين بأن مالك لابد أن يكون حلال حتى ينفعك.

لو أردنا بلدا قويا ببنيه وشبابه واردنا النهوض مجددا يجب أن نبتعد عن الحسد والظلم والغيبة والنميمة لأنه ربما كانت هذه الحرب عقابا بما فعل السفهاء منا.

ختاما يجب ان نعلم أنه ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وأن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا فكلها أقدار الله على البشر؛ وإن نجتهد ونبدا من جديد حياة نستصحب فيها أخطاء الماضي لنتطلع بها إلى مستقبل كله خير وأمن وحياة كريمة.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى