رأي

لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد يكتب: الإمارات ،،، تدين!

بسم الله الرحمن الرحيم

٦ مايو ٢٠٢٥م

*الإمارات ،،، تدين!*

✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد

يقولُ علماء النفس السلوكي أن المجرم تتلبّسه حالةٌ من الذُعر والقلق تحمله قسرًا لزيارة مسرح الجريمة ليسري عنه الهواجس، وليتأكّد مما يجري هُناك، وهل ترك أثرًا يدُل عليه ويجرّمه، وهل وصلت الشرطة؟ وماذا وجدت؟ بل إنّ بعض المجرمين يحتفظ ببعض آثار ومتعلّقات الضحايا، كالصور والملابس، وقصاصات الصُحف الناشرة للجريمة، هذه الدوافع الناتجة من إعتمال الإثم في الضمير الإنساني،
هي التي حملت المجرم ( *الإمارات* ) على تشكيل حضور في قائمة الدول التي أدانت العدوان الغاشم على بورتسودان، وإستهداف منافع الشعب السوداني حتى لا يفتقدها أحد في كشف الموقعين، وبالتالي تذهب به الظنون أن ما غاب عن الإدانة ربما يكون راضٍ عن العدوان ولهذا السبب ( *القهري* ) أخرجت الخارجية لإمارة الشيطان بيانًا وهي متكئة على أرائك الدلال الصهيونية، ملؤها الهزء والسخريّة، وهي تشاهد نار الحريق في منشئات السودان الذي إستعصى عليها بكُل وسائل المكر والإستهداف بالحرب المباشرة لتقوم بتدمير مقوّماته الإقتصادية عبر الصواريخ الأمريكية الموجّهه عبر الطيران المسيّر من المياه الدولية في البحر الأحمر، لتقتص منه لأسبابها غير الموضوعية، اللهم إلّا خدمةً للمشروع الصهيوني بإعادة تشكيل الشرق الأوسط بالوجه الذي خطّطت له الدوائر الصهيونية في الإدارة الأمريكية، وقد سبق التصريح به مرارًا أنّ الدول المستهدفة السبع هي : الصومال ، اليمن ، سوريا ، العراق ، لبنان ، ليبيا ، السودان والدور على مصر، وهي آخر وتد في الخيمة التي تعصف بها رياح التغيير لتقتلعها إلى الأبد، وتقوم مقامها حكومات تدين بالولاء والعمالة التامّة للكيان الصهيونيّ، حيثُ تعمل على طمس هويات الشعوب الإسلامية وقهرها، وطمس عمقها الثقافي وتغيير المفاهيم بتغيير مناهج التعليم، والتسليم الكامل بالمشيئة الصهيونية.
هذا المشروع الضخم ( *المخدوم* ) والمُنفق عليه بسِعةٍ وكيله الحصري في المنطقة هو دولة الإمارات العربية في عهد ( *شيطان العرب* ) الذي يعترف له الشيطان نفسه في قُدرته على الكيد والتمظهر بمسوح الكهان المسالمين في نفس الوقت.
ولذلك يكافأ من الكيان وأذرعه المتحكّمة في القرار الأمريكي بالحماية التامّة بألّا يمسّه أحدٌ أو يعترض أعماله الخبيثة أحد، وما قرار محكمة العدل الدولية بالأمس والإقرار بعدم إختصاصها في شأن إثارة الحرب وإرتكاب جرائم الإبادة الجماعيّة برغم وفرة المعلومات والأدلّة والشواهد الموثّقة الا دليل على سقوط العالم الحُر تحت تأثير اللوبي الصهيوني، وأدواته الفعّالة ( *المال ،،، والإغواء* ) ووسط هذه الفوضى الضاربة في مصداقية الشعارات والدعاية بالقانون والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، هذه هي دولة الشر ( *الإمارات* ) تُرسل الطائرات المسيّرة في الفضاء المكشوف الذي لم تعُد فيه أسرار لتحرق وتدمّر المُدن السودانية، ثم تلحق نفسها بكشف المتضامنين مع السودان وشعبه ( *الشقيق* ) ضِدّ الهجمات العدوانية وتُدينها تمامًا كما يفعل المجرمون بالسلوك الغريزي والإهتمام بما جرى.
الشعب السوداني وحكومته وقوّاته المسلّحة يعلمون تمام العلم مَن هي الإمارات، ودورها في إستهداف السودان وتبنّيها للمليشيا وتغذيتها بكل أدوات القتل وتوظيفها للسيطرة على السودان، ويعلم كذلك كُل جديدٍ طرأ على مسرح العمليات، وبمثل ما أفشل السودان المرحلة الاولى والأساسية للحرب وأفشل تحقيق أهدافها يقفُ السودان اليوم بكلِ شموخه وبسالته ليُفشل الموجة الحالية من العدوان عبر الطيران الإماراتي المسيّر.
نعم لن ينهزم بحول الله، ولن تُفلح الحرب النفسية المصاحبة للضربات الإرهابية في عزيمة شعبه، وبالتأكيد لن يستجيب لأيّ نداء يخرج الآن من تحت ركام الأحداث ليدعو إلى التهدئة والتفاوض والجلوس للحوار مع المجرمين.
فأي دعوة مرفوضة قبل أن يفتح ظرفها مرفوضة من حيث المبدأ ( *لا حوار مع المجرمين* )، والخسائر مهما بلغت لن تكون مقدّمة للإستسلام الذليل لإرادة الخصوم.
ولعلّ لسان حال الشعب السوداني اليوم هو لا بُدَّ من أن يبلغ الأذى دولة الشر بأيّ كيفية وبأيّ مقدار، وفي أيّ توقيت، وفي أيّ مكان، هذا متروكٌ للقيادة السياسية والعسكرية.
أما إدانة دويلة الشر لعدوانها بنفسها على السودان سيُسجّل في باب طرائف ( *الحمقى والمغفلين* )

*{فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِۦ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ}*

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى