رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: أسبوع المرور العربي… محاولة لتقليل الدماء على الأسفلت!!

أتذكر انني أجريت حوارا صحافيا عندما كنت أتلمس طريقي إلى الصحافة الورقية وتحديدا في صحيفة الأزمنة “الامدرمانية” حيث كانت تصدر من أم درمان كأول صحيفة تتخذ من امدرمان العاصمة الوطنية مقرا لها؛ أجريت حوارا مع صاحب مدرسة لتعليم قيادة السيارات ولعلها هي أول مدرسة أنشأت لهذا الغرض وقتها؛ وفي خضم الأسئلة التي كنت اوجهها لصاحب تلك المدرسة قال لي مجيبا على سؤال:”نحن تتنافس من أجل تقليل الدماء على الأسفلت “.

وأصبحت افكر في هذه الاجابة ردحا من الزمان كيف ذلك والتنافس بين أصحاب المدارس لتعليم القيادة يجب أن تكون في جلب المزيد من الدارسين لتعليم قيادة السيارات وبعد زمنا ليس بالقصير علمت أن التنافس من أجل تقليل الدماء على الأسفلت هو يجعل من يريد أن يتعلم قيادة السيارات بشكل صحيح يهرول إلى هذه المدرسة.

تذكرت هذا الحوار وانا ارجع بالذاكرة عندما كانت وزارة الداخلية السودانية ممثلة في شرطة المرور تنظم سنويا للاحتفال بأسبوع المرور العربي الذي تحتفل به كل الدول العربية ويكون شعاره موحدا في كل هذه الدول.

الاحتفال بأسبوع المرور العربي هو من الثقافات التي توضح للعالم هنالك نظم يجب أن نعمل بها في كل تفاصيل حياتنا؛ ولما أصبحت قيادة السيارة ضمن أولويات حياتنا كان لابد من أن تكون هذه القيادة وفق قوانين ونظم يعلمها كل شركاء الطريق تفاديا لوقوع التصادم والحوادث التي تذهق الأنفس؛ فاستخدام الطريق بصورة صحيحة يحقق معنى القيادة الآمنة ويحفظ الأنفس.

في الرابع من مايو من كل عام كانت العاصمة الخرطوم تخرج في زينتها لتقول للعالم إن أسبوع المرور العربي هو جزءا اصيلا من حياتنا وتنظيم حركة سير المركبات في الطريق العام بين الشركاء هو نهج حضاري نعمل به منذ الأزل كيف لا والخرطوم هي بلد الحضارة العربية والإسلامية الضارية في الجذور وان قوانين ولوائح المرور والسير في طرقنا صارمة حفاظا على السلامة العامة ومستخدمي الطريق على وجه مخصوص.

العالم العربي يحتفل بأسبوع المرور والخرطوم تربصت بها دول البغي والعدوان بأن جعلت طرقها تخلو من شركاء الطريق و المركبات الا القليل وهي التي كانت تضج شوارعها وازقتها بكثير المركبات وعابري الطريق.

الخرطوم تحتفل هذا العام بأسبوع المرور العربي في ظل غياب للمواطنين وأصحاب المركبات وكأننا تشكي من واقع بئيس خوت فيه شوارعها من المركبات الا القليل.

في سنوات خلت من عمر السودان كنا ونحن نغطي فعاليات زوارة الداخلية ننتظر بشوق كبير هذا التأريخ لنحاول فيه أن نشارك صحافيا بتقديم الإرشادات والنصائح للسائقين وعابري الطريق وكل الناس حتى يتذكر من يقود السيارة أن عليه حقوق وله واجبات من أجل ترسيخ مبدأ السلامة المرورية.

حتى الأطفال كانوا يشاركون في هذا الإحتفال ذى الرمزية الكبيرة في تعميق مفهوم القيادة الآمنة والسلامة العامة.
في هذا العام غابت هذه المظاهر الا قليلا في عاصمة كانت تعج بالناس و الحركة بسبب الحرب اللعينة التي أضرت بالبلاد والعباد.

نتمنى أن يأتي العام المقبل للخرطوم وهي في كامل زينتها كما كانت في السابق ويعود إليها المواطن وتحتفل جميعا بأسبوع المرور العربي وقد خلت كل مدن السودان من سرطان المليشيا الإرهابية ومن ثم يعود الأمن والأمان للبلاد.

أسبوع المرور العربي فرصة لمراجعة كل مايتعلق بالسلامة المرورية من طرق ومركبات وتراخبص وجدارة السائقين حتى نعمل جميعا
من أجل تقليل الدماء على الأسفلت.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى