رأي

محجوب ابو القاسم يكتب: من الحفر بالإبرة إلى الحفر باللودر

محجوب أبو القاسم

يكتب

من الحفر بالإبرة إلى الحفر باللودر

بعد طول انتظار وصمت أثقل كاهل المواطن جاء القرار الحاسم من مجلس الأمن والدفاع برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة ليعلن بداية مرحلة جديدة عنوانها الحفر باللودر بدلا من الحفر بالإبرة في إشارة إلى الانتقال من التدرج البطيء إلى الفعل القاطع بعد العدوان السافر الذي شنته مليشيا الإمارات الإرهابية على ولاية البحر الأحمر مستهدفة منشآت حيوية من مستودعات الوقود إلى مطار بورتسودان وأعيان مدنية.
القرار الأخير لمجلس الأمن والدفاع لم يكن عاديا بل لامس وجدان الشارع السوداني الذي أنهكته آلة الحرب واستنزفته طعنات الحلفاء المزيفين فقد ظل المواطن يتابع بحسرة سلسلة الاعتداءات التي طالت مؤسساته وممتلكاته دون رد رسمي يعيد بعضاً من الكرامة المجروحة ولكن جاء الرد بعد طول انتظار ليحمل بريق أمل وسط العتمة.

الهجوم الغادر الذي نفذته مليشيا الإمارات الإرهابية على البحر الأحمر خصوصاً استهداف المنشآت المدنية لا يعد فقط عدوانا بل يرتقي إلى جريمة حرب مكتملة الأركان واستناداً إلى القانون الدولي الإنساني فإن استهداف الأعيان المدنية ممنوع ومحظور، وهنا تتحمل دولة الإمارات المسؤولية الكاملة سياسياً وأخلاقياً إن بقي في معاجمها شيء من الأخلاق.
الاستهداف الذي طال العاصمة الادارية التي فتحت ذراعيها لملايين النازحين من ولايات شردتهم هذه المليشيا ورغم الجراح فإن البحر الأحمر تثبت كل يوم أنها مدينة الصمود وأنها ستبقى عصية على محاولات التركيع أو التدمير.

هذه اللحظة المصيرية تتطلب من القوى الوطنية جميعها أن تتجاوز خلافاتها وتلتقي على كلمة سواء شعارها حماية السيادة ورفض التدخل الخارجي مع فضح الخونة من الداخل الذين يمهدون الطريق للأجنبي بأجنداتهم الرخيصة.
وهنا من المهم الالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى والمستنفرين والمقاومة الشعبية باعتبارهم السد المنيع أمام التفكك والانهيار وهم الضامنون لوحدة السودان وبقائه.

لكن مع الرد العسكري والسياسي يجب التحرك في المسار الاستراتيجي الأوسع وعلى الرئيس البرهان أن يسارع إلى بناء شراكات وتحالفات حقيقية مع قوى دولية قوية مثل روسيا وتركيا والصين وقطر من خلال توقيع اتفاقيات دفاع مشترك وتعاون اقتصادي فمثل هذه الخطوات إذا ما أُحسن إدارتها كفيلة بأن تنقل السودان من موقع الدفاع إلى موقع الفعل.

ما حدث ليس نهاية المطاف بل بدايته وعلى القيادة أن تدرك أن الحفر باللودر لا يكفي إن لم تتبعه رؤية واضحة وتحرك شجاع وتحالفات تخدم المصالح الوطنية لا الشخصية الشعب السوداني يترقب ويراقب ويستحق قيادة تليق بصبره وتضحياته فافعلها ياسيادة الرئيس.

ولنا عودة

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى