رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: الشرق أتى والغرب أتى وترنّح براً وسكينة !

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

الشرق أتى والغرب أتى وترنّح براً وسكينة !

في الوقت الذي تتساقط فيه طائرات الجبناء وتتناثر فيه المسيرات فوق سماء السودان، تقف القوات المسلحة شامخة كصخرة تحطمت عليها موجات العبث المدفوعة من وراء البحار، الشرق أتى، والغرب كذلك، بأذرع من دخان وخراب تحملهما المسيرات التي تطلقها الإمارات نيابة عن مليشيا مرتعشة، تقاتل دون عقيدة، وتناور دون هدف سوى تدمير وطن لا ينتمي إليها قلباً ولا انتماءً

تأتي الضربات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة كجراحة دقيقة، لا تعرف العشوائية، تطرق أهدافها في عمق تمركز المليشيا، لتعلن للعالم أن المسيرة التي يقودها الجيش لا تُثنيها المسيرات، ولا تربكها تلك الألعاب النارية المستوردة من ترسانات المؤامرة، هذه الطائرات الصغيرة، وإن بدت مزعجة، إلا أن حيدتها عسكرياً ليس بمستحيل تُرصد، تُشوّش، تُسقط، وكل ذلك تمارسه القوات المسلحة بذكاء إستراتيجي وهدوء من يعرف أن النصر لا يُنال بالصراخ بل بالفعل

غرب السودان أيضاً أتى، لا كخصم بل كعنوان جديد للهزيمة التي تطارد المليشيا حيثما ولّت. من نيالا خرجت قياداتهم مهرولة، تتقاذفهم الضربات، وتسبقهم الخيبات، بعد أن ظنوا أن الدعم الأعمى سيغنيهم عن التقدير العسكري الحقيقي، الفاشر كانت فصل الختام في محاولات ميؤوس منها لاختراق الشمال، فدُمرت الآليات، واحترقت الأجساد، وتحولت الأرض التي دخلوها إلى فوهة من جحيم ،كل ذلك على وقع تنفس الإمارات بالحمى، وهي تراقب جسد مشروعها يتفسخ يوماً بعد يوم

إنها مسيرة الجيش السوداني، لا تتوقف، لا تتراجع، لا تنحني، دخل جيش المليشيا الخرطوم ذات غفلة فحسبها نصرًا، لكنها كانت مقبرة، جيوشهم المزعومة دخلت مدنًا أخرى فخرجت منها بالأكفان، إن الجيش يعرف تماماً كيف يصنع المحرقة، حين تكون الحاجة للمحرقة، ويعرف تماماً متى يضغط الزناد لتشتعل الأرض تحت أقدام من خانوا ترابها

إني من منصتي أنظر….حيث أري…أن المليشيا؟ كعادتها، لا تتعلم، كحشراتٍ تجذبها النار، تحوم النيران فوق رؤوسهم فلا يدركون أنهم يطيرون نحو اللهب، لا بإقدام الشجعان، بل بغباء المأجورين.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى