رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: أولويات رئيس الوزراء… وإعادة ترتيب الأجندة

احمد حسين يكتب في نافذة أمان: أولويات رئيس الوزراء… وإعادة ترتيب الأجندة
وانا في خضم حرب المليشيا على كل السودان ابتداء بالخرطوم ثم الجزيرة ثم المناطق التي تلتها تخريبا وتدميرا وتعدي على الحرمات’ وانا في خضم هذه الحرب جاتني فكرة كدت أن أنفذها ولكن لم أفعل لشواغل اجتماعية أيضا بسبب الحرب.

تتلخص الفكرة في أنني كنت قد اجريت حوارا شاملاً قبل اندلاع الحرب طبعا مع البروفيور أحمد صباح الخير المرشح حينها لمنصب رئيس الوزراء’ وقد وفى وكفى البروف صباح الخير عند إجاباته التي رد بها على أسئلة الحوار الذي اجريته معه في ذلك الوقت.

ومن خلال رده على تساؤلاتي الحوارية نما إلى علمي أن الرجل يمتلك زخيرة ثقافية واجتماعية وسياسية يمكن أن تمكنه من إدارة ملف رئيس الوزراء بشكل مرضي ومقبول وذلك من خلال خطته في إدارة الداخل السوداني بكل تناقضاته واحتياجاته وفي بالنا فترة الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير وكل ماحدث تباعاً لها من متغيرات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

فقد اقنعني حينها ردود الرجل والتي هي خطة عمل متكاملة للفترة الإنتقالية او حتى فترات حكم قادمة من عمر البلاد.

فضلاً عن خطتته للتعامل الخارجي لعلاقات السودان مع الدول الصديقة والشقيقة والتي أيضا بها عدد كبير من التشابك مع مصالح وشاغل مشتركة مع تلك البلدان.

الفكرة التي طرأت على وانا اتقلب في جحيم الحرب نزوحا وتشريدا وغربة عن الديار هي أن أعيد تلك الأسئلة مرة أخرى لطاولة البروف صباح الخير وأن ينظر في ما قدم لي من إجابات على تساؤلاتي وأن يعيد الكرة مرتين ويقرا معي تلك الاجابات مقرونة مع واقع جديد فرضته الحرب ويرى هل يصلح ماقاله وقت ذاك مع مانعايشه اليوم من متغيرات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية.

بمعنى إن جاء القدر بالبروف صباح الخير اليوم رئيسا للوزراء فهل سيعمل بذات خطة العمل المنشورة في الحوار مع “سودان بور” في وقت سابق ؟

ام ان الفترة الحالية ومع متغيرات ظروف الحرب فرضت واقعاً مغايراً لكل من يأتي رئيسا للوزراء للسودان.

وبعد تعيين البروفيسور كامل ادريس رئيسا للوزراء في السودان رجعت بالذاكرة لحديث صباح الخير وقلت في نفسي ياترى ماهي خطة رئيس الوزراء د. كامل خاصةً وأن التعيين في هذا التوقيت الاستثنائي يتطلب تفكير وخطط إستثنائية’ فالسودان اليوم يمر بالمنعطف الخطير الذي كنا نسمع به منذ زمن بعيد’ وأنه لا سبيل من عبور هذا المنعطف الا بسياسة إستثنائية عبقرية تنظر بتمعن في كيفية الخروج من المازق الحالي في الداخل السوداني أو ما يتعلق بعلاقاته الخارجية لا سيما في ظلال التقلبات العالمية تجاه السودان في ظل الحرب.

أعتقد لو أنني بادرت وطرحت ذات الأسئلة مرة أخرى للبروف صباح الخير أثناء الحرب لبدل افاداته بافادات جديدة تتماشى مع واقع الحال ولبدآ حياته رئيساً للوزراء بالنظر إلى أشياء لم نكن قد تطرقنا إليها في محاور المقابلة الصحفية السابقة.

وهذا بالضبط ما يحب أن يفعله رئيس الوزراء الجديد بروف كامل ادريس الآن بعد اداءه قسم الولاء لأني على قناعة تامة أن كنت قد حاورت د.كامل ادريس قبل الحرب لكانت إجابته تختلف عن ما سيفعله الآن وذلك لتغير الظرف والحوجة وتقديم الخدمات للمواطن.

فالمواطن السوداني اليوم يفكر في كيفية العودة للحياة الآمنة ويتضرع إلى الله لأن يحييه حياة كريمة يحظى فيها بالأمن والأمان والاستقرار “فنعمة تحلم بي بيت فيه نور ودش”

فنعمة بعد ان شافت في رؤاها طيرة تاكل في جناها وحيطة تتمطى وتفلق في قفا الزول البناها” أيقنت اخيرا بتحقيق حلم متواضع وهو “بيت فيهو نور ودش”
ونعمة هذه رمزية للمواطن أو المواطنة السودانية فهل يحقق د. كامل هذا الحلم ويبدأ من حيث يحب أن يبدأ ؟

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى