رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: قد يعتلي ظهر الجياد ذبابُ ويقود أسراب الصقور غرابُ !!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

قد يعتلي ظهر الجياد ذبابُ ويقود أسراب الصقور غرابُ !!

في زمن إختلت فيه الموازين وانقلبت فيه المعايير، لم يعد غريباً أن نرى الذباب يتصدر المشهد على ظهور الجياد، ولا أن نشهد الغربان تقتاد أسراب الصقور إلى حتفها، هذا بالضبط ما تفعله قيادة المليشيا وجناحها السياسي تحت مظلة دويلة الشر، تلك التي إحترفت تقويض الأوطان بزخارف الدعم وشعارات التحرر، بينما هي في حقيقتها مجرد خنجر مغروس في خاصرة هذه البلاد
المليشيا اليوم لا تحكم، بل تحتكر، لا تدير، بل تدمر، تحوّلت البلاد في ظلها إلى مسرح عبثي، حيث يُصفّق للغباء السياسي، ويُقمع العقل، وتُحاصر الكلمة الحرة كما تُحاصر المدن الجريحة، كلما تحدث أحدهم عن السيادة، تكشفت نبرة الوصاية، وكلما نطقوا باسم الوطن، تفوح من كلماتهم رائحة الارتزاق
أما الجناح السياسي، فليس إلا قناعاً مهترئاً لوجه المليشيا الحقيقي، يتحدث بلغة المدنية وهو يتغذى على فوضى السلاح، يلوّح بالدستور وهو لا يعترف إلا بفتوى الرصاص، هؤلاء لا يرون في الوطن سوى غنيمة، ولا في الناس سوى بيادق في لعبة تمويل خارجي وخيانة داخلية، وإن كنت تظن أن لهم مشروعاً، فمشروعهم الوحيد أن تبقى البلاد ممزقة، والحياة على حافة هاوية، ليستمروا في التهامها باسم المقاومة
وكل ذلك برعاية دويلة الشر، تلك التي لا تستقر إلا على ركام، ولا تزدهر إلا على خراب، دويلة إستثمرت في الانقلابات كما يستثمر التاجر في السوق، وأغرقت هذه البلاد بالوكلاء والعملاء والمشاريع المعلّبة، ثم جلست تتأمل الانهيار ببرود المنتصر

إني من منصتي انظر …حيث أري …. أننا أمام طفيليات صعدت على أكتاف الشعارات، وتسربت من شقوق الفوضى إلى نياط القرار، والنتيجة وطن تتآكله الغربان وتفرّ منه الصقور، نعم قد يعتلي ظهر الجياد ذباب، ويقود أسراب الصقور غراب، لكن هذا المشهد مهما طال، فلن يكون قدر البلاد… بل كبوة ستنهض منها يوماً، وسيُكوى كل خائن بنار الخراب التي أشعلها .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى