رئيس الشئون العسكرية للجبهة الثالثة ” جلهاك” في حوار عن الراهن السياسي

رئيس الشئون العسكرية للجبهة الثالثة تمازج ” جلهاك” لسودان بور:
حل الحكومة بشقيها المدني والعسكري لا يعني الغاء العهود وفضها
ماحدث يوم ٢٥ ديسمبر ضرورة افرزها الوضع المتأزم والذي كاد ان يجر البلاد للكثير من الانزلاقات
التغيير الذي حدث لا يعني الغاء الثورة انما للرجوع الى الجوهر في المضامين
عودة حمودك لرئاسة الوزارة تمثل حقناً للدماء والتظاهر حق مكفول
الخرطوم: سودان بور
الجبهة الثالثة ” جلهاك” من الحركات الموقعة على السلام ولها رؤية مستقبلية لدعم برنامج التحول الديمقراطي ونجاح الفترة الإنتقالية لحين قيام الإنتخابات، الوفاق التقت رئيس الشئون العسكرية للجبهة الثالثة تمازج ” جلهاك” اللواء عبد اللطيف أحمد عمر، وقلبت معه مستجدات الساحة السياسية والعديد من القضايا الأخرى التي تهم الوطن والمواطن فإلى مضابط الحوار.
ما هو وضعكم ضمن المنظومة الحالية كشركاء كفاح مسلحة؟
حركة الفرقة الثالثة تماذج جلهاك قوات تاربخية كانت جزء من الحركة الشعبية لتحرير السودان اتخذت مسار حماية الاراضي السودانية في حدود اعالي النيل لبث الامن والسلام وعملت الحركة طويلا في مناهضة النظام السابق .
كيف تنظرون لعودة حمدوك لرئاسة الوزارة من جديد؟
بالتأكيد أن عودة حمدوك لمباشرة عمله تمثل صمام أمان للبلد حقناً للدماء، وهو يمثل أيقونة وشعارات الثورة، لذلك ينبغي على الجميع دعمه حتى تمر الفترة الإنتقالية بامان وسلام ويتجه السودان للإنتخبات الحرة والنزيهة تضمن لكل قوى سياسية حقها في المشاركة بصورة ديمقراطية، وأعتقد أن الإتفاق الذي تم بين البرهان وحمدوك في نظري يمثل نقطة تحول جديدة في مسيرة الحكم بالبلاد، نتمنى أن تمر بنجاح وننتقل الى مرحلة أخرى
جرت تظاهرات وسط الخرطوم أمس ماهو تقييمكم لها؟
حق التظاهر مكفول للجميع وينبغي ان يتعامل معها بصورة تضمن سلامة كل من يتظاهر فعلى الجميع الإلتزام بالسلمية حتى لاتزهق الأرواح ونهدر الوقت أكثر مما مضى ونتجه لبنا السودان من جديد بأفق ديمقراطية وطنية
كنتم ضمن الحركات المشاركة في ما يسمي بالحوار الوطني الذي اطلقته حكومة الانقاذ الوطني ..حدثنا عن تلك المشاركة؟
عندما شاركت الحركة في الحوار الوطني سابقا كانت تمد اليد للشعب السوداني اولا الذي تحمل فاتورة الحرب طويلا وعاني من اثار التهميش والضياع وحتي يحظى بحياة كريمة تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة كان لابد لنا كحركة مناضلة من اتباع صوت السلام وتبني برنامج حفظ الدماء ،الا اننا صدمنا بخيبة الامل ونحن نلتمس عدم الجدية والتكتيك السياسي المخل الذي عاد بالاوجاع والمرارات الي المربع الاول وكان الخيار المصيري الذي رايناه كحركة قدمت تمد ايادي السلام بان لا حل ولا تفاوض مع حكومة الانقاذ وسلمنا بالنضال والكفاح المسلح كخيار لا بديل له حتى تنعم البلاد بذهاب تلك الحقبة السوداء من تاريخها وقد كلل الله المساعي التي شارك فيها اغلب الشعب بالنصر المؤزر ونعم ايضا السودان بالخلاص الوطني عبر ثورة ديسمبر العظيمة التي اسمعت صوتها العالم اجمع .
بخلاف النضال الممتد والكفاح المسلح الذي قامت به الحركة ما هو دوركم في ثورة ديسمبر؟
كانت لنا قواعد مشاركة من الداخل في اعتصام القيادة العامة كما كانت لنا سابقا ادوار ملموسة بولايتي دار فور وكردفان شاركنا فيها القوات المسلحة والقوات النظامية كافة بحفظ الامن والسلام .
كجزء من حركات الكفاح المسلح جاءت استحقاقاتكم التي نصت بها اتفاقية جوبا ان تكون لكم نسبة ١٠٪ في جميع مفاصل الدولة، ألا تري انها نسبة كبيرة .
جاءت تلك النسبة بعد دراسة وتفاوض فرضه واقع الحركات فالفرقة الثالثة تماذج وحدها عبارة عن ١٢ حركة توحدت داخل جسم واحد في اتفاقية جوبا والآن اتجهت كل حركة منها لادارة شأنها كجهات قائمة بذاتها تتبني كل منها ايدلوجية واجندة منوط بها انزالها على ارض الواقع .
بعد التغيير الذي حدث بعد ٢٥ اكتوبر هل المشاركة في الحكم تمثل احدى اهدافكم؟
ليس ذلك ما يشغلنا الآن فهمنا الاول هو بنود الترتيبات الامنية التي نصت عليها اتفاقية بناء السلام كاستحقاق مركزي لقوات شاركت لسنوات طويلة في النضال والمثابرة ووضعت ارواحها على اكفها لينال الشعب عزته وحريته ويكون له الحق لبناء مستقبل واعد وزاهر يستحقه الشعب السوداني.
تم استثناء مكتسبات اتفاقية جوبا والتمسك التام بكافة بنودها من قبل القائد الاول لقوات الشعب المسلحة الفريق البرهان ماذا يمثل ذلك بالنسبة لكم لواحدة من منظومة الاتفاقية ؟
حل الحكومة بشقيها المدني والعسكري لا يعني الغاء العهود وفضها وانما هي التزامات بالداخل واخرى اقليمية ودولية وذلك ما اكده القائد العام لقوات الشعب المسلحة في البيان الاول مؤكدا الالتزام التام بهذه الاتفاقية.
كيف تنظر لما حدث من تغيير للحكومة التي تلت ثورة ديسمبر من وجهة نظرك ؟
ماحدث يوم ٢٥ ديسمبر ضرورة افرزها الوضع المتأزم والذي كاد ان يجر البلاد للكثير من الانزلاقات والسقوط نحو هاوية تدخل الشعب في دوامة وضياع واراها انموذج للحكمة والحنكة وهو كما ذكره القائد البرهان بانه تصحيح لمسار ثورة ديسمبر وليس ما ارادت بعض الجماعات التي ضربت مصالحا فصارت تروج عبر الاجهزة الصفراء بانه انقلاب على السلطة المدنية والتي لم تجي اصلا بشرعية او انتخاب بل جاءت عبر الالتفاف والتحايل على البنود التي كانت احد شقي واضعيها فكانت اول من اجهض اهم بند بها وهي البعد عن تولي الاحزاب لاي منصب قيادي ابان الفترة الانتقالية ويا ليتها فلحت حينما تولت المناصب ووضعت يدها على مقاليد الامور فاضاعت على البلاد وقتا ثمينا وبالغ الدقة من تاريخ الوطن ..فالتحية للقائد البرهان بان اتخذ الراى الصواب واعاد الامور الى مسارها الاول ونحن نتوقع ان القادم سيكون افضل للشعب السوداني اذا ما تضافرت الجهود واصبح الوطن الهم الاكبر لكل الفئات والكيانات .
اذن ما رؤيتكم للراهن السياسي الان وما ينبغي ان يكونه في ظل التعقيدات الماثلة؟
تعقيدات الراهن السياسي الآن لا تشكل حقيقة الاوضاع فجلها قضايا انصرافية يحيط به ذخم مصطنع من السياسين والاحزاب لفرض منصة حكم لم يأتي أوانها بعد وهذا ما قاد لتصحيح المسار واعادت الامور لما بعد ثورة ديسمبر المجيدة وما قامت به القوات المسلحة والقوات الاخرى من مبادرة عظيمة تحملت فيها مسئوليتها التاريخية كجهة منوط بها الحفاظ على امن الوطن وضبط نسيجه الاجتماع وجمع الصف الذي يرى المصلحة الفضلى للسودان اولا بعيدا عن المحاصصات الحزبية التي لا تمتلك الشرعية الدستورية في هذه المرحلة المفصلية وحتى لا ينفرط العقد وتضيع وحدته وسلامة اراضيه ونظل نبكي على وطن كالنساء لاننا لم نحافظ عليه كالرجال كما قام بتسجيله التاريخ لاوطان اخرى .
من اين اتت قناعاتكم وتأيدكم للتغيير الآن؟
حركات الكفاح المسلح جزء اصيل من التغيير على مدى سنوات عديدة في ظل شراكة حقيقية نحن نتمسك بالتغيير الشامل والانتقال السلس للديمقراطية عبر صناديق الانتخابات.
ذكرت التحول الديمقراطي مع وجود الجيش الا ترى بان هناك بعض التناقض فيما ذكرت ؟
القوات المسلحة والقوات النظامية احرص من غيرها على تماسك وجهات النظر الشعبية لانها صاحبة المصادمة والمكتوي الاول لتمزق النسيج الاجتماعي وما يجره من ويلات الحرب والدمار لذلك جاء تحمل مسوليتها في زمن مصلي وقد كرر القائد العام مرارا حرصه على انتقال السلطة للديمقراطية.
وما هي الضمانات التي قدمتها الحركات للمواطن السوداني بان لا تعيد الكره للعودة للحرب كما حدث سابقا ابان العهد الماضي ؟
ما حدث الان يعد تغيير حقيقي للمفاهيم وعلى ارض الواقع وقد تم بقناعات وتوافق وبصبر طويل وجولات متعددة للتفاوض شملت كل مايمكن للاطراف لما يحقق مصلحة الشعب السوداني وكل الحركات الآن هي نفسها الضامن للسلام وفقا للدستور ودمج مكوناتها في الحياة العامة بالداخل وحتى الذين يحملون السلاح سيكونون جزء من القوات النظامية بمكوناتها ..ومن هنا نجدد الدعوة للقادة الاستاذ القائد عبد العزيز محمد احمد النور والقائد عبدالعزيز الحلو للانضمام لركب السلام .
انتم جزء من الصراع السياسي الذي اطاح بالحكومة السابقة ما هي رؤيتكم لما تاى ذلك من احداث ؟
العودة الى الحق فضيلة …الان رجع الناس الى منصة الدستوى الذي اجازته قوى الحرية والتغيير الاولى ونص في اولى بنوده على تكوين حكومة كفاءات( تيكنوقراط ) لا حزبيين ولكن وكما اسلفت الواقع جاء مختلفا جدا وتم اختطاف الثورة وهناك امر لابد من وضعه نصب الاعين فالذي حدث من تغيير لا يعني الغاء ثورة ديسمبر انما للرجوع الى الجوهر في المضامين التي قام من اجلها الشعب السوداني والحديث بخلاف ذلك تشويش لا يمت للواقع بصلة.
كيف تنظر لتمسك الحكومة السابقة (قحت) لمقاليد الحكم دون شرعية مخالفة بذلك لنص الوثيقة المبرمة ؟
بطبيعة الحال المشاركة في السلطة لا تعني التسلط والاحتكار ولكن لتسيير دولاب العمل في فترة انتقالية محددة ومحكومة بزمن لا يجب تجاوزه وهذا ما يلتمس من نوايا الحكومة المقالة وما اكدته مجريات الاحداث .
هل تتمتع حركات الكفاح المسلح بمواصفات قيادية سياسية؟
حركات الكفاح المسلح ينضوي تحت مظلتها عضوية نخب من الكفاءات السياسية والفكرية وعدد من الاستشاريين والخبرات المتعددة نأمل ان تتجه للمشاركة الفاعلة لوضع الانتقال السلس للتوجه نحو الانتقال الانتخابي الديمقراطي وان يتوافق كل مكونات الشعب.
ما هي رؤيتكم حول المشاركة كحركات كفاح مسلحة؟
افضل مثال للنجاح هو قوات الدعم السريع بقيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو الذي مثل رأس الحكمة في احداث ديسمبر وايضا قدم افضل مثال لضبط النفس طيلة الفترة الماضية لتقاضيه عن الحملة الشرسة التي وجهت ضده من قبل بعض الفئات غير المنضبطة.
اشرت في حديثك في سالف ما ذكرت للتوافق ،كيف تنظرون لمحور مكونات الشعب السوداني الى المصالحة الوطنية ؟
للنهوض بالسودان دعنا نستبعد مصطلح ما يسمي بالمصالحة الوطنية وننتقل الى ما هو اسمى وهو التصالح الوطني الذي يمثل المحك الرئيس لالتفاف الشعب السوداني لنهضة وتطور وطنه والتجارب في النزاعات المشابهة لدول اخرى الان هي انموذج للتقدم والرقي افرز ذلك التصالح بين مكونات المجتمعات لابد ان يكون التصالح الوطني هو الابرز للفترة الانتقالية كهم رئيسي لا يمكن تجاوز الاوضاع السابقة الا به.
كيف يتم التصالح في ظل الكثير من المرارات السابقة والغبن الكامن في الانفس ؟
اولى الخطوات هو الاعتراف بالاخطاء التي ارتكبناها تجاه بعضنا البعض وطلب السماح والعفو وقبول الاخرالشعب السوداني معروف بفطرته على قيم التعايش والسلمية يجب ان نعود جميعا الي تلك الروح التي عرفنا بها بين الشعوب .
تحديدا ماهي مطلوبات واهداف الحركة في هذه المرحلة ؟
– قطعا نسعى ككل القوى السياسية المخلصة وعلى رأسها القوات النظامية ومكونات الشعب السوداني في تحقيق دفع امن وسلام شامل لوطن ينعم بالسلام والاستقرار ونحن شركاء لتحقيق هذه الاهداف وما يلي حركة جلهاك بصفة خاصة هو التنفيذ الصارم لبنود اتفاقية سلام جوبا واكرر تثميننا العالي لسعادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان راعي السلام والانتقال وكذلك التقدير لصاحب القدح المعلى والهمة العالية الفريق اول محمد حمدان دقلو ولرفقاء الدرب الذين جنحوا للسلم بعد رحلة طويلة من الكفاح المسلح …تبدأ الان اولى خطوات رفاهية الشعب من خلال الفترة الانتقالية السياسية لوضع معايير واقعية نحو التحول الديمقراطي الذي ينشده الجميع…واسجل التقدير والعرفان لقيادة القوات المسلحة بكل فروعها خاصة القوات المسلحة.