أخبار

مركز الدراسات الدفاعية الامريكي.. استهداف المؤسسة العسكرية السودانية

الخرطوم: سودان بور
مركز الدراسات المتقدمة الأمريكي بواشنطن وهو مركز مدعوم من لوبيات وحركة كفاية عقد ندوة بواشنطن حيث تطرق فيها لمعاقبة الدعم السريع وتفكيكه و تحجيمه الندوة تحدث فيها كوادر من الناشطين السودانيين خلود الخير ومجدي أمين و وتحدث فيه كاميرون هيدسون الباحث بمركز الاطلنطي ورجل المخابرات الأمريكي السابق وقال إن العقوبات على المكون العسكري تأخرت وآخرين تحدثوا عن عدم جدوى العقوبات مجدي أمين طالب بمعاقبة الدعم السريع واستخدام الجذرة والعصا مع الجيش وما اسماه الدولة العميقة.
تقرير المركز أشار إلى سيطرة الجيش والدعم السريع على مفاصل الاقتصاد ودعا لفرض عقوبات على المنظومة العسكرية لما اسماه تعطيل التحول الديمقراطي وقال أول التدابير المطلوبة معاقبة النخب الامنية وشركاتها ودعا الإتحاد الأوروبي والملكة المتحدة لإصدار عقوبات

منهج فاشل
وأكد الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي ان هذا النهج الأمريكي المتبع في العقوبات والتهديد لن يجدي شيئاً وقال ان العقوبات لم تحقق من قبل أي نتيجة
وأكد أن سياسات أمريكا تجاه روسيا فشلت ولم تجد العقوبات وانقلبت ضد الغرب وأمريكا وأوروبا كلها وأكد الطاهر ان الهدف من هذه الاحاديث التي تروج لها المراكز الأمريكية السيطرة على السودان بالتهديد وظنهم ان الضغط على المكون العسكري سيتيح لهم التحكم في السودان ولفت الطاهر إلى أن هذا يبدو مستحيلاً وقال إن صناع القرار في السودان يدركون المخططات الأمريكية.

عرض ملغوم
الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ مكي المغربي أوضح في هذا السياق بأنه كان من الواضح أن العرض الذي اجتهد البعض في تزيينه في تلك الندوة ليس “عرضاً أمريكيا” إنما هو اجتهاد ينتظر غباءاً من الجانب السوداني ليوافق عليه ويصبح “شبه رسمي”، غباءً أو تذاكي يكفي، ليس بالضرورة عمالة وقال إن العرض هو معاقبة الدعم السريع والوعد – مجرد الوعد – بمكافأة الجيش إذا وافق.
وأضاف مكي ان ممثل الخارجية الأمريكية في الندوة تفادى الخروج من النص الرسمي والذي يتحدث عن “جهود أمريكية” لدعم الوفاق بين الجميع ويشير للعقوبات باعتبارها إحتمالاً وارداً ولكنه غير راجح ونبرة الحديث أنه غير محبذ.
وأضاف مكي أن ندوة مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة في واشنطون دي سي، والتي كانت لمراجعة تقرير “كسر الحصالة” وهذا هو العنوان الذي اتطوع به بديلا للترجمة المعيبة للعنوان الإنجليزي “Breaking the Bank” والتي جاءت “حاميها حراميها”.
وقال البنك في هذه العبارة ليس “المصرف التجاري” ولكن مقصود به المدخرات الشخصية والتي غالبا توضع في الحصالة الفخارية الصغيرة وأشهرها على شكل خنزير”piggy bank” في أفلام الكرتون، والمقصود هو الحالة من الإفلاس بسبب شراء شيء مكلف، الحالة التي تدفع إلى تحطيم الحصالة.
وقال مكي حاميها حراميها، يصلح عنواناً لمقال في حزمة تعبئة وتحريض وليس تقريراً مهنياً من مركز دراسات (يفترض أن يكون محترماً) ولكن لأن القصد أصلا هو الحملة وليس المهنية ولا الإحترام تم اختصار المرحلة.
وقال مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة لا علاقة له بالبنتاغون ولا المجتمع الأمني الأمريكي ولا غيره، هو مركز يدور في فلك مجموعة “كفاية” وموقع “سينتري” و كل ما جاء في تقريره ورد متفرقاً ومكرراً في مواقع وتقارير هذا “اللوبي” والذي سماه الصحفي الأمريكي آلان بوزويل يوما ما “لوبي الدولة الفاشلة” واتهمه بأنه وراء قسمة السودان وإقامة دولة فاشلة في الجنوب والدفاع عنها والتستر على انتهاكاتها وللمراجعة يمكن قراءة Failed State Lobby ذلك المقال الذي يتهم اللوبي المعادي للسودان بذرائع حقوق الإنسان أنه غارق في التستر على جرائم حقوق الإنسان، وبمزاجه.
واردف ان لوبي الدولة الفاشلة كرر الفشل في الشمال بعد عشر سنوات من الجنوب، إذ تطرف في إسناد تجربة قحت وتشجيعها على الإقصاء “وتمريغ أنوف الخصوم في التراب” ثم تنصل عنها بعد فشلها وتفرغ حالياً لإعادة السودان للعقوبات، رجع للمربع الأول وكأن شيئا لم يكن.

إحباط
مكي قال :كان كاميرون هدسون محبطاً للغاية في الندوة وقال في الوقت الذي نتحدث هنالك مؤسسات دولة عميقة وأرصدة رجعت للنظام القديم وأهله وأن المعلومات في التقرير ستفقد قيمتها لأن هنالك شركات أخرى ستعمل وأسماء عمل لا علاقة لها بالتقرير ستظهر والزمن يجري والإدارة الأمريكية لم تتخذ العقوبات، ولم يبق الا أن يقول “فشلنا”.
والناشطة خلود الخير كانت أوضح من كاميرون في تقريع ولوم الإدارة الامريكية وتوبيخها وفي المطالبة بمعاقبة الجميع، وقال إن مجدي أمين أكثر من تحدث عن معاقبة الدعم السريع فورا واستخدام الجزرة والعصا مع الجيش والدولة العميقة.
وقال ان العرض حول التفريق بين الدعم السريع والجيش في قائمة التربص والترصد و لست أنا ولكن الكثير من الخبراء الأمريكان يقولون أن العقوبات لا تفعل شيئا سوى أنها ترمي بالحكومات والدول الأفريقية في أحضان روسيا والصين.
وقال إن بعضهم شبه العقوبات بالإفراط في تعاطي المضاد الحيوي لأنه يقضي على البكتريا النافعة وتتطور الضارة، ويفقد الجسم المناعة.
وأضاف بكل أسف هنالك وهم بأن هذه العقوبات من أجل حقوق الإنسان وأنها ستشكل ضغطا على أي حكومة في العالم الثالث لتحسين سجلها في حقوق الإنسان وستساهم في إيقاف القتل وتمكين المعتدلين والديموقراطيين من الحكم ونحو ذلك.
ولمت العقوبات بعد إجازتها تدخل في اليوم الثاني في المقايضات الأمنية والسياسية مع الدول المستهدفة، وسيقال للناشطين شكراً على جهدكم معنا في معاقبة بلادكم وعندما نحتاج لكم مجددا سنناديكم .
وسيقال للحكومة السودانية في المفاوضات القائمة أصلا، هنالك طلب قديم وأنتم تعرفونه – ولا صلة له بما تكرهون من اتهامات حقوق إنسان – وقد رفضه البشير وهو تطوير مكافحة الإرهاب من تعاون معلوماتي إلى تعاون عملياتي، أي من تبادل التقارير معنا إلى أشهار السكاكين السودانية في الإقليم ودول الجوار لصالح أمريكا.
وحسب المصالح والأولويات الجيوسياسية والأمنية الأمريكية فإن تسليم السودان لمعلومات عن الإرهابيين أمر مفيد ولكنه غير كاف لأن هنالك “عمليات” مكافحة إرهاب على الأرض في أقليم شرق افريقيا والساحل لكن السودان لا يتعاون إلا داخل حدوده الجغرافية فقط.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق