الخرطوم: سودان بور
أشار كثير من المراقبين الي تصريحات رئيس حزب الامة “برمة ناصر” التي اعلن فيها (لاحل غير التفاوض مع الجمبع حتي العسكر)! ورأوا فيها موشرا جديدا لتسوية قادمة ربما تعمل علي معالجة الازمة السياسية الراهنة وهي ضرورة التنازل المتبادل من كل اطراف الازمة السياسية بالبلاد والوصول الي مشترك جامع لمسار الانتقال السوداني الشائك! ليس غريبا ان يقود حزب الامة مثل هذا الخط الذي ظل ديدنا له ضمن محاولاته للتهدئة التي رآها خصومه ضعفا ويراها آخرون شجاعة لا يقوى عليها الا حزب واثق من جماهيره التي يحاول الوصول بها عبر استقرار الاوضاع الي صندوق الانتخابات!
كل المكونات السياسية بلا استثناء قد اخطأت وشاب تجربتها في الفترة الانتقالية بعض القصور واسهمت في وصول البلاد لهذه المرحلة من التدهور دون مزايدة طرف علي آخر الجميع مسؤولون تجاه الوطن دون اي فرق بما يستوجب منهم الوقوف بجدية امام مسؤولياتهم التاريخية في المحافظة علي الوطن وسلامة مواطنيه
ويرى الخبراء بحكم منطق الاشياء انه مهما طال أمد الصراع فليس هناك من حل او سبيل سوى التفاوض والجلوس مع بعض في حوار سوداني سوداني من اجل نهضة البلاد واعمارها فقد كفانا تدهورا وتراجعا بينما تتطور وتتقدم الامم والشعوب من حولنا!
وبرؤية فاحصة للاحداث وتطورها نرى هذا بالتحديد ما تخشاه الولايات المتحدة رغم تظاهرها بالمساهمة في ايجاد الحلول ويظهر ذلك من خلال دعمهم للمعارضة بملايين الدولارات؛ والتلويح بالعقوبات وتجميد المساعدات وتفعيل اساليب التهديد و الترويج الي ان “الشر” لا يصلح للتفاوض معه في محاولة لتاليب الشارع علي المؤسسة العسكرية؛ وهي أجنداتها الحقيقية ابقاء البلاد ضعيفة متصارعة لا تمضي نحو توظيف مواردها وثرواتها!
