رأي
الإمارات … دعم متواصل لشعب السودان خلال مرحلة الإنتقال الديمقراطي
الإمارات … دعم متواصل لشعب السودان خلال مرحلة الإنتقال الديمقراطي
كتب: احمد حسين
من المعروف أن لدولة الإمارات العربية المتحدة ادوار كبيرة في السودان خلال الفترة الماضية وخاصة في الفترة الإنتقالية، فالإمارات قامت بأدوار متعاظمة خلال دعمها للإنتقال المدني بالسودان،
وكانت دولة الإمارات قد شاركت ممثلة بوفد ترأسه سالم محمد الزعابي، مدير إدارة التعاون الأمني الدولي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بالاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته الأمم المتحدة، بالشراكة مع النرويج حول السودان، بعد مداولات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة، وبمشاركة معالي الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني وأنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية وممثلي دول أصدقاء السودان.
وأكد سالم محمد الزعابي في كلمة خلال الاجتماع التزام دولة الإمارات بمواصلة دعم المرحلة الانتقالية في السودان، وتضامن الدولة بشكل كامل مع الشعب السوداني الشقيق في الحفاظ على سيادة السودان ووحدته الوطنية، مشيراً إلى أنه يجب أن تستمر العملية الانتقالية جنباً إلى جنب مع تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق ورفض أي محاولات لتعطيل جهوده في تحقيق الأمن والاستقرار. وأشاد بجهود الحكومة السودانية في التقدم الكبير الذي أحرزته البلاد منذ عام 2019 طوال المرحلة الانتقالية، على الرغم من التحديات العديدة التي تمثلها جائحة «كوفيد- 19»، كما أثنى على جهود السلطات السودانية في تحقيق المزيد من التقدم من خلال الإصلاحات الاقتصادية العاجلة، والتي مهدت الطريق لبدء تخفيف الديون في إطار مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون «HIPC».
وأوضح أن دولة الإمارات ترحب بالتقدم المحرز في تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، وتدعو المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم دعمه غير المحدود للسودان لإحراز مزيد من التقدم، مما سيمكن السودان من التغلب على تحدياته الأمنية.
وحصلت الحكومة الانتقالية في السودان على تعهدات بمليارات الدولارات في مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، الذي انعقد أمس الاثنين بمشاركة الإمارات بوفد ترأسه خليفة شاهين المرر، وزير دولة، كما سيشارك في قمة تمويل الاقتصادات الإفريقية بفرنسا. وحضر مؤتمر دعم السودان خمسة عشر من قادة الدول الإفريقية والأوروبية والعربية والمنظمات الدولية. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستشطب كامل الديون المستحقة على السودان، بهدف تحرير هذا البلد الذي يشهد انتقالاً ديمقراطياً من عبء ديون خارجية لا تقل عن 50 مليار دولار. وقال ماكرون إن بلاده قررت إلغاء ديون السودان البالغة 5 مليارات دولار، مؤكداً أن البنك الدولي سيعلن ذلك القرار بشكل رسمي الشهر المقبل.
شدد المرر، في كلمة الإمارات أمام المؤتمر الذي شارك فيه ماكرون والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وعبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، على أهمية الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي بشكل عام والسودان بشكل خاص. وأوضح أن مبدأ دولة الإمارات هو بذل المساعي الحميدة في سبيل الحد من التوترات في هذه المنطقة والتوصل إلى حلول سلمية للتحديات القائمة.
ومؤخراً سيرت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وتحت الإشراف المباشر لسعادة حمد محمد الجنيبي سفير دولة الإمارات بالخرطوم ، قافلة مساعدات أمس إلى منطقة جودة بولاية النيل الابيض وذلك في إطار العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين الإماراتي والسوداني.
واشتملت القافلة على مواد غذائية ومواد إيواء لأكثر من ألف أسرة تضررت من جراء السيول والفيضانات التي ضربت المنطقة وهي من أكثر المناطق تضرراً حيث تأثرت حوالي (25) الف أسرة في (65) قرية ومن بينهم لاجئين من دولة جنوب السودان.
صرح بذلك الأستاذ إبراهيم بوملحة مستشار سمو حاكم دبي للشئون الإنسانية والثقافية ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنساية الذي أكد أهمية المشاريع الخيرية المتنوعة وعمليات الإغاثة التي تقوم بها المؤسسة في السودان إيماناً منها بقوة العلاقات المتينة والأزلية بين البلدين والشعبين الشقيقين والتعاون القائم في مختلف المجالات خاصةً عند الكوارث الطبيعية والأزمات المختلفة.
وتقدم بوملحه بشكره وتقديره لسعادة حمد محمد الجنيبي سفير دولة الإمارات في السودان الذي قام بالتنسيق مع المؤسسة وتوجيه جهود طاقم السفارة لديه لتسيير ونجاح القافلة الإنسانية لإغاثة أهلنا المتضررين في السودان، مؤكداً في الوقت ذاته أن جهود المؤسسة في إيصال الدعم اللازم للشعب السوداني الشقيق ستتواصل من خلال التعاون والتنسيق التام مع سفارة الدولة في السودان والجهات الرسمية السودانية ذات الصلة.
من جانبه قال سعادة حمد محمد الجنيبي سفير الدولة لدى السودان إن المساعدات تأتي إمتداداً لِما تقوم به مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية من مشاريع وبرامج في السودان الشقيق ضمن مبادراتها العالمية في عدد من الدول، مشيراً إلى أن الجميع في الأمارات يعملون كفريق واحد من كافة الجهات المانحة في الدولة لتقديم العون والسند للاشقاء المتضررين من السيول والفيضانات.
وأضاف الجنيبي إن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات جزء لا يتجزأ من مسيرتها وإلتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الصديقة والشقيقة، مؤكداً حرص البعثة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في مناطقهم.
من جانبه قدم نجم الدين موسى عبدالكريم مفوض العون الإنساني في السودان أسمى عبارات الشكر والتقدير للإمارات حكومة وشعباً مشيدأ بمؤسسة محمد بن راشد لإستجابتها السريعة إلى نداء المتضررين بمنطقة جودة التي تعتبر أكثر المناطق تأثراً بالسيول والفيضانات التي عانت منها العديد من ولايات السودان مؤخراً.
وهكذا تواصل الدعم الكبير من قبل دولة الإمارات لشعب السودان خلال فترة الإنتقال ومازالت تواصل دعمها للسودان.