عبد القدوس الشيخ يكتب في صوت الحروف: استبسال الرجال بين الماء والجبال
*استبسال الرجال بين الماء والجبال*
قبل الخوض في مقدرة الجيش وامكانيته واخلاصه في أداء واجبه الدفاعي علينا أن نتوقف في نقطه هامه جدا جدا وعلينا أن نتأملها بعين الوعي والبصيره لو فرضنا أن كل ضابط وجندي في القوات المسلحة توفاهم الله كلهم ماتوا موت طبيعي وبقي مافي ولا جندي جيش، دورنا نحن كشعب تجاه أهلنا وعروضنا وممتلكاتنا وارضنا شنو؟ نسلم نفسنا ومانملك ونعيش تحت رحمة من لايعرف الرحمه ولا حايكون لينا موقف غير ده؟ ده سؤال المفترض اي زول عندو رأي في الجيش ولم يعرف عظمة الدور الذي يلعبه كركن اساسي من أركان وجود هوية وسيادة الدوله اسألو لنفسو، وعلي كل إنسان يستعجل ويعتب ويسعى للطعن في كفاءة القوات المسلحة أن يسأل نفسه ماذا سيحدث أن لم يكن هناك جيش؟ وكيف سيكون الحال بغير الجيش ؟ ليس أنا ولا رجال القوات المسلحة من سيشرح الحال في حالة عدم وجود الجيش، بل لسان الواقع والأحداث والحاله اللاامنيه التي يعيش الإنسان بعيدا عن مناطق سيطرة الجيش تؤفر الاجابه بوضوح تام للسائل، وستشرح له الفظائع والانتهاكات والقهر والذل الذي يعيشه الإنسان في مناطق سيطرة التمرد أهمية وجود الجيش بالتفصيل الفعلي وبشهادة الواقع وسيري السائل كل الاجوبه بعين اليقين،هذا يسوقنا لدورنا تجاه الوطن وتجاه أهلنا وتجاه ممتلكاتنا ويفرض علينا أن نصتف خلف جيشنا سندا له وأن نشد رحال الواجب مع رحاله والواجب اليوم أن يدافع كل من يستطيع الدفاع بحسب استطاعته والواجب ترك التحجج والتحايل لأننا أمام واقع فرضته الحرب اللعينه علينا وكلنا مظلومين فيها جيش وشعب حتى الأرض التي روتها الدماء مظلومه وواجبنا أن نواجه كل الصعاب مهما بلغت صعوبتها لأن الموت مره واحده بشرف خير من الموت الف مره بذل وعلينا أن نجاهد بما نستطيع الجهاد به ونجهز من يجاهد إذا كان باستطاعتنا ذلك ونساند قواتنا التي تجاهد في الثغور والخنادق تواجه المحن والمشاق دون عجز اوملل حتى نخلص الأرض من هذا البلاء، ثانيا علينا أن نعرف ونتيقن أن الذين تركوا بيوتهم وأطفالهم واختاروا خنادق الدفاع عن الوطن والشعب وهجروا زوجاتهم وابناءهم ومساكنهم أكثر منا معرفه بشؤون الحرب وسبلها وهم أهل معرفه بتكتبك إدارتها لأنهم أهل اختصاص لهذا هم من يقررون الهجوم ويحددون وقته والانسحاب ويقررون كيفيته،
القوات المسلحة مؤوسسه دفاعيه تبذل في القيام بواجبها كل شيء لاتبخل ابدا ولاتخيب واليوم لها شاهد من شواهد متانتها ومشهد من مشاهد حرصها على القيام بواجبها الدفاعي، النموذج الذي سطرته قواتكم المسلحه والقوات المسانده لها في سنار منطقه جبل مويه كان استبسال رجال بحق فالمعركه كانت حاميه ومخاطرها لأول لها ولا اخر كانت من أشد المهام صعوبه هي مغامره مميته ومرحله تخطيها شبه مستحيل ولكن عزم البواسل من أبناء القوات المسلحة كسر جدران المستحيل وصنع منه البطولات لقد استبسلت قواتنا المسلحة في الدفاع عن سنار وصدت هجوما قويا واجهت فيه مسيرات العدو ومدافعه وسجلت خساره له في العتاد والأرواح وما ذالت تناضل وتقاتل دفاعا عن الأرض وبحمد الله كان لها النصر لقد ايدها الله بنصره جزاء ماقدمته من تضحيات نسأل الله الجنه الخلود فيها لشهداءنا وعاجل الشفاء لجرحانا والفخر والعز بمن يجاهد دفاعا عنا َ، أن المعركه بمحور سنار قد كتبت في صفحات الوطن بخط الشرف وبمداد العطاء حروفا تاريخيه تضاف لتاريخ جيشنا العظيم سطرتها بأجمل أنواع الكتابه ولونتها بعرق الابطال المقاتلين وكرمتها بدماء الشهداء والجرحى ورسمت عليها أروع عناوين الفخر، انها قصه نضال بطوليه من قصص بطولات الجيش السوداني عنوانها استبسال الرجال بين الماء والجبال انتهى قولي ولكن صفحات بطولات الجيش لم تنتهي فهي نهر لايجف وشرف لايدنس النصر لجيشنا اللهم تقبل شهداءنا واشفي جرحانا وثبت أقدام من يقاتل دفاعا عن العرض والأرض وأيده بنصرك،