تحقيقات وحوارات
ما الذي ينتظره الشعب السوداني من حميدتي؟
الخرطوم: سودان بور
في الوقت الذي أعرب فيه الممثل الخاص للأمم المتحدة بالسودان رئيس يونيتامس فولكر بيرتس عن تفاؤله حيال الجهود الحثيثة المبذولة حاليا بخروج السودان من الأزمة السياسية الراهنة، وأن الأمل في تكوين حكومة قد يتحقق بإرادة سودانية وليست بضغوط دولية وإقليمية.
بالمقابل تمسك الشعب السوداني بتصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو الداعمة للإتفاق السياسي الإطاري والعملية السياسية النهائية بالرغم من وجود أزمة ثقة بين المدنيين والعسكريين وبين القوى المدنية المختلفة، لكن تشجيع حميدتي لأي عملية تقود إلى تسوية مرضية للجميع نال استحسان العديد من القوى الحيّة.
ويتسأل الخبراء ما هو الدور الذي ينتظره الشعب السوداني من حميدتي بعيد زيارته إلى نيروبي وإجراء لقاءات مكثفة مع الرئيس الكيني وليام روتو الذي أعلن دعم الحكومة الكينية للإتفاق الإطاري والعملية السياسية من أجل إحلال السلام في السودان !
يرى الخبير السياسي بشؤون القرن الإفريقي عبده إدريس أن حميدتي بات أكثر حرصاً على مصالح الشعب السوداني والتوافق الوطني لخروج البلاد من الأزمة السياسية الراهنة، بأنخراطه في إجتماعات ماراثونية مع رئيسي حركتي العدل والمساواة جبريل إبراهيم وتحرير السودان مني أركو مناوي لإلحاقهما بالعملية السياسية الامر الذي لم يستبعد توقيع مناوي على الإتفاق الإطاري خلال الأيام القادمة بعد ان دفع بملاحظات متوافقة بنسبة 80% من الإتفاق الإطاري.
وفي ذات السياق يرى الخبير السياسي نائب رئيس حزب الشعب الفيدرالي دكتور زكريا آدم عبدالرسول أن الشعب السوداني ينتظر من حميدتي ثلاث أشياء رئيسية، أولها الدعم اللامحدود للقوى المدنية المؤمنة بثورة ديسمبر لتشكيل حكومة مدنية بصلاحيات محدودة وثانيها معالجة الأزمة الإقتصادية ومعاش الناس وأخيرًا تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان والتفاوض مع حركتي عبدالواحد محمد نور وعبدالعزيز الحلو للانضمام للسلام.
واعتبر الخبير الاقتصادي السوداني حافظ إسماعيل ان زيارة محمد حمدان دقلو إلى المغرب تصب في إطار التبشير بالاتفاق الإطاري وحشد الدعم العربي والافريقي للعملية السياسية وتحجيم التمدد الكيزاني لخذلان الشعب السوداني الأمر الذي وجد استسحان من لجان المقاومة والقوى المدنية الفاعلة.
وأجمع الخبراء أن الشعب السوداني يعول محمد حمدان في المرحلة الحساسة التي تمر بها الثورة حماية الإتفاق السياسي الإطاري من التخريب والتدخل السريع لوقف الأنفلات الأمني في ولايات السودان المختلفة ومكافحة خطاب الكراهية والجهوية والعنصرية والتفرقة بين ابناء الوطن.