سياسة
النزاع الروسي الأوكراني وتأثيره على السودان
الخرطوم: سودان بور
وصف المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي الحرب في أوكرانيا بأنها “كارثة فوق كارثة ” لأن العديد من المزارعين الأوكرانيين الذين ينتجون كميات كبيرة من القمح ينخرطون الآن في العمليات العسكرية.
أكد الخبراء الزراعيون في ورشة نظمها مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام بجامعة امدرمان الإسلامية ان روسيا وأوكرانيا تنتجان 30٪ من امدادات العالم من القمح و 20٪ من الذرة ونحو 75٪ من زيوت عبادة الشمس مشيرين إلى أن برنامج الغذاء العالمي يشتري 50٪ من حبوبه من أوكرانيا مع تصاعد النزاع الروسي الأوكراني ستنخفض الحصص الغذائية بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز والشحن وقد تحدث مجاعة وزعزعة وهجرة جماعية في بعض الدول.
ويرى مدير معهد الدراسات الاستراتيجية بجامعة امدرمان الإسلامية البروفيسور صلاح الدين الدومة أن الحرب في أوكرانيا أنتجت شح في الغذاء في مناطق الساحل في أفريقيا والشرق الأوسط، وان السودان هو أحد الحلول الإيجابية لهذا النقص الغذائي ، لما يمتلك من امكانيات زراعية وموارد طبيعية يمكن سد النقص إذا تم استغلالها بصورة سليمة.
ويعتبر بروفيسور الدومة ان السودان يمكنه احتواء التأثيرات الناجمة من الصراع الروسي الأوكراني بإنتاج كميات كبيرة من القمح لأنه بلد غني بالموارد والنفط والغاز والذهب والمياه والمناخات المختلفة بالإضافة إلى الخبرات ومراكز البحوث والدراسات والتقدم بالنواحي الإيجابية وتعزيز المنتجات الوطنية وتوسيع المساحات الزراعية من القمح والحبوب الأخرى والصمغ العربي وبأقل الجهد يمكن ان يستقطب المستثمرين.
ويعتقد الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور محمد على تورشين ان السودان إذا اعتمد على نفسه يمكن أن يحقق إكتفاء ذاتي في خلال فترة وجيزة ولا يعتمد على الدول الغربية التي تلوح بسياسة العصا والجزرة ويصبح سلة غذاء العالم بدلا من ترك الحبل على الغارب في ظل الأزمة الاقتصادية والمؤشرات الكلية للحرب الروسية الأوكرانية التي ستؤدي حتما إلى زيادة الأسعار.
واجمع الخبراء بمركز تحليل النزاعات ودراسات السلام بمعهد البحوث للدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية بجامعة امدرمان الإسلامية في الورشة التي نظمت بالخرطوم امس الاربعاء ان روسيا وأوكرانيا تصدران الغاز الطبيعي والبترول والقمح إلى الدول الأوروبية وفي ظل هذه الظروف يمكن للسودان الإستفادة من الصراع لتوفير احتياجات الدول الغربية ويستعيد سيادته على الصعيد الإقليمي والدولي أو يرزح في أتون الحرب الاقتصادية مما سيؤدي إلى اضطراب في أسعار الطاقة والحبوب مع الدول التي لا تكتفي ذاتياً.