سياسة
تصريحات البرهان رسائل في عدة عناوين الا ان العنوان الأكبر هو ضرورة الحل السوداني سوداني
الخرطوم: سودان بور
أثارت تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في قاعدة حطاب العملياتية العديد من ردود الأفعال بحسب رسائلها المودعة في عدد من صناديق البريد لعدة جهات في آن واحد وكل جهة تلقتها بحسب موقفها من الصراع الدائر نتيجة الازمة السياسية المستحكمة بالبلاد!
حيث قرأ الكثيرون تحذير البرهان للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بعدم الاستقواء بالجيش وانقطاع عشمهم للعودة مرة اخرى للحكم ، بانها عملية نسف لجملة من الإشاعات وركام من التشكيك ظل ملازما الجيش طيلة مابعد الثورة وازداد حدة بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي، حيث تم اتهام الجيش بالعمل علي عودة الاسلاميين مرة اخرى للسلطة! وقد رأى البعض ان التحذير أيضا يؤكد أن الجيش على مسافة واحدة من القوى السياسية، ولايخضع لأي تأثير جهة حزبية، كما لا يعمل الا لمصلحة الوطن العليا! وحتى ما ظنه البعض من توظيف لرموز الحركة الإسلامية او إرجاع بعضهم في مناصبهم مما عزز من هذه الشكوك ، إنما هي قرارات محكمة وقضاء ليس للجيش يد فيها!
التصريحات في رؤية بعض المراقبين تمثل رسائل في بريد العديد من الجهات اولها، الخارج الذى بدأ بالقلق من عودة الحركة الإسلامية سواء في مناصب الدولة او في الساحة السياسية او عودة رموزها الي البلاد مع زخم اعلامي وجماهيري واستقبال اشبه بالتدشين الرسمي للعودة للعمل السياسي الطليق! كما هو رسالة الي المكون المدني بان الجيش علي عهده في الحفاظ علي قيم الثورة ومطالب الجماهير التي اجمعت علي عزل الموتمر الوطني وواجهاته من جيوب الحركة الإسلامية! ومثلها فهمها حزب الأمة باعتبار الخطاب انحبازا لقيم الثورة!
ينفي التحذير برأى الخبراء ماشاع حول اتخاذ الجيش للحركة الإسلامية او التيار الإسلامي العريض حاضنة سياسية للانفراد بالسلطة! وانه أي الجيش، مازال علي وعده بتسليم السلطة اذا توافقت القوى المدنية، وانه رسالة لها بالاسراع في الوصول الي اجماع يمكن البلاد من تكوين الحكومة المدنية التي تستكمل مسار الانتقال الديموقراطي! وان الجيش مازال زاهدا في السلطة كما أعلن في الرابع من يونيو الماضي وانه عازم علي النأي بنفسه تماما من الانخراط في العمل السياسي الداخلي!
مهما أثاره الخطاب من قضايا جوهرية تناولت بالتشريح الأوضاع الداخلية المختلفة ومشاكلها المتعددة الا ان اهم رسالة سواء كانت للخارج او الداخل هي التأكيد علي ضرورة الحل السوداني السوداني لازمة البلاد! وانه لا الخارج ولا غيره يمكن أن يصل لمعالجة الأوضاع السياسية بالبلاد اذا لم تتوافق القوى السياسية مع بعضها البعض،وإذا لم تبادر بنفسها الي تجاوز ازمتها السياسية كاحزاب وتيارات سياسية سودانية دون الانتظار من احد ما أن يعالج قضاياك، لانه من أجل المعالجة لابد أن تكون انت الحل!؟