رأي
حافظ يس يكتب: فقيد أبوعشر “مدني حاج بشير”..وسامة القدوة
فقيد أبوعشر “مدني حاج بشير”..وسامة القدوة
بقلم: حافظ يس
– الأناقة والوسامة والمهابة هي السمات البارزة للاستاذ “مدني حاج بشير” و اذا رأيته فلن تخطئ عينك أن ترى الجلباب الناصع والعمامة الملفوفة بعناية وساعة اليد الأنيقة التي تحيط بالمعصم …
كان نموذجا لهيبة المعلم و”كاريزما” الأستاذ ، وقد حافَظ أستاذنا على هذه الكارزمية وترك للمعلمين إرثا ثقيلا في احترام الذات والاعتناء بالمظهر و تقدير المهنة الرسالية..
– يحكي أحد تلاميذه وهو الخال الأستاذ ” حسن حاج احمد ” ويقول:
قبل سنوات طويلة كنت اعمل في إحدى مدن جنوب السعودية وفي أحد الايام طرق باب بيتي طارق وفتحتُ الباب ووجدت الطارق هو استاذي ” مدني” واختلطت مشاعري بين فرحتي برؤية استاذي ورهبتي منه، وفي ذلك الزمان كان للمعلم رهبة وسطوة ! ولم يدُر في خَلَدي أن يزور الأستاذ تلميذه !
وبعد القيام بواجب الضيافة سألته :
– كيف عرفت منزلي ؟!
اجاب ببساطة :
– سألت بعض السودانيين وعلمت انك تقيم في هذه المدينة وسألتهم عن بيتك فدلّوني عليه !
– الأستاذ ” مدني” من الشخصيات القليلة التي تترك لديك أثرا جيدا وانطباعا رائعا ولو قابلته لبرهة قليلة ، وفي الحقيقة هو لا يعطيك خيارا فإما أن تحبه ، وإما أن تحبه !
– المرات القليلة التي تشرفت فيها بلقائه والجلوس معه لا تنمحي من ذاكرتي بل هي منقوشة في الذاكرة مثل النقش على الحجر !
وهكذا قيمة المعلم في أن يترك أثرا أينما حلّ وحيثما ارتحل ..
– كنت أُفضّل أن ادعوه بلقب “استاذ ” وأرى أن هذا اللقب فيه تبجيل وتقدير أكثر من ” عم” او “خال” او ” شيخ” وكان يناديني بلقب ” مولانا” وكنت أرى هذا من تواضعه الجم وخلقه الدميث..
عمِل الأستاذ ” مدني” قاضيا “أهليا” بالمحكمة الشعبية التي تُعنى بمعالجة مشاكل المواطنين البسيطة وتجتهد في حلّها كي لا تتأزم وتصبح قضايا جنائية او مدنية واظن أن الأستاذ ” مدني” عمل في هذه المحكمة ردحا طويلا من الزمن ، وقد كنتُ في يوم من الأيام أحد المتقاضين في محكمته الموقرة فقام بحل الإشكال وكفى الله المؤمنين القتال ..
– رحم الله أستاذنا الكبير معلم الأجيال ” مدني حاج بشير ” الذي اختاره الله لجواره قبل أيام ونشهد انه كان ودودا لطيفا انيقا وسيما ، وكان رمزا مشرفا للمعلم السوداني ، ووضع نبراسا ومنهجا للمعلمين كيما يسيروا عليه وقد جعل أول باب في هذا المنهج :
احترامك لذاتك يبدأ من هيئتك ..