سياسة
هل ينجو الإطاري من فخ الشيوعي.؟
الخرطوم: سودان بور
اتّهم الحزب الشيوعي، الحرية والتغيير”المجلس المركزي” بتعطيل ما أسماه بإسقاط الانقلاب والدخول في تسوية مع المكوّن العسكري.
ورأى عضو اللجنة المركزية بالحزب صدقي كبلو بحسب صحيفة الانتباهة الصادرة، الخميس، أنّ العملية السياسية ستكون حكومة مدنية تحت هيمنة العسكر ـ وفق قوله ـ وتوّعد كبلو بتعبئة الشارع حال تكوين ما وصفها بحكومة التسوية المرتقبة.
وقلل الدكتور أحمد حسن الخبير والمحلل السياسي من تصريحات كبلو قاطعاً بأن الحزب الشيوعي لم يعد كما كان في 2019 وكذلك لم يعد الشارع كما كان ملكا للحزب الشيوعي أو علي الاقل لم يعد الحزب الشيوعي صاحب تأثير كبير علي الشارع وإن استخدم كافة واجهاته المعلومة منها والخفية موضحاً أن الشارع السوداني الان بات أكثر انقساما بين المركزي والجذري والكتلة الديمقراطية والتيار الاسلامي العريض وبعض الفلول ولم يعد ملكاً لاحد مبيناً أن الشيوعي فقد السيطرة على جزء كبير من لجان المقاومة وملوك الاشتباك وغاضبون بلا حدود وفقد السيطرة أيضاً على عدد من التنظيمات النقابية التي سيطر عليها إبان حكومتي حمدوك الاولى والثانية وغيرهم من الواجهات التي كان يعتمد عليها في تاجيج الشارع وزيادة لهيب التظاهرات كماً وكيفاً مؤكداً أن توقيع الاتفاق الاطاري بين عدد مقدر من القوى السياسية الثورية التي لايستهان بها من حيث وزنها السياسي ولايستهان بوجودها في الشارع سحب البساط الجماهيري الثوري من الحزب وقطع الطريق أمامه وأمام جماعة التغيير الجذري التي يتبناها وجعلهم بعيدين جداً من دائرة التأثير والفعل السياسي خاصة وان الاتفاق الاطاري حظي بتأييد ودعم دولي وإقليمي كبيرين مما جعل الشيوعي يمارس هوايته القديمة في مصارعة طواحين الهواء بعيداً عن امال وطموحات الشعب السوداني.
وأوضح حسن أن الشيوعي يحاول الاصطياد في مياه التراشق الاعلامي العكرة بين قادة المكون العسكري ويحاول قلب الطاولة علي الجميع واحراج القوي الموقعة علي الاتفاق الاطاري بالتظاهرات الأخيرة والعودة لمربع العنف والموت المجاني مرة اخري والذي ظهر جلياً في التظاهرات الاخيرة التي شهدت عنف مفرط ضد الشرطة وحرق مركباتها وإستشهاد أحد المتظاهرين منوهاً إلى أن الشيوعي يحاول إستدرار عطف الشباب للخروج بأعداد كبيرة في المواكب التي يدعو لها لاضافة زخم لتحركاته السياسية لافتاً إلى أنه يرتكب خطأ تاريخي وإستراتيجي باصراره على القراءة من كتاب 2019 وتناسي أنه في العام 2023.
وأضاف الدكتور أحمد حسن أن جميع السودانيين عسكريين ومدنيين اصيبوا بالارهاق الشديد والمرض جراء المباراة السياسية المستمرة منذ سقوط النظام السابق بأشواطها الاضافية وضرباتها الترجيحية ولم يحققوا خلالها أياً من أهدافهم ولم يخرج منها حتي الان اي طرف منتصر بل خسر السودان وشعبه منها الكثير مؤكداً أن السودانيين الان يبحثون عن مخرج من أزماتهم السياسية والاقتصادية والامنية مشدداً بأن المخرج يكمن في تطوير الاتفاق الاطاري والاسراع في التوقيع النهائي عليه وبناء قاعدة توافق سياسية عريضة نابعة من تطلعات الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة مما يفضي لتشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية محلية مسنودة من الشعب السوداني وليس من أي جهات خارجية إقليمية أو دولية مبيناً أن الخروج من الازمة السودانية قطعاً لن يكون فيما يدعو له الحزب العجوز.