لـواء رُكن ( م ) د. يـونس محمود مـحمد يكتب: حميدتي المعتوه

بسم الله الرحمن الرحيم
٢٤ اكتوبر ٢٠٢٥م
*حميدتي المعتوه*
✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يـونس محمود مـحمد
بعد لأيٍ والحاح الحاجة لمعرفة فحوى هرطقة البعاتي وماذا يقول يضطرُ المرء للمشاهدة والاستماع لهذا الكائن الذي اجتمعت عليه خصائص الحقد، السوء، النذالة، والجهل، كما يجتمعُ الذباب على النتن، باهت السمت ، بائس القسمات، فارغ المحتوى، صفر البيان، ركيك المُفردة، كاذب أشر.
هذا المصيبة مريضٌ بداء الاجترار الفكري وهو مرضٌ يتأرحجُ ما بين اضطراب ما بعد الصدمة ( *PSTD* ) والاكتئاب ( *Depression* ) والقلق ( *Anxiety* ) الذي يصيبُ المُبتلى بالفقد العزيز لمقامٍ او سُلطة او مالٍ او حبيب، ولم يسعفهُ التذرّع بالصبر، ولم تغشاهُ السلوى والتأسي، فيدخلُ الى ما يُسمّى الزورية او البارانويا فيردّد اسماء اشخاصٍ بعينهم باعتبارهم سبب بلاءه حتى يصل لمستوى التنفيس والارضاء الداخلي ( *Inner satisfaction* ).
وهذا طبق الاصل في حال ( *Patient* ) المدعو محمد حمدان دقلو، الذي يظهرُ كُل مرةٍ في تسجيل فديو يسبُّ كرتي، اسامة عبد الله، احمد هرون، ومن ورائهم الحركة الاسلامية التي يضيفُ اليها ويحذف منها كُل مرةٍ بعضُ الاسماء التي تخاطره، وتتبدى اليه، فالبُرهان الذي ( *لا يصلّي* ) كما قال المريض حميدتي ذات مرّةٍ ومضت بقوله مواقع التواصل والسخريّة لمّا كان الجيش يبطشُ بالمليشيا بطشًا، ضحك بعضهم حيثُ قال ( *دا دق زول ما بصلّي* ) عطفًا على وصف حميدتي للبُرهان الذي وصفه في خطابه هذه المرّة بأنّه رئيس الحركة الاسلامية في الجيش، ولك ان تقيّم رئيس حركة اسلامية ولا يصلّي، طيّب هو المجنون دا الا يطقّع بالحجارة مثلًا ؟!!
صحيح الخسارة فادحة جدًا بحيثُ لا استعواض يخلفها ابدًا ، والفقدُ عزيزٌ سيّما لرجلٍ خرج من مقام صيد خشاش الارض الى درجات السُلطة والثروة القصوى في زمنٍ قياسي لم يتوفّر لأئمة المعرفة وروّاد الحضارة واعلام الثقافة، حيثُ عاش في حُلمٍ سماوي يتساقى كؤوس النشوةِ في دلالٍ ثُمّ يضيعُ هذا الامس في لحظةٍ وتنطوي في القلبِ حسرات.
هذه الحالة ( *الحميدتية* ) ذات الانكار المفجع لمن يسمعه والتبرؤ الجبان من الجُرم الثابت بالادلة والوثائق والشهود، بل هو سلسلةُ جرائمٍ ارتكبها من عهده الاول في المسرح الغربيّ لسنواتٍ ضد قبائل من يسمّونهم ( *الزُرقة* ) ثُمّ اضاف اليهم قوائم الضحايا في فضّ الاعتصام، ثُمّ انتشر كالوباء في ارض السودان يقتلُ ويسرقُ ويغتصبُ ويهينُ بوجهٍ يعلمه الداني والقاصي، ثُمّ ينكره حطبًا في خطابه ليقول ان اهل الشمال والشرق والوسط هم ( *مواطنيه* )
وصدى رصاصه ما يزالُ في آذانهم، واحزان فقدهم ما تزالُ تقطّر حزنًا، وجراحهُ لم تبرأ بعد في اجسادهم، وبيوتهم ما يزالُ بعضها خاويًا كأن لم يغن بالامس، وخرابهُ طال كل عامرٍ لم يُغادر مدرسةً ولا مشفىً ولا مسجد، ولا جامعة ولا خدمة في الكهرباء والمياه الّا وقدْ دمّرها الجنجويد.
حميدتي ( *العيّان* ) يعزّي قبيلة المجانين في قتله ناظرهم جمعة سهل وعددٌ من العُمد، بينما تؤكّد القبيلة بأنَّ القاتل هو الجنجويد بلا ادنى شك.
كُل هذا يأتي في سياق الانكار الجبان والكذب المتعمّد، والوعيد الهراء.
اما الادعّاء المكرّر بأنّه ( *ما في جيش* ) فهو هروبٌ من مجابهة الحقيقة التي زلزلت كيانه حيثُ بنى كُل خطّته بأنّه ما في جيش، ”والبُرهان يستسلم يا بنستلمه“ ، أليس هذا هو حديثُ حمديتي للقنوات الفضائية وما تزالُ الفيديوهات متوفرة ؟؟
فاذا كان ذلك كذلك، فمن الذي هزم الجنجويد واخرجهم مما كانوا فيه؟؟
من حجر العسل في نهر النيل شمالًا والى تخوم النيل الازرق جنوبًا، ومن الحدود الشرقية مع اثيوبيا والى النيل الابيض غربًا، من الذي سحقهم وملأ الضاحية باجداثهم النتنة، واخلى العاصمة منهم حيثُ كانوا في القصر الجمهوري ؟؟
انّه الجيش ايّها المعتوه الجبان، وهو الذي يقودُ ويوظّف كُل من معه من القوّات المُساعدة وهو الذي يرفضك مؤيدًا بشعبه، يرفضُ ان تعود او يعود معك القحاطة الذين خدعوك واغروك باذيالهم اللزجة فسقطتَ كما يسقطُ الفأرُ في العسل.
أمّا الشيوخ والمجاهدين الذين اقلقوا منامك وتتوعّدهم بالقتل والسحل فهُم ملأ الساحات، حاضرون في المشهد، مؤثّرون في وعيّ الشعب، ملتزمون قضية الوطن، لا يندبون الحظّ العاثر، ولا يلطمون الخدود، ولا يشقّون الجيوب جزعًا مثلما تفعل انت.
مجمل الكلام غثاء الفاظ عفى عليها الدهر، واجترارُ احلامٍ لا سبيل لتحقيقها، وبذلُ وعودٍ كاذبة، وترديدُ وعيدٍ لا سبيل لانفاذه.
ولم يبقَ لهذا المخلوق البائس غير اجترار الفكر وهو يتردّد في غوايةٍ لا رُشد بعدها.
خسئت أيها التعيس.
*لا تفاوض*
*لا نسيان لجرائم الجنجويد*
*بَـلْ بَـسْ*



