رأي
عبد الجليل محمد يكتب: مستشفى عطبرة التعليمي.. لمحات ونوافذ للصعاب والمعوقات
لمحات ونوافذ للصعاب والمعوقات والتحديات الطبية و العلاجية والإدارية لمستشفى عطبرة التعليمي
عطبرة: عبدالجليل محمد
أن مجرد الحديث عن مستشفى عطبرة التعليمي الذي يقف اليوم في طليعة المؤسسات العامة الخدمية والصحية بولاية نهر النيل والذي تحتضن مقراته الإدارية والخدمية الطبية والعلاجية عاصمة الحديد والنار والصمود والتحدي ( مدينة عطبرة التاريخية الباسلة ) .هذا المستشفى العريق الذي أنشئ في مراحله الأولى خلال العقود الماضية في الفترة من 1904م و1908م في عهد الحكم الإنجليزي وفي مرحلة تطويره الثانية كان لهيئة سكك حديد السودان المساهمات العديدة الفاعلة والتي يجئ في مقدمتها التبرع والتنازل من قطعة الأرض الحالية لصالح المستشفى في مساحة (49241) متر مربع، ورويدا رويدا أخذ العمل الخدمي الفني والطبي والعلاجي بمستشفى عطبرة التعليمي تتسع مجالاته وحلقاته ودوائره المهمة والعديدة، حيث بدأ العمل بالمستشفى في أيامه الأولى بمكتب حكيمباشي و عيادة خارجية و قسم للأشعة و مخزن مجهز للدواء وعنبر عام والمباني الموجودة به وقتذاك الزمن الماضي شملت العملية والمطبخ والمشرحة و الكرينتينة و الصيدلية و معمل للفحص الطبي و المخبري و مباني الغسالين .وهكذا سار العمل و الإهتمام في التطوير المستمر للوحدات الطبية و العلاجية والفنية والخدمية داخل المستشفى فتم بناء العيادة الخارجية ولمقابلة الإحتياجات والمطلوبات للأعداد المتزايدة للمرضى شرع المستشفى في إستيعاب عدد من الأطباء السودانين الأوائل الى جانب العديد من الكوادر الطبية و الإدارية و الفنية المساعدة في تنفيذ المهام و الواجبات الطبية و العلاجية المختلفة الأخذة في التطور والجودة والمنافسة. نعم و أن مسيرة المستشفى قد أصدمت بالكثير من العراقيل والعقبات التي أثرت سلباً فيما مضى على مسيرة العمل والأداء والخدمات داخله مما حدى بحكومة ولاية نهر النيل ممثلة في وزارة الصحة لوضع برنامج إعادة تأهيل وتطوير مستشفى عطبرة التعليمي العريق في نصب أعينهم وبعد التشاور مع جهات الإختصاص ذات الصلة وأعمال الشورى والإختيار الأمثل للعناصر الطبية والإدارية القادرة بولاية نهر النيل .تم تكليف منظومة العمل الإداري والخدمي والطبي والعلاجي المتجانسة من أصحاب الخبرات التراكمية الثلاثية التي حسبها الناس والمتعاملين مع المستشفى بالعناصر الوطنية الشابة النشطة و المقتدرة .الذي يمثلهم في الإدارة العامة الأخ د. معاوية سيد أحمد و الإدارة الطبية د. إبراهيم سعد إبراهيم و الأمين العام الإداري المخضرم عصام الدين حسين أدم .الذين نجدهم جميعاً قد شمروا على ساعد الجد والإهتمام والجاهزية بوضعهم للعديد من الخطط المبرمجة للتنفيذ الأجل و العاجل والمستقبلي و بالرغم من قصر مدة تكليفهم لقيادة دفة العمل و الأداء و الخدمات لمستشفى عطبرة التعليمي الإ أن العديد من المساهمات و الإشراقات بدأت تدب في أرض الواقع و ساحات العمل والأداء و الخدمات داخل فناء هذا المستشفى التاريخي العريق و المهم في كل الحقب ومن بين تلك الخطط و الأهداف الموضوعة والمنفذة كان الإهتمام واضح و كبير للسير بخطى المستقبل الزاهر نحو التطوير والمنافسة مع مؤسسات القطاع الطبي الخاص لا سيما و أن المستشفى ظلت تستفيد من خدماته اليومية المباشرة الجموع الكبيرة من المواطنين و العاملين بمؤسسات الدولة و القطاع العام بمدينة عطبرة و ما جاورها من المدن و القرى و ولايات التماس الجغرافي لولاية نهر النيل .و هنا يكمن التحدي الأكبر لهذه الإدارة الجديدة الواعية و المدركة تماماً بالحقوق و الواجبات لتطوير مناحي الإداء الجيد و التطوير المستمر للأليات و الأدوات الطبية الحديثة التي تواكب المسيرة الطبية الحديثة .و لعلنا في جوانب هذا السياق الوطني الهادف المعزز لروح الأمل و العمل و الأداء و الخدمات أن نعلن بكل الحفاوة و التقدير للملأ أن مسيرة التنمية و التطوير المستمر قد أنطلقت بداياتها المأمولة من بوابة مستشفى عطبرة التعليمي .هذا بالرغم من وجود الكثير من المشاكل و الصعوبات و المعوقات الموروثة التي تتمثل في ضعف البنية التحتية و عدم وجود برامج الصيانات الدورية و مشاكل الصرف الصحي بالشبكة القديمة و الجديدة سواء و رصف الأنترلوك دون المواصفات المعمول بها نجده أحدث تأثيراته السالبة على المباني داخل المستشفى و أن مواقع الهندسة الطبيه و ورش الكهرباء و المياه الموجدة لا تتطابق بصورة عملية كاملة مع الدور الوظيفي للوحدات التشغيلية المختلفة للمستشفى و مع كل ذلك يظل الأمل العريض معقود على النجاح المضطرد والمأمول على أيدي هذه المجموعة الوطنية المتجردة لإدارة المستشفى التي قامت في الربع الأول من هذا العام 2022م بإنجاز العديد من الملفات المهمة والصعبة .وكذلك خلال الربع الثاني من هذا العام تم تنفيذ برامج عديدة و طموحة ذادت من كفاءة العمل و جودته.وخلال الربع الثالث كان من بينها و أهمها الإهتمام بترقية بيئة العمل و الخدمات و الأداء بإنشاء كافتيريا للعاملين بمختلف مستوياتهم تقدم لهم وجبتي الفطور و العشاء بقيمة 50% من القيمة مع إيجاد وسائل ترحيل للعاملين من منازلهم و الى المستشفى و بالعكس .وهذه جهود عملية حثيثة ووطنية سامقة تستحق الإشادة و التقدير.