رأي

عرفة صالح يكتب: الحل في الإنتخابات

السودان أمره محير للغاية في كل دول العالم التى يحدث بها تغيير الأمر واضح وضوح الشمس ليس فيه لبس ولا تعقيد في المشهد ، من الوهلة الأولى يتم تكوين حكومة انتقالية تحدد فيها مهام بفترة مقيدة تنتهي بإجراء انتخابات دون إقصاء لأي جهة، والشواهد كثيرة الجزائر وتونس ومصر وتشاد وغيرها من الدول التى حدث بها تغيير في أنظمة حكمها إنتهى بها الأمر بإجراء إنتخابات ومضت، لكن في السودان الأمر مختلف جداً، رأينا العجب في فترة إنتقالية حسبها البعض بان التغيير الذي حدث ملك لهم، وهم فقط الذين يحددون كيفية حكم السودان دون ذكر الإنتخابات ولو لمرة واحدة خلال الأربعة السنوات التى مرت في عمر التغيير، بل اعتقدوا أنهم أصحاب الثورة الوحيدون لا لشيء سواهم فطفقوا في تغيير كل شيء حتى اتجاهات الطرق الداخلية لم تنج من ملاك الثورة، ناهيك عن القوانين والوظائف وما أصابها من “دربكة” حيرت كل ذو عقل سليم، قضايا كثيرة أقحمت فيها حكومات الفترة الإنتقالية في السودان التى تعاقبت منذ التغيير وهي ليس من صميم مهامها فكانت “اللخبطة والدربكة والربكة” السياسية التى نعيشها الآن والتي بدورها فتحت الباب لاستجلاب حلول من الخارج وخارطة طريق تتبعها الأحزاب والقوى السياسية التى تعول على الخارج في قضية التحول الديمقراطي والحكم المدني .

لماذا هذه الفوضى في السودان وعدم الإحترام من الغرب وتدخله السافر في شئوننا الداخلية؟ حتى ظن البعض ان السودان أرض “بلا أسياد” وضيعة لدول الإتحاد الأوروبي وأمريكا ومشروعهم التدميري والتخريبي وبعض الدول العربية التى تؤمن بأمريكا أكثر بإيمانها بالله سبحانه وتعالى، لماذا تتشبث أمريكا والإتحاد الأوروبي في فرض أفكارها وهيمنتها بكل السبل في تطبيق حكم ديمقراطي في فترة انتقالية هم يعلمون من الصعوبة بمكان ان يرون ما يريدون في السودان واقعاً، لماذا تصر أمريكا على تطبيق النظام الديمقراطي في الانتقال في بلد حدث فيه تغيير نظام استمر ثلاثين عاما، ولماذا أتى الغرب بقيادة الإتحاد الأوروبي بمشروعه المدمر للشعوب ويعمل بكل السبل من اجل تطبيقه في السودان حتى لو كلف الأمر تفكيك البلاد وتمزيق مجتمعها الى قطع صغيرة يسهل التحكم فيها .

سؤال بسيط للغاية نطرحه على الذين يعولون على المجتمع الدولي الديمقراطي في ايجاد حلول للأزمة السياسية المتشابكة الأطراف والمتداخلة الخطوط ؟.،لماذا لم تطرح امريكا والإتحاد الأوروبي الانتخابات لا من بعيد ولاقريب كحل منطقي ومرضى لكل القوى السياسية المتصارعة في الحكم ؟ ويعلمون جيداً ان الإنتخابات هي الحل الآن مع وجود حالة لانسداد الفكري و السياسي بالبلاد ، ولماذا لم تدفع امريكا وأتباعها بمقترح إجراء الإنتخابات على الذين يوالونهم ويستمعون اليهم بـ”انتباهة” وينفذون ما يقولونه دون إبداء رأي طالما هم أي أمريكا والغرب الأوروبي يؤمنون بالديمقراطية والحكم المدني، ولماذا تصر أمريكا ومبعوث الأمم المتحدة على تحقيق التحول الديمقراطي والحكم المدني في الفترة الإنتقالية التي هي معلومة المهام .

وحسب الشواهد والمعطيات من الأفضل على أمريكا التي تتبنى ملف السودان وتمسك بـ”أصابعها العشرة” خوفاً من الدب الروسي ومن شايعهم دعم الإنتخابات وتهيئة المناخ لها وجعلها واقعا، بدلا من الذي يدور الآن في السودان وفرض المستحيل الذي ربما يؤدي في نهاية المطاف الى تمزيق الوطن الى أشلاء حتى لو جاءت أمريكا والغرب بجيوشهم وتمركزت في المنطقة الخضراء كما حدث في العراق يراقبون الموقف ويسيرون دفة الحكم عبر الوسطاء ووكلاء .

إن السودان في محنة وإن جل السياسيون أو البعض منهم هائمون وضائعون ومغشوشون ويظنون أن أمريكا والإتحاد الأوروبي بقيادة فوكر ومساعدوه من بعض الدول العربية سيحولون السودان لجنة ودولة عظمى تضاهي الدول المتقدمة وهم ينسون أن الدول تبني بسواعد أهلها الوطنيون ليس بالوصايا ولا بالأفكار المستجلبة التى تتنافى مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف، واذا كان فعلاً أمريكا والإتحاد الأوروبي حريصين على استقرار السودان وسلامته كان الأولى دعم إجراء الإنتخابات في فترة لا تتجاوز السنتين دون ذلك سيظل السودان في حالة توهان وضياع بمساعدة أبناءه المعولين على المشروع الأوروبي الذي يثبت في أركانه بواسطة منظماته التى تقيم في الورش بصورة مستمرة وآلياته المختلفة لفرض واقع جديد على المجتمع السوداني.

أفيقوا ايها السودانيون وأدركوا خطورة الغرب وألاعيبه في تدمير الدول وشعوبها، والا سيأتي اليوم الذي يندم فيه كل من كان سبباً في ضياع الوطن وجعله فريسه سهل الإلتهام لأمريكا وأتباعها .

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق