تحقيقات وحوارات
حديث البرهان عن دمج الدعم السريع هل يعطل تنفيذ “الاطاري”؟
الخرطوم: سودان بور
استغرب كثير من المراقبين للتصريحات التي اطلقها رئيس المجلس الانتقالي بمنطقة الزاكياب والتي قال فيها:
الإتفاق الإطاري دا نحنا داعمنو عشان فيهو بند مهم جدا نحنا كعسكريين بيهمنا وهو دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة دا هو الفيصل بيننا وبين الحل الجاري الآن
اذا في كلام واضح ومنصف ومقنع عن دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في القوات المسلحة نحنا حنكون ماشين فيه
لاحظ المراقبون للشأن السياسي السوداني ان ” البرهان” ظل يطلق مثل هذه التصريحات التي يلمح فيها بصورة خفية الي امكان تعطيل الاتفاق الاطاري! بحيث ظل في كل مرة وكلما أحس بتقدم السياسيين خطوة الى الامام نحو التوافق السياسي ، الا وتراه يبحث عن الاسباب والمبررات لتعطيل العملية السياسية وقطع الطريق امامها! من خلال التصريحات التي تقود الي خلق بلبلة وشك تجاه الالتزام بالعملية السياسية ، وظهر ذلك جليا منذ تصريحاته التي اطلقها في منطقة المعاقيل ثم منطقة كبوشية ، ثم هاهو الان يثير ذات الجلبة في منطقة الزاكياب التي رهن بها الاستمرار في الاتفاق من عدمه بدمج قوات الدعم السريع! هذا فضلا عن صناعة وخلق كتل واجسام وشخصيات متعددة لارباك المشهد السياسي بأجواء متوترة تعمل علي خدمة اهدافه بصورة ممرحلة لتعقيد المشهد السياسي وابقائه في حالة من الهشاشة والارتباك الذي يعمق من الانقسام بحيث يظل باقيا في الساحة السياسية ، مراهنا علي عدم قدرة المكون المدني للتوافق السياسي الذي وضعه شرطا لازما للخروج من المشهد السياسي ! وما دام هناك تعثر في مثل هذا التوافق فهو سوف يظل حاضرا في الساحة السياسية بحجة عدم الاتفاق وانقسام المكون المدني مما يعطيه مبررا للبقاء علي رأس السلطة!
يرى كثير من المتابعين ان تصريح البرهان حول ضرورة دمج الدعم انما هو تحصيل حاصل !لان الاتفاق السياسي الاطاري قد تحدث بالفعل عن هذا الدمج ولم يغفل عنه بحيث اورد في المادة 4 اكثر من فقرة متعلقة بهذا الجانب [ ضمن تنفيذ السياسات المتعلقة بالإصلاح الأمني والعسكري وفق خطة الحكومة الانتقالية وصولا لجيش قومي مهني احترافي واحد.
ويتضمن ذلك:
– تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق جوبا لسلام السودان والاتفاقيات التي تأتي لاحقا بخصوص قوات الحركات.
– دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة وفق الجداول الزمنية وقوات حركات الكفاح المسلح.
(2) ضمن خطة الإصلاح الأمني والعسكري والذي يقود إلى جيش مهني قومي واحد يتم دمج الدعم السريع في القوات المسلحة وفق الجداول الزمنية المتفق عليها].
هذه من نصوص الاتفاق الاطاري الذي وقع عليها البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع! بما يزيد من دهشة الجميع من التصريحات التي اطلقها حول امر تم الاتفاق عليه وكأنه لم تتم الاشارة اليه في الاتفاق! الامر الذي يطرح التساؤل الذي يفرض نفسه بالحاح ، لماذا في هذا التوقيت بالذات يتم الطرق بهذا العنف علي قضية تم الاتفاق عليها سلفا؟ ان لم يكن وراء اطلاقها مكانا وزمانا اهداف ومكاسب سياسية!
ويحذر كثيرون من حديث الدمج في هذا الوقت ولا يرون فيه سوى حديث عمالة وإن تفوه به البرهان او غيره من السياسيين. ليس رفضا للدمج الذي تم التوقيع علي الاتفاق الذي حواه ولكن لأنه سوف يكون حديثا مغرضا بقصدية واضحة بمعزل عن الدستور الذي يجيزه برلمان منتخب ودون مراعاة للظروف التي تعيشها البلاد واهمية وجود قوات ذات مهارة وتدريب عالي كقوات الدعم السريع في ظل صراع المحاور والتدخلات الاجنبية وتكالب العالم! بما يقود الي يقين كامل بعدم استطاعة اي جهة او مُكنتها في الفصل او الحكم او تحديد وضعية قوات الدعم السريع كقوات أنشأها برلمان منتخب وسيحدد وضعيتها دستور يتفق عليه كل الشعب او حكومة شرعية منتخبة ودون ذلك يبقى تصريح للاستهلاك السياسي ليس الا وخطوة تصب في مصلحة الفلول وعودة الدولة العميقة والثورة المضادة!
يعتقد الخبراء ان هنالك خطة خفية غير معلنة تتضمن محاولات التراجع العديدة التي ظل يفتعلها الرجل لكل اتفاق يتم بينه وبين اي جهة أخرى للدرجة التي فقد فيها مصداقيته لدى قطاع واسع من المواطنين! وليس اخرها الاطاري الذي حاول التراجع عنه مرات متعددة بداية بخطاب المعاقيل ونهاية بخطاب الزاكياب بينما يظل بعد كل خطاب يتراجع عن تصريحاته عبر شخصيات مصنوعة يتم توظيفها واستخدامها الي ان يتم حرقها واستبدالها باخرى دون اي وفاء لمن يوظفهم ضمن مخططه سالف الذكر ! اين “ابو هاجة” ؟ويرى كثيرون ان الدور قادم علي “ترك” ايضا! خاصة بعد.بداية تفكيكه لحلفائه الكتلة الديمقراطية! بحيث اوشك بعض تكويناتها منفردة التوقيع علي الاطاري بعدما كان يشكل بهم جميعا ككتلة عنصر ضغط ضمن خطة تراجعه الممرحلة ! ويرى كثير من المتابعين انه سوف يتراجع ايضا عن هذه التصريحات كما فعل سابقا وكما ظل ديدنه دائما!