رأي
صلاح دندراوي يكتب: مفاوضات جدة.. والضوء في أول النفق
مفاوضات جدة.. والضوء في أول النفق
بقلم/ صلاح دندراوي
ملحمة شعرية ندية المعاني قوية الاوصاف وشاعرها ود دكين في (قصة طه وريا) يقول في أحد أبياتها
الزول راسه موجعو
يربطولو كراعو
وهكذا يمكن أن نطلق على المحادثات التي تستضيفها مدينة جدة والتي ما تنفض إلا لتعقد من جديد دون أن تجلب أي حلول أو إختراق في المشكل الراهن..
مع أن القضية واضحة والمشكلة حلها لا يتطلب كثير جهد أو عناء. وهو الضغط على الجرح..
ورغم عظم الجرائم التي أرتكبت من قبل التمرد جراء هذه الحرب، إلا أن إبتداء حل المشكلة يكمن في أن يخرج هؤلاء المعتدين من منازل المواطنين ومقار الدولة والمؤسسات التي تتواجد فيها، فكل هذه لا تدخل في أضابير الحرب التي أشعلتها المليشيا، ولا تصبح مسوق لأعذار ترتبط بوقف الحرب، فمنازل المواطنين ليست طرفا في الحرب وكذلك المؤسسات الخدمية التي عمل على تعطيلها التمرد هي أيضا لادخل لها بالحرب، إن كان فعلا هدف تلك المليشيا هو مقارعة الجيش والفلول كما يدعون، فما دخل تلك المنازل التي إحتلها هؤلاء بالحرب..فضلا عن حالات النهب والقتل والإغتصاب والتي إعترفت بها الأمم المتحدة ومنظماتها فكيف السبيل لعلاجها وجبر الضرر فيها..
إن الوسطاء الذين يقودون دفة المفاوضات إن كانوا جادين فعلا ويسعون لوقف تلك الحرب ومعالجة تلك الأزمة، فإن الحلول ظاهرة ويجب أن ينفذوا إليها مباشرة، دون أن يبحثوا عن منعرجات أخر تقودهم لعلاج تلك المشكلة..
إن الشعب السوداني قد عانى كثيرا جراء هذه الحرب وفقد أنفس وممتلكات ومساكن ولا أحسب أنه يرضى بأنصاف الحلول ويرضى بحلول لا تعيد له ما فقده أو تعويض ما ضاع منه.
وحتى لا يدور هؤلاء في حلقة مفوغة وفي مفاوضات لا أمل فيها ولا نتائج مرجوة منها فيجب أن يضعوا النقاط فوق الحروف ويمارسون الضغوط اللازمة الكفيلة بإحقاق الحق ورد الحقوق إلى أصحابها، وإلا فإن تلك المفاوضات تصبح مضيعة للوقت وتطويل لأمد الحرب، وأحلام لا اقع لها ويصبح كحال الساقية كما نقول أمثالنا (تشيل وتكب في البحر).