رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب: ويتمدد عام الحزن الانتقائي((عمر يلحق بعابدين))

ويتمدد عام الحزن الانتقائي((عمر يلحق بعابدين))
محمد عبدالله الشيخ
تابي الدموع ان تجف ويتوالي الحزن بلا إنقطاع كلما رجونا ان يكون رحيل عزيز ما هو آخر الأحزان تطال يد المنون وتنتقي عزيز آخر في اقسي امتحان لصبرنا في هذه البلدة المكلومة الفريجاب والاسرة الأكثر واشد بلاءً من بين اهل القرية ((فريق الشيخ)) ويزيد من عظم بلاءنا ويعمق حزننا في هذه الأسرة الظروف التي رحل فيها فقدائنا الأعزاء رحل اخي ابن عمي محمد الحسن البشري متاثرا بالنزوح والترحال بعد صبر وجلد علي المرض وعدم توفر مشفي ينقل إلية ووسيلة ينقل بها لحقت به حرمه بنت عمتي((السرة البشير))بعد ثلاثة أيام فقط بعد ان تفرق أبنائهم وبناتهم ولم يحضر عزائهم الا ثلاثة بل لم يسمع بقية الأبناء والبنات نبأ رحيل والديهم الا بعد أيام كان اقلها ثلاثة وتوالت الأحزان ليرحل بعدهم بأيام ابن عمي دفع الله احمد الشيخ بذات الأسباب نقص الدواء واستحاله النقل للمشفي وسط غياب أبنائه الذين تفرقوا ولم تجعهم منطقة واحدة في نزوحهم وفرارهم خشية علي أبنائهم وبناتهم بعد ما روا من صنوف العذاب والذل علي يد المليشيا الجنجويديه وواصل الموت حصاد الأرواح علي مستوي القرية بمعدل يومي علي نحو مانقلت في في سلسلة من المقالات حتي ظن البعض انها مخصصة للاحزان ويستمر الموت ياخذ الاعزاء مرتبطا بغزو الجنجويد من مختلف الأعمار بنت عمنا الاستاذ عائشة إدريس والأستاذة عايدة عبدالله وعاد مرة اخري لينتقي ابن أخي العزيز الغالي الشهم الكريم المقدام اخو الاخوان عابدين احمد البشير رجل تتعدد صفات السماحة فية لتسع امه بأكملها فبكينا حتي جفت الدموع وحزنا ولم نبق شيء من الحزن ولم يكمل عابدين عشر ايام يتفتق جرحنا بمصاب اكبر وفقد جلل لاسمع عبر رسالة صوتية لم تتعدي ثواني لكنها كانت أطول رسالة في الترغب وانتظار قبل الإفصاح عن اسم المتوفي ((عمر عبدالرحمن أحمد )) او ((عمر الفاروق))كما نسميه أين ومتي وكيف مات أسئلة اعتادت ان تقفز الي الذهن في ظل هذه الظروف إذ يغلب الظن ان يقتل الشخص علي يد المليشيا فإذا بعمر يموت بعيدا غريبا علي الحدود المصرية السودانيه وكنت قبل أيام ثلاثة سمعت بنزوحة من وادي شعير الي الفريحاب بعد ان اجتاحها الجنجويد وعلمت انه بصدد الخروج من الفريجاب التي أصبحت مرتعا للجنجويد ليحمله أجله المحتوم بعيدا بعيدا عن من احبوه واحبهم لحق عمر الفاروق سريعا بابن خاله وصديقه عابدين اسأل الله ان يتسابقا الي الجنة كانت بين الاثنين صداقة حميمة ودعابة لطيفة ومشتركات في الخصال والطباع الجميلة كان عمر ايقونه مناسبات العائلة ومشرفها وراعيها افراحا واتراح اول من يحضر واخر من يغادر كان مهابا محترما ودودا من غير ابتزال كانت كلمة ياخال عنده تمثل قيمه من الأحترام والود لم يحبسة مرضه والم الغضروف اللئيم ليغيب عن واجب ربط أبنائه وبناته بأهله ووثق علاقتهم بقوة رجل بهذه الصفات يموت بعيدا في أصعب امتحان للصبر والرضي بقضاء الله وقدره رحل عمر وأبنائه وبناته نازحون شانه شان كل من رحلوا من الاهل وجميعهم لم نستطع أداء واجب العزاء او نتلاقه فيهم والله الله نساله الرحمة والمغفرة والعتق من النار لعمر ولجميع من رحلوا عنا وان يجعل الله فقده آخر احزاننا وانا لله وانا اليه راجعون نسأل الله أن يحفظ البلاد ويرينا يوم اسود كيوم عاد في الدعم السريع ومن ايده ودعمه اللهم لاتبقي منهم احد ولاترفع لهم راية ولاتبلغهم غاية

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق