رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: حواضن المليشيا الجرو الذي علم ان اباه زئبا

محمد عبد الله الشيخ

نصف رأي

حواضن المليشيا الجرو الذي علم ان اباه زئبا

تعتبر ولاية الجزيرة من أقصي شمالها الي أقصي جنوبها ومن شرقها الي غربها من اكثر الولايات بعدا عن القبيلة بنتنها وضيقها بما اتسعت به مقتضيات التعايش والتواصل الشي الذي جعل الجزيرة قبلة للعديد من القبائل كن شتي بقاع السودان ودول الجوار الذي ممن جاوا بحثا عن لقمة العيش داخل مشروع الجزيرة فعاشوا بأمن وأمان دون أي نزاع مع مجتمع الجزيرة وبطبيعة عمل هذه المجموعات السكانية في القيط((الحواشات)) اختاروا ان يكونوا حول الحواشات ونشأ مايعرف بالكنابي وهو نمط سكن فرضته طبيعة عمل هذه المجموعات وكان لهم تواصل اجتماعي ومشاركات في جميع المناسبات في القري والفرقات تتم دعوتهم كمثل غيرهم من اهل الجزيرة لم يشعروا يوما بدونية ولا نقص في حقوقهم ولا خدماتهم تعلم أبنائهم في المدارس وتعالج مرضاهم في المستشفيات يشاركون الناس في وسائل المواصلا من والي المدن ومنهم من أمتلك محلات تجارية في أسواق القري تطورت حياتهم بذات الحجم والقدر والكيف الذي حدث في الجزيرة وصلت الي بعض(( الكنابي)) خدمات لمياه والكهرباء وظل بعضها مثل غيره من قري الجزيرة لم تصله هذه الخدمات لكنه يتقاسمها مع اقرب القري الا ان بعض العاقين من أبناء الجزيرة ممن كانوا معاول هدم ومخالب قط تنهش وتهدم في نسيج السودان والجزيرة الاجتماعي وجدوا ضالتهم ومسوقات مشروعهم الهدام في هذا الواقع الذي يمثل ارض خصبة لبذر تقاوي فتنتهم ومشروعهم بالوكالة لتفيتيت البلاد فطرقوا يصورون ذلك الواقع كمظالم مفروضة يعيشها اهل الكنابي بتهويل كحال تلك الطرفة التي يتداولها المجتمع السوداني عن كاتب (العرض حال)الذي ابكي رجل عندما دبّج له مظلمة بأسلوب يستدر العاطفة ويفخم المظلمة ليعرضها علي احد القضاة فلما قرأها عليه بكي الرجل طالب المظلمة قائلا ((لم أكن أعلم انني مظلوم بهذا القدر)) افلح هكذا العاقون من أبناء الجزيرة في تسويق اجندهم وجعلوا من واقع الكنابي قنبله موقوته تنتظر الانفجار ونجمت العديد من التفلتات جراء حالة التعبئه والشحن الزائد كادت ان تنسف مجتمعات باكملها لولا لطف الله وحمكة العقلاء من الأطراف المغرر بها ومع إشعال مليشيا ال دقلو الإرهابية حربها ودخولها الجزيرة رأت في الكثير من شباب هذه الكنابي وليس كلها ولكن جلها وقود لحربها وتسويق لافكارها البائرة عن دولة ٥٦ والجلابة فتناسي من وقعوا في مستنقع المليشيا وانخرطوا في صفوفها ((عُشرة الملح والملاح )) كما يكني المجتمع دلالة علي صون العهود مسترجعين أصول قبائل واثنيات وجهويات لم يكن لهم عهد بها ولم يتربوا فيها ضاربين عرض الحائط كل ارثهم الاجتماعي وعشرتهم عبر الاجيال وتواصلهم في مجتمع الجزيرة وسنار المكتوية الأخري تناسي وتنكر ممن شكلوا حواضن المليشيا المجتمعات التي صاروا جزءً من نسيجها وتركيبتها
ومنحتهم الامن والامان في سلوك شبيه تماما بما حدث من ذلك الجرو (الذئب الصغير) الذي وجدته احدي نساء البادية العربية في الخلاء فاخذته وارضعته من لبن شاة لها ولما كبر ذلك ال(الجرو)وفي غياب البدوية عن الدار خلا بالشاة التي تربي علي لبنها فبقر بطنها وقتلها
فانشد الأصمعي علي لسان البدوية
بقرت شويهتي وفجعت قلبي**وانت لشاتنا ابن ربيبا غذيت بدرها وربيت فينا غينا **فمن انباك ان أباك زئبا **اذا كان الطباع طباع سؤٍ ** فلا ادب يفيد ولا طبيبا…….
فانخرطت اعداد منهم تقاتل ضد مجتمعات الجزيرة وسنار وتمارس كل فظائع المليشيا من قتل و نهب واغتصاب واحتلال وتهجير قسري واذلال للسكان ولم يسلم من خالفهم الراي من مجتمعاتهم من ان تطاله أيادي بطش المليشيا فنالت نصيبها من الانتهاكات فمن ظن ان مجتمعه سيكون بمامن من بطش المليشيا مجرد انتظامه في صفوفها فهو جاهل مغيب مغرر به لان تركيبة المليشيا وجيشها سلوكية غريزية قوامها وعظمها معتادي الاجرام والمنحرفين وسواقط قاع المجتمع وارازله من المرضي النفسيين ليس لها كابح ولا محدد أخلاقي ووفقا لهذا لا يستغرب بؤس سلوكها وبشاعة ممارستها التي تحصد مئات الأرواح الان في قري شمال وشرق الجزيرة وفي ام شوكة بولاية سنار لكنها مهما تمددت فقد ايقظت ونبهت من غفلوا اوتغافلوا عن خطر نهج المليشيا مما يعجل بنهايتها والي الأبد تتبعها اللعنات هي وكل من تعاون معها ودعمها ووقف مع باطلها لان الباطل مهما تطاول عهده فهو الي زوال لن يصمد أمام الحق الابلج

هذا مالدي
والرأي لكم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق