ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: لماذا كل مرة ينهزمون ؟
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
لماذا كل مرة ينهزمون ؟
الذي يقرأ واقع الميدان القتالي في المناطق المختلفة منذ عدة شهور خلت يجد أن القوات المسلحة غيرت خطتها من دفاعية إلي هجومية ، إتخذت فيها منهج الضرب بدقة ثم المميت وأجبرت المليشيا علي إتخاذ وضعية الدفاع لا الهجوم كما كانت تتبع من قبل ولعل الشاهد القوي الحي المثال هو الضربة التي تلقتها بالأمس في قاعدة الزرق العسكرية أكبر قاعدة لهم لوجستية ومنيت بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد ولعل تلك الضربة كانت مباغتة حيث كانوا لا يتوقعون ذلك نسبة لإعتمادهم علي منظومة تشويش عالية الفعالية كانت موجودة هناك
هنالك أسباب جعلتهم كل يوم ينهزمون ولعل السبب الأساسي فيها هو الإعتماد علي خطة واحدة وهي الهجوم في العمل العسكري وليس لهم عصف ذهني في خطط بديلة وهذه قاعدة مهمة جدا في العمل العسكري السبب الثاني هو أنهم في اي هجوم عليهم من القوات المسلحة يتبعون أسلوب الإلتفاف مرة أخري بطريقة إستجماع لقواتهم (المعردة) المنهكة إضافة لقوات يستجلبونها من مناطق قريبة جبرا فالقوي المنهكة والقوات التي تجبر من السهولة جدا هزيمة إلتفافها وخير نموذج ما تم من إلتفاف لها بمنطقة( ام القري )والتي خسرت فيها المليشيا خسارة فادحة
السبب الثالث هو عندما يهاجمون ويخسرون يعودون مرة ثانية وثالثة ورابعة وينهزمون ويقعون في نفس الشرك الذي وقعوا فيه بالأمس وهذه عسكريا تسمي بالبلاهة والغباء العسكري المدرعات نموذجا ثم الفاشر
السبب الرابع هو الإنتشار الجغرافي لهم دون ترتيب ودون قراءة لمايحدث في المستقبل من حماية الظهر ثم المقدمة ، إنتشارهم يبتغون منه الغنيمة فقط بالسرقة والنهب والإذلال لسكان المنطقة التي يدخلونها ودائما الانتشار العسكري غير المدروس والذي ليس فيه تنبؤات مختلفة توضع… يكون سهلا في الافتراس، سنجة السوكي الدندر الدالي والمزموم شمال النيل الأزرق نماذجا
السبب الخامس هو القيادة النافذة فيهم يقاتلون عن طريق المراسلة ، أي حديث عن أن عبد الرحيم دلقو أو عثمان عمليات في الميدان معهم جنبا الي جنب هو حديث كاذب فهم يديرون المعارك بالمراسلة ويطلقون الاشاعات أنهم معهم في الميدان من أجل رفع روحهم المعنوية عكس القوات المسلحة التي القائد فيها تجده في الصف الأمامي متحمسا بالعقيدة القتالية التي تحملها والقسم الذي يسير في عروقه دما وطنيا خالصا
السبب السادس هو أنهم ضربوا بكسب المواطن عرض الحائط فشلوا في إستقطاب عاطفة المواطنين لهم بما يفعلون ، عندما يدخلون منطقة ما أول مايفكر فيه المواطن هو الخروج من منطقته الي منطقة تكون فيها القوات المسلحة وهذا انعكس حتي علي إدارة حكم المواطنين ويبدو أنهم لايفهمون ذلك ولا يعرفون كيف تدار خدمات الجمهور
هنالك سببا سابعا وهو الخلاف الذي كل مرة يدور بينهم لدرجة الإشتباك والذي ساهم في حد بعيد إلى تكسير وحدة رماحهم ولعل آخر شاهد ماحدث وما يحدث الآن بين المسيرية ونخبة الماهرية في مدني والخرطوم
السبب المهم جدا هو الفارق العلمي الأكاديمي العسكري بين القوات المسلحة والمليشيا حيث يكمن الفرق الكبير بين الضابط في القوات المسلحة وضابط الخلا عندهم ، ضابط القوات المسلحة درس العلوم العسكرية نظريا وعمليا ودخل دوارت حتمية متقدمة وهؤلاء لا يعرفون حتي كتابة إسمهم ويلبسون رتبة عميد أو عقيد خلا
إني من منصتي أنظر….حيث أري أن…. المليشيا دخلت في معركة لا تقدر عليها وهي أكبر من امكانياتها العقلية برغم العتاد الكبير الذي دعموا به وجعلتهم كل يوم ينهزمون وتضعف شوكتهم وهكذا شان الذي يقوم (بروز) ! .