ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: لهفة عاشق !!

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
لهفة عاشق !!
يا سايق النوق بالبيار، أبحرت كلمات العاشق للجناب المحمدي الشيخ عوض الجيد في نهر من الحب الصادق لرسول الله، جاءت المدحة مترعة بالحنين والوله النبوي الذي يسكن قلوب أهل السودان، أداء المادح صاحب الصوت الفخيم عبده شرف لهذه المدحة لم يكن مجرد إنشاد بل كان ترنيمة عشق تتردد بين السماء والأرض، تحملها أنفاس العارفين بقدر الحبيب المصطفى ، أحبك… ياحبيبي يارسول الله
يتجلى الجمال البلاغي في النص من خلال الصور البديعة التي تعكس عمق التعلق بالنبي الكريم، كما في قوله: “عبدا ذليلا ذو احتقار، يدعوك يا حي بافتقار”، وهو تصوير ينبض بالخشوع والانكسار بين يدي الرحمن، وطلب الشفاعة من الرسول الكريم، استعارات النص وتشبيهاته تحلق بالمستمع في فضاء من نور، مثل قوله “والغيم يظلو من الهجير”، حيث تتجسد العناية الإلهية في صورة الظل الممتد فوق الحبيب المصطفى ، أذوب فيك عشقا ياحبيبي!!
اللحن في هذه المدحة يفيض بروحانية خاصة، حيث يقوم على مقامات موسيقية تعكس الأحاسيس الجياشة للحب النبوي، يستخدم المادح مقام (النوبة ) بطابعه العاطفي العميق الجاذب ، متنقلاً بسلاسة بين صعودات هادئة توحي بالخشوع ووصولات قوية تجسد الفخر والاعتزاز بمكانة المصطفى، التنغيم في الأداء يخلق حالة وجدانية يتماوج فيها الصوت بين التضرع والابتهاج، مجسداً رحلة الحب الصادق للرسول الأكرم
أما أداء عبده شرف، فقد جاء مفعماً بالإحساس، يعتمد على الارتجالات الصوتية المدروسة التي تتيح للمستمع الغوص في أعماق المدحة، والإحساس بكل نبرة تنبعث من القلب لتصل إلى الأرواح، صوته ينساب كجدول رقراق، متناغماً مع ترددات الشوق والهيام النبوي، فيصنع من كل مقطع لوحة صوتية تحكي قصة العشق الأبدي
إني من منصتي أستمع…. بحب العاشق الولهان لحبييه الذي يعشقة حتي الثمالة لنبض متفرد يحمل بين طياته جوهر الحب النبوي الصادق ، إذ هذا النبض ليس مجرد كلمات بل هو انعكاس لوجدان أمة تعلقت بحبيبها المصطفى وجعلته نبراساً تهتدي به، إنه ليس فقط ثناءً على الرسول الكريم، بل هو دعوة للسير على نهجه، واستلهام خلقه الرفيع، والتأسي بمكارمه التي جعلته رحمة للعالمين، هذه المدحة ليست مجرد قصيدة، بل هي (دقة) القلوب التي عرفت قدر الحبيب، وهي منهج يسير عليه كل عاشق لمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام ….صلوا عليه وزيدوه صلاة .