أخبار
السودان: معاناة توفير الأمن الغذائي ما بين غياب الاتفاق السياسي واستمرار الفوضى
الخرطوم: سودان بور
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بان عدداً من مناطق السودان تعاني نقصا في الغذاء، حيث قالت منظمات دولية ان نحو أكثر من ٨ ملايين سوداني يواجهون خطر الجوع.
وفي هذا الخصوص فقد كشفت حكومة ولاية شمال دارفور عن وجود نقص في الغذاء بعدد ست محليات “ الفاشر ـ المالحة – كلمندو ـ طويلة ـ الكومة ـ مليط “ يعاني مواطنوها من نقص في الحبوب هذا العام بسبب قلة هطول أمطار خريف العام الماضي، حيث بلغ عجز إنتاج الحبوب الغذائية بالولاية عن الموسم الزراعي ٢٠٢١، حوالي ألفي طن متري اي ما يعادل (٢) مليون و (١٨٢) جوال بنسبة تجاوزت ال ٥٠٪ من الاستهلاك الغذائي السنوي لسكان الولاية.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب إن إهمال مناطق الإنتاج الحقيقية في السودان والانشغال بترضية فئة سياسية صغيرة ومنظمات مجتمع مدني درجت على ابتزاز وازعاج الحكومات بالخرطوم بالهياج والضغط على المركز بمطالب وقضايا ليست أولوية لغالبية اهل السودان ولا تشكل ضرورات في حياتهم اليومية،ساهم في تعطيل مشروعات الإنتاج واهمالها وتعطيل العمل مما أدى إلى ظهور الفجوة الغذائية وهي في عدد من الولايات.
وأوضح أن استمرار الفوضى الحالية يفوت على الجميع الفرصة لتشكيل الحكومة التي تهتم بقضايا المواطنيين الحقيقية.
وأشار في هذا الخصوص إلى انشغال الشباب والحكومة بالمواكب والتظاهرات والاعتصامات وهي لا تجلب طعاما ولا تحقق استقرارا.
بينما يقف وزير المالية دكتور جبريل إبراهيم في الاتجاه المغاير، خلال مشاركته في اجتماعات المائدة المستديرة الوزارية التي انعقدت في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030 لمعالجة الأزمات المستمرة والتغلب على التحديات، ويدعو الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة والدول الصديقة والشقيقة والمؤسسات الدولية للمساهمة في دعم جهود السودان لتحقيق الأمن الغذائي، كون السودان مؤهل لتحقيق الأمن الغذائي على المستويين الإقليمي والدولي بما يتمتع به من أراضٍ شاسعة صالحة للزراعة والتي تقدر بحوالي 200 مليون فدان، مع توافر المياه بشتى مصادرها من مياه الأنهار التي تعبر البلاد من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى وسطها، والوديان والأمطار التي تهطل على مساحة شاسعة من هذه الأراضي، بالإضافة إلى مخزون كبير من المياه الجوفية.
ويشدد الخبراء على أن استغلال هذه الإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها السودان يحتاج إلى إرادة سياسية مبدئية لديها الإحساس بالمسؤولية تجاه رعاياها، تعظم مبدأ العمل ولا تهتم باستجداء الغرب واللهث وراء سراب الدعم المالي والإعانات من صناديق المال الدولية التي سببت الدمار والخراب لمعظم اقتصاديات الدول نهبت ثروات الشعوب ومنها السودان الذي بات على حافة المجاعة بالرغم من هذه الإمكانيات الضخمة.