رأي
سهيل يوسف ابو سعين تكتب: لماذا لانعيدها سيرتها الأولى؟
بقلم: سهيل يوسف ابو سعين
عندما كنا طلبة كانت المدارس الحكومية متميزة جدا في الأكاديميات والمناشط والبرامج ولامنافس لها
و تتصدر قائمة الشرف في المؤتمر الصحفي لإذاعة نتيجة شهادة الأساس وتقف شامخة علي خارطة التعليم اللامتناهية وتبذل إدارة ومعلمي ومعلمات المدارس كل نفيس من وقت ومال لتتفوق مدارسهم ولينجح طلابهم
وتقيم المدارس حصص تقوية للطلاب ضعيفي المستوي ليلحقوا بهم ركب المتفوقين
وكنا نفرح ونبتهج عندما تتفوق مدرستنا علي بقية المدارس ونبكي عندما تتفوق علينا مدرسة
علاقة ما لا أدري سرها كانت تربطنا بمدارسنا ومعلمينا
حب عظيم وتقدير نكنه لهم
كانت المدرسة بيتنا الثاني …وملاذنا الأمن
نترقب شعاع الشمس لتشرق لنهب إليها يحملنا الشوق قبل القدمين
لنسقي زهور غرسناها لنزين بها جيد مدارسنا
ونحن نترقب نموها يوما من بعد يوم ومعها تكبر أحلامنا وأمالنا
وكانت للطابور هيبة تشبة هيبة الطابور العسكري
كنا علي الموعد في المكان المحدد مع بداية قرع الجرس
يملؤنا حب هذه البلاد ونحن نحي العلم ونردد هذة الأرض لنا .
وتتحول الساحة لكتلة نشاط مابين برنامج الصباح والرياضية والأناشيد
ثم نتوجهه للفصول وكلنا حماس وحيويه نستقبل اليوم الدراسي بكل حب
وكل معلم يدخل الفصل يظل فيه ولايريد الخروج حتي وإن رن الجرس معلنا نهاية الحصة وغالبا مايظل حتي ينبهه مدرس الحصة التي تلية بأن زمن حصته بدأ
كل ذلك حتي يطمئن بأن كل التلاميذ إستوعبوا الدرس
ونخرج لتناول وجبة الإفطار التي في الغالب نتشارك في تناولها معا
ومن ثم نعود للفصل لنهل المزيد من العلوم
ثم نخرج لأداء صلاة الظهر في جماعة ونصطف جميعا معلمات وطالبات في مسجد المدرسة
حيث تعلمنا قيمة أهمية المحافظة علي الصلاة في وقتها وبعدها نستمع لدرس وموعظة تقدمه لنا إحدي المعلمات ومن ثم نعود لفصولنا والسكينة تملأ قلوبنا
وفي نهاية الدوام نودع مدارسنا لنعود مع العصريات لنحضر درس العصر
كل تلك التفاصيل الرائعة نحتاج لإعادتها لمدارسنا الحكومية
مدارسنا الحكومية تحتاج لإعادة تأهيل فلماذا لانعيدها سيرتها الأولي