رياضة

عاطف السيد يكتب: الفرصة الأخيرة

كلمات
عاطف السيد
الفرصة الآخيرة

يؤدي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مساء السبت مباراته المهمة والمصيرية أمام نظيره المنتخب المصري الشقيق في الجولة الثانية لكأس العرب فيفا قطر 20121م وهي مباراة ذات طريق واحد هو الإنتصار بعد الخسارة الكبيرة التي تعرض لها صقور الجديان من محاربي الصحراء برباعية بيضاء في إستهلالية مشوار المنتخب ولم يقدم منتخبنا أي مستوي وكان معظم لاعبيه كمن لا علاقة لهم بكرة القدم وإفتقدوا لأبجدياتها داخل الملعب.
المردود الذي قدمه رفاق الشغيل في لقاء الجزائر لم يرض تطلعات الجماهير وكانوا بعيدين تماما عن مستواهم وخذلوا القاعدة الرياضية الكبيرة وعلي رأسها مشجعي الجالية السودانية بدولة قطر الذين حضروا لملعب المباراة لمساندتهم ومؤازرتهم وتشجيعهم ممنيين النفس بظهور مشرف ونتيجة إيجابية تعين المنتخب وتمنحه دافعا كبيرا لبلوغ المرحلة القادمة من المنافسة إلا أن خسارتهم وتواضع مستواهم الفني أصابهم بخيبة أمل كبيرة فكرة القدم ومبارياتها لا تخرج نتائجها من ثلاثة فوز او تعادل أو هزيمة والآخيرة واردة ومقبولة إذا قدم المنتخب ما يشفع له.
والمتابع لمباراة الجزائر يجد ان المنتخب السوداني كان بعيدا عن مستواه ولم يستطيع مجاراة الخصم وفشل في إمتلاك منطقة المناورة وبناء الهجمات وفي الضغط علي حامل الكرة والإستخلاص والمراقبة اللصيقة ولم تشكل طلعاتهم الهجومية خطورة تذكر وإفتقد المنتخب لصانع الألعاب الذي يصنع الفرص للمهاجمين.
نجوم منتخبنا يجب أن يتجاوزوا آثار هزيمة الجزائر ويفكروا بجد في مباراة اليوم أمام مصر لأنها مفترق طرق فإذا أرادوا أن يحافظوا علي حظوظهم فليس لديهم خيار سوي الفوز والظفر بنقاط المباراة للإبقاء علي حظوظ المنتخب في الترشح للمرحلة الثانية من البطولة وهذا يتطلب الإلتزام بخطة اللعب وتنفيذ توجيهات الجهاز الفني والإلتزام بالواجبات الوظيفية والبعد عن التوتر والشد الذهني والعصبي الذي يفقدهم التركيز ويصعب من مهمتهم في تحقيق النصر.
علي نجوم منتخبنا أن يدركوا جيدا أن هذه البطولة ستفتح لهم آفاف كبيرة للإحتراف الخارجي من واقع أنها تحت الإشراف المباشر للإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وهي تجربة حقيقية للمونديال العالمي قطر 2022م وتحظي بمتابعة واسعة حول العالم ويرصدها وكلاء اللاعبين والأندية وشركات تسويق اللاعبين فهي الطريق للعالم ودورياته.
وهذا يتطلب مضاعفة الجهد ومزيد من الوعي والطموح والرغبة في إرتياد العالمية.
الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة الفرنسي هوبير فيلود مطالب بتهيئة اللاعبين نفسيا لمواجهة اليوم المنتظرة وتجاوز هزيمة الجزائر وإخراج اللاعبين من دائرة الأحباط ووضع الخطة والإستراتيجية المناسبة وإختيار أفضل العناصر وأصلبها للمواجهة فإدارة المباراة مسئولية فيلود وحده فهو يعلم جيدا مقدرات لاعبيه ليوظفهم التوظيف الأمثل ويتعامل مع مجريات المباراة وإحداثياتها بمسئولية
وأن يكون مدربا يملك الحلول ويجيد قراءة الملعب فالمباراة لا تحتمل أية أخطاء خاصة في إختيار العناصر التي ستبدأ المباراة ففيلود أمامه مهمة كبيرة لابد أن يكون في مستواها من كافة النواحي ويتحمل تبعاتها .
جماهير الجالية السودانية المغلوب علي أمرها شكلت حضورا أنيقا وتدافعت بكثافة في ملعب المباراة أمام الجزائر وأدت دورها وأكثر في تشجيع اللاعبين ولكنها خرجت حزينة تجرجر أذيال الهزيمة فلم يكن المنتخب ولاعبوه في يومهم وفشلوا في إسعادهم وخرجوا بهزيمة لم تكن متوقعة لأكثر المتشائمين وعلي الرغم من هذا الإحباط نطالب الجماهير بالحضور المبكر ومؤازرة نجوم منتخبنا ورفع روحهم المعنوية وأن يقوموا بدورهم علي أكمل وجه فالفرصة ما زالت قائمة لتحقيق الفوز والترشح للدور القادم من كأس العرب فوجود الجمهور السوداني في ملعب المباراة وقيامه بدوره هو طريقنا للفوز فالجماهير السودانية مطالبة بتجاوز ما حدث وتشجيع اللاعبين والقيام بدورهم بغض النظر عن نتيجة مباراة الجزائر كما عودونا دوما فالنصر يمكن أن يأتي في كسر من الثانية.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق