مصعب الطيب يكتب: نوار … و الصاغ محمود أبوبكر

*✍️ مصعب الطيب يكتب:*
*نوار … و الصاغ محمود أبوبكر*
يكتب محمد حامد جمعة نوار بحائطه على (الفيسبوك) فيتحول الحائط إلى حائط مبكي لكل الديانات، أو مكان تقف عنده للحظات فتشعر بشغف ودهشة وفرحة، ثم ابتسامة أو ضحكة تلحقها جملة (الله يجازي محنك يا نوار) .
كتب و تمنى أن يُعاد إنتاج نشيد صه يا كنار للصاغ محمود أبو بكر، و هو من أوائل رموز الإبداع في الجيش، و على ما أذكر فهو من الدفعة (4)، أرجو التأكيد أو التصحيح.
روح الإعلامي تجعلك صاحب زاوية نظر مختلفة، فمثلاً كنت أبحث عن شاعر أي أغنية وقعت علي سمعي من ملحنها و قصتها، و أرى أن البطولة المطلقة في كل أغنية أو نشيد أو ملحمة إبداعية هي للشاعر، بينما الفنان أو المؤدي أو المؤدون هم أصحاب صورة و صوت لا يحتاجون إلى بحث .
بعض الأغاني رسخت باسم كاتبها، كأغنية عشرة الأيام عندما تذكرها تقول: عوض أحمد خليفة، أو ينطق باسمه من تتحدث إليه، و عصافير الخريف إسحق الحلنقي، و قلت ارحل التجاني سعيد، و وداعاً روضتي الغناء حميد أبو عشر، و ليه حياتنا اخترت غيرها حسن الزبير، و قصتنا حسين بازرعة، و أسمر جميل عبد المنعم عبد الحي، و حتى الأغاني المرتبطة برقعة جغرافية مثل أغنية الزول الوسيم محمد سعيد دفع الله.
لكن يا نوار ، أعتقد أنه لم ترتبط كلمات بكاتبها كما ارتبطت صه يا كنار بالصاغ محمود ابو بكر ، و كأن اسم القصيدة و كاتبها بصفته العسكرية هما العنوان ذاته.
أتذكر مما اجتره من الذاكرة أيام إلتهام المعلومات الثقافية بشراهة أن الصاغ وُلد في بور بجونقلي بجنوب السودان بسبب عمل والده الجياشي، وأصوله من الحلنقة بمدينة الجمال و الابداع كسلا . درس في عطبرة و الأبيض، و درس جامعة غردون فكان التنقل بين بور و عطبرة و الأبيض و الخرطوم و زياراته لمدينته الأصل كسلا . قطعا هذه المدن كانت سبباً في إضافة بصمات ابداعية لشخصيته فالكثير من المنتمين للقوات المسلحة يزدادون إبداعا بطبيعة تنقلاتهم، فما بالك بمن تنقل في هذه المدن قبل انتمائه لهذه المؤسسة العريقة.
جاء إلى الجيش محمود أبو بكر بخلفية ثقافية و تنويع بيئي و معرفة مسبقة بالجيش بفضل والده، فكانت هذه العوامل مجتمعة سبباً في صناعة الشاعر الصاغ محمود أبو بكر فكانت أغنية صه يا كنار راسخة في أذهاننا بفضل لحنها القوي الذي أبدعه الملحن السوداني العالمي إسماعيل عبد المعين، ابن بحري، المتأثر بالصوفية كأحد مؤثرات الشخصية السودانية المبدعة، فكان لحناً يماثل كلماتها و من عظمة صه يا كنار أنه النشيد الوحيد الذي جمع بين أبو داؤود و أحمد المصطفى و سيد خليفة و عثمان الشفيع و العطبرواي و صلاح مصطفى و عبد القادر سالم.
حمداً لله أن نوار رفع الحرج عن مبدعي زماننا، و كانت أمنيته أن يتم إنتاج صه يا كنار من جديد، وةليس إنتاج عمل جديد يماثلها ..
تحية إجلال و تقدير لمبدعي القوات المسلحة، فإن مسكوا بالزناد انتصروا، و إن مسكوا بالقلم أبدعوا .. كتبت هذه الكلمات من ذاكرة أصابها ما أصاب معظمنا بسبب هذه المليشيا اللعينة، عذراً لأي أخطاء غير مقصودة إن وجدت،، الرحمة و المغفرة لكل من رحل و لشهدائنا الأبرار، و أمنيات الصحة والعافية لمن هم أحياء بيننا و لأسرهم .
نصر الله قواتنا المسلحة و من يساندها على مليشيا آل دقلو الإرهابية و معاونيها و داعميها.
الصورة للصاغ محمود ابو بكر رحمه الله









