بالملّي
الناس ديل قعدو كتير
عدد كبير من ولاة ولاية القضارف.. وفي مختلف الحقب السياسية لتاريخ الولاية.. كانت حدود نفوذهم لاتتجاوز منطقة الخياري والقدمبلية.. ويعاب عليهم الضعف في كيفية التعامل مع مركز القرار في المطالبة بالحقوق وانتزاعها؟ إستثناء حالتين.. الأولى حالة الوالي كرم الله عباس.. الذي أمتلك الشجاعة والقرار في المطالبة بالحقوق وملاحقتها امام الكبار بالقصر الرئاسي.. لكنه افتقر للكياسة السياسية.. فصارع المركز في توقيت لايتناسب مع تلك المرحلة.. فخسر المعركة في خطواتها الاولى، بعد أن فتح جبهة موازية للصراع داخل الولاية خسر بها ورقة الإلتفاف والمساندة.. وما مسببات ذلك، إلا، لانه إختار الرفقة السياسية والإدارية الخاطئة في التوقيت الخاطئ.. فكانت هزيمته الداوية وهو الذي أمتلك حينها، القبول والمحبة وسط المزارعين ومجتمع القضارف…
الآن التاريخ يعيد نفسه.. الوالي محمد محجوب.. خلق لنفسه شخصية سياسية متفرده، في توقيت قياسي.. وهو رجل إداري تنفيذي، ليس له لون سياسي معروف.. فتحرك صوب المركز واخترق صفويته السياسية، وعاد للقضارف بمكاسب ضخمة من المشروعات كما حرك بعضها، وعلى راسها مشروع المياه لكن؟ تظل العقبة عند ذات النقطة وذات الاخطاء المتكررة.. وهي عدم الإلتفات للطقمة التي تدير تلك الأموال؟ وتحريك من يجلس على رأس بعض الوزارت الحيوية والمواقع المؤثرة في استقرار الولاية!!
ظللنا نناشد والي الولاية على ضرورة إعمال مشرط التنظيف، وتخطي الية التدوير الوظيفي المتبعة في تمكين بعض الأسماء من الجلوس على إدارات بعينها لعقود وسنوات.. يتبعون إسلوب إداري أشبه بإدارة الحق الشخصي والشركات الخاصة..
نتوقع المزيد من الإصلاحات داخل الوزارات وبعض (الهيئات) التي لم تطالها يد التغيير.. وقد تكن المسببات في ذلك وكما يراها البعض.. انها مؤسسات غير ايرادية.. لكن لهذه المؤسسات تأثير إجتماعي وسياسي أعمق من التأثير الإقتصادي.. ومازالت فرصة الإصلاح مؤاتية..
نافلة القول والحديث..
انت كده شغااال.. وبنقول ليك تاااني نظف واغرز، اغرز المُحفار.. فضل ليك اهم مشروعين.. انجزهم، وإن بقيت مارق.. سيسجل ويحفظ لك التاريخ، ويصنفك كأفضل رجل يجلس على كرسي الولاية..
