الخرطوم: سودان بور
يرى الخبراء والمهتمون بالمسار الانتقالي والتحول الديمقراطي المأمول في السودان، بأن تعطيل المسار الانتقالي في البلاد، لايمكن أن يستمر إلى الأبد وان الفراغ العريض الناتج عن عدم وجود حكومة تدير الشأن العام، لا يسنده منطق ولا يايده الواقع.
ويقول المراقبون إن الإجابة على السؤال الأساسي عن تشكيل حكومة من عدمه؟ سواءا تم توافق بين القوى السياسية او لم يتم؟، تتلخص في أن تشكيل حكومة لإدارة متبقي الفترة الانتقالية عبر التوافق او بدونه، باتت مسألة حتمية وفقأ لمعطيات الواقع ومتطلبات التعامل مع المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي، الذي ربط استئناف المساعدات بوجود حكومة مدنية.
وقد بات واضحاً للمراقبين أن الساحة السياسية باتت مليئة بالتحركات الانصرافية وتلك التي تسعي لتاجيج الأزمة السياسية في البلاد.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب، إن عدم تشكيل حكومة لإدارة متبقي الفترة الانتقالية يعني الفوضى في البلاد، داعياً إلى ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة سواءا تم التوصل إلى توافق او لم يتم، مبيناً أن عدم وجود حكومة خلق حالات اضطراب وفوضى في مناطق عدة، خاصة بعد فشل القوى السياسية المستمر في التوصل لتوافق على تشكيل حكومة لإدارة الدولة في ظل هذا الوضع المأزوم.
وقال تيراب إن عدم استشعار القوى السياسية للمسئولية الوطنية وتقديم تنازلات لصالح استقرار البلاد، يساعد في إطالة أمد الأزمة وخلق الفتنة وتغذينها لنشر الفوضى وتنفيد مشروع تقسيم السودان إلى دويلات متصارعة ليسهل نهب الثروات والموارد في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من تفاقم الأزمات والضغوط الاقتصادية والحياتية ويتألم الوطن يومياً جراء النزاعات القبلية والخلافات.
ويعزز الدكتور إبراهيم الأمين القيادي بحزب الأمة القومي اتجاه تكوين حكومة لإدارة البلاد حال تم توافق بين القوى السياسية او لم يتم، ويقول في هذا الخصوص” إن الكل يسعى إلى تأمين مستقبل علاقته مع السودان من منظور مصالحه فقط” مع استبعاد مصالح الشعب السوداني في الاستقرار والسلام والتنمية والحرية والعدالة.
