تحقيقات وحوارات

مرشح رئاسة الوزراء أحمد صباح الخير يشرح الواقع ويضع روشتة للعبور الآمن للسودان عبر “سودان بور”

اقول للمدنيين والعسكر ان الشعب السوداني قد تعب من هذه المعاكسات

المرشح لرئاسة مجلس الوزراء أحمد صباح الخير رزق الله لـ”سودان بور”:
البلد الان تعيش في وضع صعب وهو وضع اللادولة نتيجة لعدم وجود حكومة
كثرة المبادرات وتنوعها وعدم الاتفاق عليها دليل على التعنت والعصبية الحزبية
تأخير تكوين الحكومة والترتيبات الأمنية واحدة من مسببات المشاكل التي يعيشها السودان

البروفسور أحمد صباح الخير رزق الله أحد الذين لمعت أسمائهم ضمن المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء، وجدنا سانحة قليلة وتحدثنا مع الرجل في بعض إنشغالات البلاد والراهن السياسية والظروف التي تمر بها البلاد، ثم طوفنا في حديث عن التسوية السياسية المرتقبة وتكوين حكومة تستوعب الجميع، ثم وبخبرته وضع مبضعه على بعض الحلول للإشكالات التي يعاني منها السودان ومن ثم كيفية الوصول الة حكومة ديمقراطية منتخبة تعبر بنا الى الأمان، خرجنا عزيزي القارء بهذه الحصيلة .
حوار: أحمد حسين
صف لنا المشهد الحالي والظروف العصيبة التي تمر بها البلاد؟
البلد الان تعيش في وضع صعب وهو وضع اللادولة نتيجة لعدم وجود حكومة تسير دولاب الدولة مما يهدد الوطن اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في ظل التعنت الواضح والتمترس الذي تمارسه الحكومة والمعارضة.
ماهو هدف الذين يتعاركون حول السلطة في المشهد الماثل؟
للاسف الهدف الواضح هو كرسي الحكم وليس بقاء الوطن او ذهابه

ظهرت في السطح عدد من المبادرات ، ماهو رأيكم فيها وهل يمكن أن تفضي الى حلول؟
كثرة المبادرات وتنوعها وعدم الاتفاق عليها دليل على التعنت والعصبية الحزبية وهنا اشير ان نسبة الاختلاف في كل المبادرات لايتعدى العشرة في المائة فلماذا اذن عدم التوافق
هناك حديث كثر الفترة الماضية عن تدخل المخابرات الأجنبية في شئون البلاد ما تعليقكم؟
الاجندات الأجنبية والمخابرات حاضرة وبقوة ومسيئة في حق السودان ونلحظ تدخلا سافرا في شئون السودان بعيدا عن العرف المعلوم للدبلوماسية وتعريفاتها ولكل اجندته واهدافه وهذا عيب في حق السودان
في رأيك كيف يمكن للسودانيين الوصول الى حل يرضي الجميع ويتجه الناس بعدها للعمل وترك التظاهر؟
لا حل الا بالحوار السوداني السوداني والتراضي الوطني ودون ذلك لن يحصل الوفاق وسوف تستمر هذه المهزلة، ونحن في سبيل تحقيق ذلك نحتاج إلى مشروع وطني يكون همه كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان


إذن ماحدث في لقاوة والنيل الأزرق كيف يفسر حسب رؤيتكم؟
المشاكل العنصرية التي اندلعت في لقاوة والنيل الأزرق هي بداية لما يقود إلى تفتيت السودان وللأسف يلعب طموح السياسيين دورا كبيرا في تاجيجها وازكاء نارها فيجب محاربتها والوقوف في وجه كل كل من ينادي بالعنصرية والجهوية ومن ينشرون خطاب الكراهية.
ماهو العمل الذي يمكن أن تقوم به الحكومة لإيقاف نزيف الدم هناك؟
على الحكومة القائمة ان تقوم بدورها في مواجهة ما يحدث بكل قوة حتى نحافظ على نسيج الوطن.
في رأيك ما هي الأسباب الرئيسة في إندلاع تلك الإشكالات؟
تأخير تكوين الحكومة والترتيبات الأمنية واحدة من مسببات هذه المشاكل ومن مسببات السيولة الأمنية، المحير هو عدم الوصول لإعلان حكومة حتى الآن وانتظار المستحيل رغم الوعود الكثيرة التي قطعها رئيس مجلس السيادة، فكلما تطاول الزمن كلما زادت الازمات واهلنا بقولوا (الطول فيها الهول)
وحكومة الفترة الانتقالية كما عرفها اهل السياسة والحكم هي حكومة تكنوقراط ومستقلين يعني انها غير حزبية . هي حكومة لها مهام محددة وخدمية والتي اهمها معالجة مسببات الثورة وبخاصة معاش الناس بمعالحة المشكلة الاقتصادية واستتباب الامن وتحقيق السلام وتهيئة البلاد لانتخابات حرة ونزيهة تأتي بمن تأتي به سواء كان يمينيا او يساريا. فلماذا هذا الصراع الذي تمارسه الاحزاب وماذا يريدون في هذه الفترة؟ هل هو خوفا من الانتخابات ام هو طمعا في كراسي الحكم؟.

يتحدث الكل بأن السودان ذاخر بموارده كيف يمكن أن نستغل تلك الموارد في الخروج بالبلاد الى بر الأمان؟
السودان بلد ذاخر بالموارد فوق الأرض وتحت الأرض فإذا ما تحقق السلام والأمان وتراضي اهله فهو لا يحتاج لاحد وهذا ما اقول عليه
رؤيتكم في دور الوسطاء والمسهلين لبعثة الأممية وبعثة الإيقاد؟
علي الوسطاء والمسهلين ان يكونوا على مسافة واحدة من كل الكيانات السياسية والحزبية اذا كانوا يريدون فعلاخيرا للسودان. ولا اظنهم يسعون لذلك. فنلحظ ميلا كبيرا نحو كيانات واحزاب معينة وهذا لا يساعد في العملية السياسية في السودان. ويدفع هذه الكيانات صاحبة الحظوة في التعالي على الآخرين واتباع سياسة الدجاجة الصغيرة الحمراء (الفول فولي زرعته وحدي وحصدته وحدي وساكله وحدي) وهذه سياسة اقصائية واستعلائية لن يقبلها الشعب السوداني وسيقاومها.
رسائل في بريد العسكر والمدنيين؟
اقول للمديين والعسكر ان الشعب السوداني قد تعب من هذه المعاكسات وهذا التعنت وان الظروف الاقتصادية تهدد كل أسرة سودانية والشعب جاع واعلموا (إنما للصبر حدود). فإن كنتم فعلا خرجتم من أجل الشعب وليس من اجل مصالحكم الخاصة فيجب أن تعملوا من أجله قبل ان يخرج عليكم الشعب السوداني في ثورة جياع تقضي على الاخضر واليابس. وحينها ستندمون حيث لا ينفع الندم.
كثر الحديث عن التسوية السياسية وهناك من يقول أنها إتفاق ثنائي ماهو رأيكم؟
سمعنا ان هنالك اتفاقا ثنائيا يجري في الظلام هدفه عودة قحت للحكومة برعاية فولكر وآخرين. نقول ان الشعب السودانى مطلع وعالم بما يجري وليس هنالك سر في السودان. فإن صدق هذا الأمر فهو انتكاسة وسيجابه في حال حدوثه بموجة من الاحتجاجات لم يسبق ان شهدها السودان وهي تجريب للمجرب ولن يفيد ذلك بشيء فالحل يجب أن يشارك فيه كل الشعب السوداني بلا استثناء لانه امر وطن يهم الشعب السوداني فليس هذا عمل الموظفين الاممين الذين سمعنا انهم هللوا لذلك ولا هو عمل السفراء الأجانب الذين نتمني ان يلتزموا ويتقيدوا بمهامهم الدبلوماسية وهي معلومة للقاصي والداني وعدم حشر انوفهم فيما لا يعنيهم الا لإصلاح ذات البين بين الفرقاء السودانيين بالتي هي أحسن.
رسالة في بريد الثوار؟
ختاما اتمني من اخواني واخواتي الثوار الذين قالوا الثورة المجيدة ان يلتزموا السلمية، فحق التظاهر مكفول بالقانون والعرف، واتمني من شبابنا ان لا ينساقوا وراء أهداف المخربين من الداخل والخارج في النيل من السودان وتدميره فوطننا محسود على ما أنعم الله عليه، نريد شبابا يعمر وليس شبابا يدمر، واتمنى ان لا تتحقق رغبات الأعداء الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل أحداث الفتنة بيننا في وطن بناه أجدادنا بعرقهم ودمائهم وتضحياتهم. مجتمعين غير متفرقين فكان المهدي وود النجومي من الشمال، وود حبوبة وعساكر ابوكلام من الوسط وابو عنجة من كردفان ودقنة من الشرق وود تورشين ومحمود ود احمد من دارفور. ارجو ان لا نفرط في إرث الأجداد فنحن لا نملك غيره وليس لدينا اي استعداد ان نغادره لاجئين لأي بلد.
ماهي المواصفات التي يجب أن تتوفر في رئيس الوزراء القادم؟
السودان في هذه الفترة العصيبة في تاريخه في تقديري يحتاج إلى رئيس وزراء بخمسة مواصفات اولاً أن يكون وطنياً ومتصالحاً يحب السودان وأهل السودان جميعا ثانياً أن يكون شجاعاً لا يخاف في الحق لومة لائم. ثلاثاً أن يكون عادلاً غير منحاز لقبيلة او حزب او جماعة او منطقة رابعاً أن يكون صادقاً لا يخدع ولا يغش همه كله السودان. خامساً أن يكون مستعد للتضحية هذه المواصفات هي لمن يستطيع أن يخرج بالبلاد إلى بر الامان. وبالله التوفيق.
حديث منك للإحزاب والكيانات السياسية في البلاد؟
ندائي للاحزاب والكيانات السياسية ان لا تستغلوا الشباب المتحمس لكي تصلوا إلى مراميكم وكراسي الحكم فلم نشهدكم ولم نشهد ابناءكم شهداء او مصابين او مفقوديين فنحن نحتاج شبابنا لتعمير البلد ونهضته فلا تجعلوهم وقودا للثورة وتضعوهم أمام المحرقة وانتم تتفرجون، وتخرجون البيانات باسمهم ،كونوا وطنيين وليس طامحين في السلطة فقط. فالتاريخ لن يرحمكم.
يصف بعض الناس الثوار بأوصاف غريبة ما رأيك فيها؟
يجب أولاً انصاف الشباب هنالك صورة أصبحت نمطية تتحدث عن الشباب الثائر والكنداكاندت بانهم ماجورين ومخروشين وسكاري من خلال معايشتي لهؤلاء الاخوة والابناء الثوار والكنداكات، اقول ان هذه المعلومات غير صحيحة وعارية من الصحة كحالة عامة نعم هنالك بعض الحالات ولكل قاعدة شواذ، لكن التعميم خاطئء والحق يقال فان الغالبيةالعظمى منهم شباب محترم ومثقف ومستقل لاينتمي لاي حزب ولا يتعاطى المنكرات او المسكرات وملتزم بقيمه واخلاقه السودانية السمحة ،وان كل همه هو ان يعيش في وطن معافي ويحترم الحريات ويحقق فيه امنياته وذاته كباقي شباب وشعوب العالم المتحضر، بلد ليس فيه ظلم ولا اقصاء ولا محسوبية ولا عنصرية ولا وصاية من اي كان. فلا تظلموهم ولا تشيطنوهم ولا تستغلوهم، ولا تقتلوهم، ويجب أن نحترم تطلعاتهم وان نسمع لرأيهم وافكارهم فهم درع السودان وحماته وفوق ذلك هم أبناءنا وبناتنا ومستقبلنا الزاهر.
وختاماً أقول إن صراعات الاحزاب كلها من أجل كيكة السلطة والانتقام فالانتقام لا يطور بلد (والفش غبينتو خرب مدينتو) فلا تنمو الاوطان الا بالتوافق والتحاور والتشاور

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق